من منكم يضطر أحيانا الى تخفيف صوت التلفزيون أثناء أي مباراة، وتحديدا مباريات كرة القدم خاصة عندما تكون بين فريقين كبيرين، يفوق جمهورهما المئات، بل والآلاف في احيان أخرى، وأماكن أخرى، من منكم يتململ في مكانه، ويتمنى ان يكون الريموت كنترول قريبا منه ليقوم بتهدئة الأجواء الصاخبة وتشفق على أذنيك وطبلتهما من التمزق "طبلة الأذن البشرية" بسبب الأصوات الصارخة جدا التي يطلقها بعض المعلقين من حناجرهم القوية "بعضهم" التي تهتز لها سماعات الجهاز التلفزيوني، مهما خفضنا حدة الصوت، أو الكلمات التي أحيانا لا تفهم منها شيئا، والصادرة بقوة جارفة من بعض المعلقين في أي مباراة ينقلها لنا التلفزيون. أحيانا أشعر بأن المعلقين الرياضيين ينامون بعد كل مباراة لمدة يوم كامل بسبب الصداع الناتج عن الصراخ، وأحيانا أشعر بأن حناجرهم تحتاج الى تركيبة عجيبة من خليط مكون من شراب العسل والزنجبيل، لاعادة صقلها وتبطينها، وتغليفها من الداخل بمادة طبيعية تتحمل هزات الحبال الصوتية في التعليق المقبل والحماس الأقدم. لفت نظري وجود أطباء لجميع الفرق الرياضية في أي ملعب "بكثرة" على اختلاف نوع المبارة، وتعدد الأماكن، ينتظرون اشارة واحدة فقط لينطلقوا بمعداتهم لانقاذ اللاعب الذي يحتاج لانقاذ وتقديم الاسعافات اللازمة له، لكن لم ألاحظ أو أجد طبيبا أو حتى مسعفا بجوار اي معلق رياضي لاسعافه في حالة انحشار صوته، أو اصابته بجلطة أو تجلط حنجري نسبة الى الحنجرة الذهبية "وربما تصلب حنجري" التي يتحفنا بها بعضهم "وليس كلهم مرة أخرى" نتيجة الصراخ، أو ربما إصابته بتمزق حبالي "تعبيرا عن الحبال الصوتية" واسعافه ووضع معلق آخر من "دكة الاحتياط" بدلا منه في حالة الاحتياج الى ذلك، وأعتقد ان الاحتياج سيتزايد بسبب الانفعالات الزائدة التي تواكب مجريات كل مباراة حماسية. كما نلاحظ ان بعض المعلقين «وليس كلهم مرة ثالثة» بعضهم يرفع الضغط بصراحة، ويجعل المباراة تنتهي دون ان تشعر بها، ويدخل بنا في متاهات وتحليلات ليس لها أي داع أو مناسبة، اذ يتطرق في الحديث الى مناسبات سابقة أو أخطاء سابقة، انتهت منذ زمن بعيدكما نلاحظ ان بعض المعلقين "وليس كلهم مرة ثالثة" بعضهم يرفع الضغط بصراحة، ويجعل المباراة تنتهي دون ان تشعر بها، ويدخل بنا في متاهات وتحليلات ليس لها أي داع أو مناسبة، اذ يتطرق في الحديث الى مناسبات سابقة أو أخطاء سابقة، أو حتى نتائج مباريات انتهت منذ زمن بعيد جدا، فيبدأ بالتأويلات التي لا تقدم ولا تؤخر، ويبدأ يحكي تاريخا طويلا من الأخطاء أو النتائج، أو حتى المواقف التي حدثت هنا وهناك، ومن كان سببا فيها، وليته فعل كذا ولم يفعل كذا، تنتهي المباراة دون تركيز في نتيجتها أو الاستمتاع باللعب المميز أو حتى اللقطات المبدعة، أو التمريرات التي يتقنها بعض اللاعبين لينتج عنها هدف، أو لعبة نظيفة ممتعة، بسبب إبحار بعض المعلقين، وجعلك تراجع تاريخ مواضيع رياضية، نامت وانتهت منذ زمن. أقول: حبذا لو كان هناك انتقاء للكلمات، وتجرد من الميول لفريق دون آخر صدقا. لنكن واقعيين، لأننا احيانا نجد أن بعض العبارات لا تناسب الموقف الذي نعيشه مع المباراة، ونجد أحيانا أن هناك تقاعسا عن متابعة أدق التفاصيل، فتجدنا ننتقل من حالة لأخرى بسبب التحيز لفريق دون الآخر، أو ربما بسبب "سقط سهوا" الذي اتعبناه ايرادا لتبرير الأخطاء، أو ربما بالانشغال في أحداث أخرى غير مجريات المباراة. كما ان التعليق فن وذوق ومهارة وليس صراخا وتخبطا في انتقاء المفردات التي ربما أفسدت متعة المتابعة والحماس والفرحة بالنتائج مهما كانت. [email protected]