800 حصيلة عدد الشهداء في سوريا منذ نزول بعثة المراقبين العرب للأراضي السورية في 27 ديسمبر الماضي والتي استمرت 30 يوما ، منهم نحو400 شهيد قتلوا بعد أن رفع رئيس البعثة الفريق أول محمد الدابي التقرير الأول للجامعة العربية ، فيما بلغ عدد المعتقلين داخل السجون السورية نحو 60 ألف ناشط سياسي تم اعتقالهم على خلفية المظاهرات ، أفرج النظام السوري عن 1500 معتقل بعد وصول أعضاء البعثة ، وأوهمهم بأنهم نشطاء سياسيون بيد أن المفرج عنهم سجناء قبل قيام الثورة وليس من ضمن الثوار الذين اعتقلتهم السلطات السورية مؤخرا وتطالب بهم المعارضة . النظام السوري استنفذ كل ما في جعبة الجامعة العربية من مبادرات ، كان آخرها دعوة الأسد للتنحي وإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية ما جعل الجامعة تعلق مهام البعثة بعد مضي شهر من عملها بسسب تزايد العنف ، وكان إرسال بعثة المراقبين العرب إلى سوريا قوبل بالرفض من قبل الجانب السوري في بداية الأمر إلا أن مناصحة روسية جعلتها توقع على البروتكول في القاهرة ، كما أن تعليق مهمة المراقبين رفضته دمشق اليوم ووصفته بتشجيع الجامعة العربية على التدخل الأجنبي . السيد : المجلس الوطني لا يوجد لديه شخصية سياسية " كاريزمية " .. ولم يطلق برنامجاً سياسياً يمثل الثورة ويطمئن الأقليات في المقابل لا تزال الثورة السورية رهينة الدعم الروسي الذي يرفض اي قرارات ضد نظام الاسد ، ولم تكون روسيا وحدها التي تقف خلف دعم النظام السوري بل يوازيه دعم إيراني ، ويقابلها ضعف الخطاب السياسي للمجلس الوطني السوري الذي لم يوجد خطابا سياسيا يظهر من خلاله خططه لإسقاط النظام السوري ويطمئن الأقليات والدول الكبرى على مصالحها بعد انهياره . حول تقييم الوضع الحالي يقول عضو الهيئة العامة للثورة السورية في درعا محمود السيد « ل«الرياض » ان نظام بشار الأسد مازال قويا ويتلقى شتى أنواع الدعم الروسي والإيراني مدللا على الدعم الإيراني بوقوع السبعة الإيرانيين في قبضة الجيش السوري الحر والذين يحملون هويات عسكرية فضلا عن أنهم مسلحون ويقاتلون المتظاهرين . ويصف السيد تغيير الموقف الروسي لصالح الثورة بالأمر السهل للغاية لكونه مرتبطا مع سوريا بمصالح إلا أن الفجوة العظمى في المجلس الوطني السوري الذي اعتبره ليس كفوا لان يقود سوريا بعد بشار الأسد ولا يوجد عضو من المجلس لديه كريزما سياسية ليكون بديلا عن بشار على غرار المجلس الوطني الليبي ، وجميع الزيارات التي قام بها أعضاء المجلس لروسيا كانت ضعيفة ولم تقدم خطابا يطمئن الحكومة الروسية تجاه مصالحها مستقبلا إلى جانب ان المجلس الوطني السوري لم يطلق خطابا سياسيا يمثل الثورة أو خطابا يطمئن الأقليات ، كما انه ليس لديه برنامج سياسي لإسقاط النظام . وأوضح السيد بان المعارضة قبلت بالمجلس الوطني كالقشة التي تنقذ الغريق في حين لازالت الثورة السورية ثورة يتيمة لا حول لها ولا قوة ويتأمل الشعب السوري في مبادرة على غرار المبادرة الخليجية تجاه اليمن وهي أفضل الطرق لخروج بشار الأسد . جعار :لابد من جهود عربية ودولية لإحراج روسيا وإرغامها على تغيير موقفها المؤيد للنظام وتوقع السيد بان تستخدم روسيا حق الفيتو تجاه الملف السوري في مجلس الأمن وحينها ستطلب الجامعة العربية من الأممالمتحدة عقد اجتماع وعندما تصوت مئة دولة على هذا القرار ستتجاوز المعارضة روسيا وسيكون التدخل الخارجي الذي ما تزال ترفضه الثورة وتتطلع إلى دعم الجيش الحر من قبل الجامعة العربية . ويضيف السيد ان الجيش السوري الحر كوّنه منشقون من الجيش السوري برتبة رقيب وما دون من الضباط وشكلوا كتائب لينضم عدد من الثوار - سبق لهم وأن خدموا في الجيش ولديهم خبرة في استخدام السلاح - تطوعوا من اجل الدفاع عن النفس والحراك الشعبي لكنه يعتبر جيشا ضعيفا في العدة والعتاد مقارنة بالجيش السوري إلا أن جميع المعارك التي يحدثها الجيش الحر مع الجيش السوري النظامي تضعف الأخير وتقلل من المداهمات التي كان يشنها على المدن السورية . ويمضي قائلا : ان أكثر من 7000 شهيد سقطوا برصاص النظام مقابل الحصول على الحرية إلا أن ذلك لم يقلل من عزيمة الثوار الذين رغم آلامهم وجراحهم مازالوا يرفضون التدخل الأجنبي ويصرون على الحل السلمي بيد أن النظام السوري يرفض ذلك ويحاول كسب مزيد من الوقت حتى يتخلص من الثوار إما بالقتل أو الاعتقال . وعن التحرك العربي في مجلس الامن قال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا بسام جعارة ل«الرياض» ان هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحريك الملف السوري ودفعه بمجلس الأمن ، وجعل المجلس يتبنى مشروع القرار والمبادرة العربية التي اعتمدت في القاهرة ، الا أنه يقابل هذه الجهود موقف روسي واضح منحاز للنظام السوري وموقف صيني اقل حدة ، وروسيا تحولت من داعم للنظام إلى شريك في عملية القتل عبر البواخر التي تفرغ حمولاتها في السواحل السورية ، ولذلك فالموضوع معقد وشائك في مجلس الأمن ، ولابد من بذل جهود عربية ودولية لإحراج روسيا وإرغامها أو منعها من إعلان الفيتو الروسي . ويجب ان لا تكون المواقف الدولية رخوة والامر يتطلب جهودا عربية كبيرة ، والمعارضة تعول على إخواننا في الخليج العربي وتشيد بالسياسة الحكيمة والموقف المنحاز للشعب السوري الذي تقفه المملكة العربية السعودية الذي يساهم في إنقاذ السوريين من القتل ودفع النظام نحو الزاوية الضيقة .