ثمن دبلوماسيون وخبراء في العلاقات الدولية، المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمته بالدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بسعي بلاده للمشاركة في إنشاء تحالف إستراتيجي إقليمي مع دول الخليج ومصر والأردن، والتي ستمثل رادعا للدول المعادية للوطن العربي، وفي مقدمتها إيران خصوصا بعد تورطها بمؤامرات لتمزيق عدد من دول المنطقة عبر دعمها وتمويلها ميليشيات انقلابية مثل الحوثيين في اليمن، مرجحين استبعاد قطر من المبادرة لدعمها وتمويلها الإرهاب وعلاقتها المريبة بنظام الملالي. وقال خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير: إن التحالف سيمثل حائط صد قويا ضد كل مَنْ تسول له نفسه المساس بأمن الشرق الأوسط، وسيسهم هذا التحالف بوجود الولاياتالمتحدة، في إيجاد حلول لقضايا مثل الأزمة اليمنية بعد أن تأكد للعالم أن النظام الإيراني وراء إشعالها بغرض تقسيم دولة عربية وزرع الفتن المذهبية. وتوقع ألا تتم دعوة قطر لهذا التحالف، لاسيما أن علاقتها مريبة مع نظام الملالي. من جانبه، شدد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية د.سعيد اللاوندي، على أن قطر هي أبرز الخاسرين من إقامة «التحالف الإستراتيجي الإقليمي الأمريكي مع دول الخليج ومصر والأردن». وفي السياق، يؤكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير أحمد العناني، أن المحرك والدافع الأساسي لانشاء التحالف، هو خطر الدور الإيراني الراعي الأول للإرهاب الذي يزود ميليشيات الحوثي بأسلحة وصواريخ باليستية وتوجيهها للأراضي السعودية، فضلا عن رغبة واشنطن بضرورة الاستمرار في الضغوط على نظام الملالي وتقليم أظافره لرسم ملامح خريطة جديدة للمنطقة. ويرى الخبير الأمني عبدالله الوتيدي أن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط من أهم ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة من خلال مبادرة ترامب، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية توقن تماما بأن النظام الإيراني وراء ما تشهده المنطقة من قلاقل واضطرابات لذا كان لابد من إيجاد حلول يشترك فيها عدد من الدول النافذة والمؤثرة في المنطقة العربية خاصة والشرق الأوسط بشكل عام. من ناحيته، قال مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز «سلمان-زايد» لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة هشام البقلي: إن هذا التحالف يعتبر خطوة مهمة لطرد إيران من المنطقة العربية ثم تليها خطوة أوسع بالتضييق على تمددها وأطماعها في الشرق الأوسط.