عادت إيران لممارسة هوايتها في التنغيص وتسميم أجواء المنطقة بأساليبها العدوانية. ويوم أمس أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بياناً في أعقاب ختام القمة ال33 لمجلس التعاون، ووجه لوماً إلى دول الخليج. وكانت القمة الخليجية قد طالبت إيران بالكف عن ممارساتها العدوانية تجاه دول المنطقة. وزعم المتحدث الإيراني أن دول الخليج تهرب من المشاكل، بينما كل شعوب الأرض وكل مسئولي دول العالم وقادتها يعرفون أن إيران هي أحد أمهر الأنظمة في الهروب من مشاكلها الداخلية بافتعال الأزمات مع الخارج، بل أن النظام الإيراني يتخذ من افتعال المشاكل مع الآخرين حرفة ويمتهن خلق الأزمات هرباً من مسئولياته الإدارية والأخلاقية تجاه الشعب الإيراني. وقد انتفض الإيرانيون عام 2009 احتجاجاً على تزوير الانتخابات التي حسمت بأمر من المرشد لصالح الرئيس أحمدي نجاد، خوفاً من أن تتسلم السلطة تيارات إيرانية شعبية تطور احتجاجاتها إلى محاسبة النظام وربما اسقاطه لأنه يبني بقاءه على استراتيجية العدوان ضد الإيرانيين في الداخل، وكل دول العالم، تقريباً، في الخارج . ودول الخليج العربي لم تخترع السلوكية العدوانية للنظام الإيراني، بل أن النظام نفسه هو من اختار سلوكياته المشاغبة واختراع الأزمات وتلفيق الحوادث وتوزيع التهم على دول الخليج وعلى كل دول العالم التي لا تتصالح مع سلوكياته العدوانية. والنظام الإيراني هو الذي يشكل مليشيات وخلايا نائمة ويوجهها لإحداث اضطرابات وفتنة في بلدان الخليج. وهو الذي زرع الفتنة في اليمن وتسبب في حرب ضروس بين الشعب اليمني ومجموعة الحوثيين وهو الآن يحاول إحداث حرب بين الشمال اليمني وجنوبه، والنظام الإيراني نفسه يمول ميلشيات القاعدة في اليمن والعراق ويوجهها لإحداث حروب أهلية في هذه البلدان. والنظام الإيراني هو الذي يتبنى ويمول ويوجه ميلشيات مسلحة في لبنان تهدد السلام اللبناني وتثير الاضطرابات والقلاقل والفتن بأنواعها في أوساط اللبنانيين. والنظام الإيراني هو الذي يشعل الحرب ضد الشعب السوري وتمارس ميليشيات طهران أبشع الجرائم بحق السوريين بما في ذلك انتهاك الأعراض والقتل والاختطاف ونهب المنازل. والنظام الإيراني هو الذي يحتل جزرا إماراتية ويرفض الدعوة الإماراتية الخليجية للتوجه إلى التحكيم الدولي لأنه يعلم أنه لا يملك وثائق صحيحة تثبت حقه أمام القضاء الدولي. والنظام الإيراني هو الذي قسم الفلسطينيين وجزأ وحدتهم لصالح إسرائيل. والنظام الإيراني هو الذي أسس مدارس في المغرب تثير الفتنة والشقاق حتى اضطرت الحكومة المغربية إلى إغلاق جيوب الفتنة لأن تربي جيلاً على معاداة أوطانهم وأهلهم وجيرانهم. والنظام الإيراني هو الذي يستعرض عضلاته وقواته وميلشياته بين فترة وأخرى ويطلق التهديدات. وبعض مناوراته تلك للاستعراض التلفزيوني وللاستهلاك الداخلي، ولإرهاب الإيرانيين أولاً بإظهار جبروت النظام وقوته وميلشياته وحرسه وبطشه. وبعد كل هذا.. لا يمكن وصف النظام الإيراني إلا أنه نظام عدواني ومشاغب وخطر داخلياً وإقليمياً وعالمياً.