يسعى نظام الأسد ورعاته إلى تمييع القضية السورية، فكلما طال الزمن تتداخل مصالح دولية واقليمية ومساومات ما يؤدي إلى أن ينسى المجتمع الدولي أن الثورة السورية قضية حقوقية واستحقاق وطني للاستقلال عن الوصاية الإيرانية ووكيلها نظام الأسد. وهذا يحتم على المعارضة السورية أن تتصرف بسرعة وحزم لمنع تفريغ الثورة السورية من مضامينها وتحويلها إلى أوراق لعب على طاولة القوى الكبرى, ومساومات طهرانوواشنطن. خاصة أن طهران سبق وان نجحت في عقد تحالف إيراني أمريكي في العراق يتأسس على حماية مصالح الطرفين في العراق على حساب الحق العربي واستقلال العراق. وضمنت طهران لأمريكا أن تخرج العراق نهائياً من المواجهة العربية مع إسرائيل، بينما ضمنت أمريكا لطهران الاستحواذ على ثروات العراق وألا يتولى السلطة في العراق إلا اتباع طهران وموالاتها. لهذا السبب يتمتع نوري المالك بدعم إيراني أمريكي ليمنع العراق من العودة إلى هويته العربية. وتلعب طهران نفس اللعبة في سوريا مع الولايا ت المتحدةالأمريكية، وفي لبنان. وهذا يتضح من التلكؤ الأمريكي في دعم الثورة السورية، وإحجام واشنطن عن أي فعل يوقف النشاطات الإيرانية في سوريا ولبنان، على الرغم من أن واشنطن تزعم أنها تواجه نظام طهران وتمارس ضغوطاً ضد إيران. جمود القضية السورية الراهن، مخيف، ويخشى أن تجري طبخة بين طهرانوواشنطن وموسكو، لتحويل القضية السورية إلى قضية لاجئين أو الاتفاق على رحيل الاسد في العام القادم مع بقاء نظامه تحت نفوذ طهران، وتبقى سوريا محطة عمليات لمخططات التخريب الإيرانية في الوطن العربي. ويأتي هنا دور المعارضة السورية التي يجب ألا تسمح لدخول القضية مرحلة جمود أو سبات، وأن تسعى لمنع المساومات الدولية والإقليمية بالعمل على وحدة المعارضة تحت أي ظرف، ومنع التجاوزات الميدانية، ومنع أي اختراقات سياسية للمعارضة أو عسكرية في عمليات الميدان في سوريا. ويجب أن تقدم المعارضة نفسها إلى العالم بخطاب واحد وصوت واحد. أما التشتت فيجعل فصائل المعارضة قابلة للاختراق وقابلة للمصادرة وقابلة للكسر والتهميش والنسيان. ووحدة المعارضة السورية هي الحل الوحيد لمنع ضياع سوريا وإعادة الثورة السورية إلى طاولة الاهتمامات الدولية وجعلها قضية ساخنة ومستمرة ونشطة. وعلى الائتلاف السوري أن يسعى بكل الجهد إلى التوحيد لأن النظام ورعاته ربما يخططون لإعداد معارضة صورية داخلية، وتقديمها للعالم على أنها هي التي تملك الشرعية فيما لو اتفقت القوى العظمى على رحيل الأسد، وتبقى سوريا بنفس أوضاعها وبنفس أمراضها وبنفس النظام ورجاله ويصبح الثوار لاجئين تتكفل بهم الأممالمتحدة، بينما تبقى سوريا رهينة أبدية لدى طهران.