توقع متخصصون في صناعة المحتوى العربي الإلكتروني أن ينعكس النمو المتسارع لمستخدمي الانترنت في السعودية على حجم الاستثمار في القطاع، معللين ذلك بالقوة الشرائية للمواطن السعودي وارتفاع معدلات التعامل مع الخيارات الإلكترونية محليا إلى جانب ارتفاع عدد الشباب بين المستخدمين. واستنادا إلى تقارير عالمية نشرت أخيرا، قدّر بسام الخراشي، المدير التنفيذي لشركة ES للاستشارات، نمو حجم المحتوى العربي الإلكتروني بنسبة 70 % سنويا، مؤكدا أن ذلك سيسهم في نمو الخدمات التجارية المتعلقة بهذه الصناعة بمتوسط 30 % سنويا، وهي خدمات تتضمن المحتوى المدفوع والإعلانات الإلكترونية ورقمنة المعارف العربية التقليدية إلى جانب خدمات الاستثمار في توزيع وتحليل المعلومات. وقال الخراشي إن شركات الاتصالات المحلية الكبرى بدأت في تقديم خدمات مباشرة في هذا المجال كخدمة المنهاج من الاتصالات السعودية، إضافة إلى سعي الشركات الدولية مثل «جوجل» و»ياهو» و»أم أس أن» إلى توفير محتوى عربي منوع، ودخول أفراد ومؤسسات محلية إلى هذه الصناعة لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة؛ وهو ما سيسهم في إنعاش السوق ورفع مستوى الخدمات المقدمة في أكثر الصناعات حيوية في الوقت الراهن. وتقدر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا والتابعة للأمم المتحدة «الأسكوا»، حجم سوق صناعة المحتوى عالميا ب 1101 مليار دولار سنويا «4150 مليار ريال سعودي»، تحتل صناعة المعلومات 45 % منها، بينما تتوزع النسبة الباقية 55 % بين خدمات أخرى أبرزها توزيع ومعالجة وتحليل المعلومات. وفي ظل تراجع الحقائب الاستثمارية التقليدية عالميا، يرى عبدالله الحربي، الرئيس التنفيذي لشركة عين دبي، أن الاستثمار الإلكتروني يبرز خيارا جذابا لرؤوس الأموال في المنطقة خاصة مع ندرة المشاريع الشبكية المحترفة عربيا واستمرار نمو أرباح المشاريع الإلكترونية العربية في الأعوام الثلاثة الماضية التي برزت منقذا للعديد من المستثمرين في الخليج. وأكد الحربي أن المملكة تعيش طفرة كبيرة في هذه الصناعة سواء من خلال دعم صناع القرار لتحويل الخيارات التقليدية إلى الفضاء الإلكتروني أو تجاوب المجتمع معها، مبينا أن شركته تعاقدت مع أكثر من 30 شابة سعودية من قرى ومدن متفرقة في المملكة لتغذية موقعه بمعلومات في قطاعات مختلفة كسياحة والترفيه والاقتصاد إلى جانب العديد من المواد الإخبارية، إضافة إلى وجود خطط توسع لإنشاء مواقع متخصصة لكل من الرياض ومكة والمدينة المنورةوجدة. وعلل الخراشي والحربي استهداف المستخدم السعودي من قبل شركات صناعة المحتوى العربي بالانتشار الواسع الذي حظيت به خدمة الإنترنت في المملكة، وارتفاع القوة الشرائية للمواطن السعودي إلى جانب أن 85 % من مستخدمي الإنترنت في السعودية هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 35 عاما وهي الفئة المستهدفة من الحملات الإعلانية التي تنفذها الشركات الكبرى محليا وعالميا لترويج السلع والخدمات والمنتجات الاستهلاكية والتعليمية. وشدد الخراشي والحربي على أهمية تجاوب الشركات المحلية للمنافسة في صناعة المحتوى العربي، سواء من خلال تقديم خدمات مدفوعة أو استقطاع جزء من حصة الإعلان الإلكتروني العربي الذي يقدر أن يصل إلى 375 مليون ريال سعودي هذا العام بحسب تقرير نشر في موقع جوهر معلومات الشرق الأوسط. يذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية قدرت في أرقامها المعلنة رسميا ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية بنحو 11 مليون مستخدم في آخر تقرير نشر لها الشهر الجاري، أي بزيادة 40 % عما كان عليه عدد المستخدمين في عام 2001 .