قال عدد من المختصين في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية إن الفضائح تلاحق «تحالف الشر» بين نظام تميم ونظام الملالي، مؤكدين أن قطروإيران وراء تدبير المؤامرات لتمزيق الوطن العربي، وكشفوا عن أن التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني بتطوير علاقات طهران مع الدوحة في المجالات السياسية والاقتصادية، في وقت تتورط فيه إيران بتحريض ميليشيا الحوثي على بث الفوضى والخراب في اليمن، وتهديد أمن واستقرار منطقة الخليج، تزيح الستار عن العلاقات المشبوهة بين البلدين والتنسيق في دعم وتمويل الإرهاب. وأوضح خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير أن سعي طهران للتأكيد على رغبتها في تقوية وتوطيد العلاقات مع الدوحة على وجه الخصوص يعكس التناغم بين البلدين؛ ما يؤكد التنسيق في الملفات والقضايا المهمة لاسيما ما يتعلق بدورهما المريب في الأحداث الساخنة في اليمن وسوريا وغيرهما من دول المنطقة، مؤكدًا أن رد الفعل القطري على تصريحات روحاني جاء سريعًا على لسان تميم بن حمد الذي شدّد على أن بلاده ترغب في إقامة علاقات شاملة مع إيران. واعتبر سمير أن قطر ارتمت في أحضان ايران بعد أزمتها مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «المملكة والبحرين والإمارات ومصر» منذ يونيو 2017؛ إذ سعت لاستغلال هذا الخلاف لإشعال المخططات التخريبية في الوطن العربي، وظهرت عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في شوارع الدوحة، في إشارة من الدوحة للرباعي بالاحتماء بطهران. وأكد خبير العلاقات الدولية أن النظام الإيراني انتهازي ويبني علاقاته على المصالح والمنافع؛ لذا فإنه يطمع في استغلال ما تعانيه قطر من أزمات ومشكلات بعد العزلة التي تحاصرها حاليًا من أجل الحصول على جزء في كعكعة مشروعات كأس العالم لكرة القدم 2022، ثم سينصرف عنها بعد انقضاء مصلحته. وفي السياق، يرى رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري علاء عابد أن مسؤولين في أجهزة ومنظمات دولية انتفضوا أخيرًا بعد تزايد فضائح إيرانوقطر، وكان آخرها تصريحات السيناتور «تيد باد» عضو اللجنة المالية بالكونجرس الأمريكي بشأن دعم إيران المتواصل للإرهاب، إضافة إلى دور قطر المشبوه في تمويل الإرهاب، ودعم الدول الداعمة للجماعات المتطرفة مثل إيران، فضلًا عن وجود أدلة واضحة على تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية. وناشد عابد جميع دول العالم خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ مواقف حاسمة تجاه الأنظمة التي تشجّع وتموّل وتسلح وتأوي الإرهاب والإرهابيين على أراضيها، وتقديم قادة هذه الدول إلى المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، معربًا عن اندهاشه من حجم التمويل الضخم الذي يخصصه النظام الإيراني لأذنابه من عناصر الميليشيات التي يستخدمها لهدم العرب، وأبرزهم حزب الله من إيران الذي يُضخ له نحو 100 مليون دولار سنويًا، إضافة إلى تزويد ميليشيا الحوثي في اليمن بالسلاح والصواريخ لإطلاقها صوب الأراضي السعودية ردًا على التحالف العربي الذي تقوده المملكة لتطهير أراضي اليمن من هذه الميليشيات الانقلابية. من جهته، قال خبير الطاقة وعضو مجلس الطاقة العالمي د. ماهر عزيز إن تصريحات روحاني عن دور قطر مع روسيا والصين وتركيا في حماية الاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجتمع الدولي عام 2015 وفي التصدي للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، تؤكد أن نظام تميم على علاقة قوية مع نظام الملالي خصوصًا في هذا الجانب؛ إذ لا يخفى على أحد أهمية ملف التسليح النووي وتخصيب اليورانيوم لدى طهران التي تتوهّم أن بمقدورها من خلال امتلاكه تهديد العالم، وأن تظل لاعبًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط عن طريق قطع أشواط متقدمة في هذا الجانب، وهي تستميل بعض الدول التي تتبنى نفس النهج التخريبي وللأسف وجدت في قطر ضالتها. من جانبه، أوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد أن قطر من أهم الدول في العالم التي تحتضن الإرهابيين، ومن أبرزهم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، مشددًا على أنها تحاول استخدامهم كورقة ضغط أو تناور بهم في حال شدد الخناق عليها بعد أن أصبح دعمها للإرهاب مفضوحًا أمام العالم بأسره.