قال خبراء في الشؤون السياسية: إن أمير قطر تميم بن حمد غادر الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال 30 بتونس بشكل مفاجئ، بعد علمه أن البيان الختامي للقمة سيركز على أن المرحلة القادمة هي مرحلة مواجهة إيران بعد استفحال خطرها وتدخلها بالشؤون العربية. وأكدوا أن موقفه يعمق العزلة العربية للدوحة ويعكس رغبة نظام الحمدين في توسيع خلافاته مع الدول العربية، ويشير إلى رفضه انتقاد طهران أبرز داعميه والتي يرتبط معها بمصالح مشبوهة. » صوت نشاز ويرى خبير الشؤون العربية د. أحمد يوسف، أن ما حدث يعتبر موقفا صبيانيا، يعكس افتقار أمير قطر للخبرة السياسية، ويشير إلى أنه ليس حريصا على رأب الصدع بين بلاده وجيرانه العرب، بقدر حرصه على عدم توجيه أي انتقاد لإيران، وكأن تميم يصر على أن تصبح قطر الصوت النشاز في أي موقف عربي موحد وأن تقف دائما في خندق الأعداء. وشدد يوسف على أن إيران أصبحت خطرا داهما على أمن واستقرار المنطقة العربية بعد ضلوعها بكافة المؤامرات التي سعت إلى فك لحمة العرب، وكان آخرها دعم ميليشيات الحوثي في اليمن، وهو أمر كان يستوجب موقفا عربيا قويا للتصدي لهذه المخططات التخريبية، وجاءت قمة تونس لتكون بداية مهمة لبدء مرحلة جديدة في التصدي بحزم للخطر الإيراني، وهو ما ظهر في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي طالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه مواجهة السياسات العدوانية للنظام الإيراني الداعم للإرهاب، بعدما صارت سياسات طهران تشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية. » تشديد الخناق وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق محمد منيسي، أن تميم علم أنه سيخرج خاسرا من هذه القمة بعد تشديد الخناق على كافة حلفائه لاسيما إيران وتركيا خصوصا بعد كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي جاءت قوية وكشفت المؤامرات الإيرانية. أيضا كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية التي شكر فيها المملكة، وذكر الميليشيات التي تسببت في خراب دول عربية، كما هاجم تدخلات إيران وتركيا بشؤون عدد من الدول العربية، كل هذه الأمور أزعجت تميم ما جعله يتيقن أن البيان الختامي للقمة سيؤكد على ضرورة مواجهة خطر طهران، فآثر الانسحاب ليؤكد ولاءه لنظام الملالي ونظام أردوغان، ولم يدرك خطورة خروجه عن الإجماع العربي. » معسكر الإرهاب من جانبه، أفاد الخبير الأمني عبدالله الوتيدي، بأن موقف تميم في القمة العربية، يؤكد حرصه على استمرار بلاده في «معسكر الإرهاب»، إذ تعد إيران الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، وتدعم الدوحة في مخططاتها برعاية جماعة الإرهاب والتطرف، لذا انتفض تميم للدفاع عن نظام الملالي.