تطرقت في موضوعي السابق لأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وجدوى قوتها الاقتصادية في العديد من دول العالم سواء المتقدمة او النامية .حيث انها تشكل ارتكازية دعم للاقتصاد المحلي وتطويرها لتكون مشاريع ذات استراتيجية وطنية مستقبلية. والتي ينبغي الاستثمار فيها من خلال دعم الشباب لدخولها .فهذه المشاريع تشمل العديد من المجالات وما سأتحدث عنه هنا تجارة التجزئة. وقطاع تقنية المعلومات . في المجال الآخر والذي يشهد نمواً وتوسعاً هو سوق التجزئة ولعل من أهم عوامل نجاح أسواق التجزئة في المملكة توافر السيولة والقوة الشرائية للمجتمع ذي النمو السكاني المتسارع وبالذات في شريحة الشباب . فالتركيز على تقنية المعلومات لما لها من أهمية في بناء اقتصاد مستقبلي يعتمد على العلم والمعرفة ويمهد السوق المحلي لأن يكون قوة جذب للاستثمارات العالمية . وبالتالي تعتبر احد المجالات التي ينبغي التركيز عليها في دعم الشباب سواء الطامحون لإقامة مشاريعهم الصغيرة او من ناحية الاستثمار فيهم كرأس مال بشري .بتفعيل شراكة حقيقية لذلك ما بين الجامعات ومعاهد التدريب التقني والقطاع الخاص كي يكونوا مهيئين لقيادة هذا القطاع مستقبلاً . ولعل أحد الأمثلة على نجاح هذه المبادرات في هذا المجال هي حاضنات (بادر) للتقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومنافسة الفريق المؤلف من شباب وشابات هذا الوطن والذين تألقوا بأفكارهم وابداعاتهم في المنافسة التي اقيمت في وادي السيلكون . ومن العوامل المساعدة للتوسع هذا المجال هو النقلة النوعية التي شهدتها المملكة في نمو سوق تقنية المعلومات حيث تعد السوق السعودية من الأسواق الأسرع نمواً . في المجال الآخر والذي يشهد نموا وتوسعا هو سوق التجزئة ولعل من اهم عوامل نجاح اسواق التجزئة في المملكة توافر السيولة والقوة الشرائية للمجتمع ذي النمو السكاني المتسارع وبالذات في شريحة الشباب . فآخر تقارير مؤسسة ( سي بي آر أي ) التي اشارت بعد مسح للعديد من اسواق التجزئة العالمية ان المملكة تحتل المرتبة الثامنة عالمياً والأولى عربياً في اسواق التجزئة .وقد اشارت التقارير إلى ان حجم هذا السوق يصل إلى 270 مليار ريال سنوياً .لعل اكبر مبدد لهذه القوة واخفاق الشباب السعودي هو ظاهرة التستر التجاري من قبل العمالة الوافدة ومدى سيطرتها على سوق التجزئة بنسبة تفوق ال 80 بالمائة وتحويلات سنوية تصل إلى اكثر من 100مليار ريال سنوياً كما اشارت بعض التقارير . قد يعتقد البعض ان المشاريع الصغيرة التي يطمح إليها شباب الوطن تقف ظاهرة التستر التجاري عائقاً في طريق نجاحها . ستكون الإجابة بنعم .لكن الأصح ستكون هذه المشاريع كأداة انتشال لهذا العائق وبالتالي خلق نوع من التوازن المنافس في حال تم دعمهم بقوة للدخول في سوق التجزئة مع وجود اجراءات وعقوبات رادعة وقوية تلاحق المتسترين وفي النهاية تدوير هذه المبالغ التي تجنيها العمالة بطريقة غير مشروعة في السوق نفسه .