تأتي زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى موسكو ولقاؤه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعقاب إصدار النظام السوري تعميما بشأن تسهيل عودة مَنْ يريد من النازحين السوريين إلى بلادهم بدلاً من إحالتهم إلى الأجهزة الأمنية، حيث تقارب الرأي الروسي مع الأوروبي لناحية تأمين عودتهم وتوفير البنى التحتية اللازمة لهم، وهكذا نجحت الدولة اللبنانية بحل هذا الملف الشائك من دون التطبيع مع النظام السوري، كما أراد «حزب الله» وحلفاؤه في لبنان. » عودة سالمة ويوضح مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الإستراتيجية سامي نادر، في تصريح ل«اليوم»، أن الزيارة تتعلق بملف عودة النازحين، ومنذ البداية تم الكلام عن ضرورة اللجوء إلى موسكو لحل هذا الملف، نظراً إلى كون العقبة الأساسية أمام عودة النازحين هي النظام السوري، وهذا الأمر كان واضحاً في البيان المشترك، حينما ربط الرئيس الروسي ملف عودة النازحين بإعادة الإعمار، وهذا ما كان يردده الطرف اللبناني أي أنه على النظام السوري أخذ بعض القرارات فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري وتأمين العودة السالمة وبالقانون رقم 10، كل هذه التدابير على صعيد المؤسسات التي تضمن عودة آمنة. ويقول: هنالك فكرة يقولها الرئيس الروسي بشكل غير مباشر مفادها بأنه عند عودة النازحين إلى سوريا هم بحاجة إلى حدّ أدنى من البنى التحتية، هذا الكلام لم يعد بعيداً عن الموقف الأوروبي ومن هذا الباب تحديداً تم قطع الطريق أمام كل المحاولات لتسييس هذا الملف لجهة التطبيع مع النظام السوري. » إعادة الإعمار ويواصل نادر: هل يتمكن لبنان أن يكون مفتاحا لإعادة الأعمال في سوريا بالتأكيد كلا، فهذا الأمر يحتاج إلى الأموال والقدرات، وهذا الأمر خاضع بشكل مباشر أو غير مباشر لمفاوضات دولية على أعلى صعيد بين الدول الكبرى، التي ستفاوض وتضع شروط إعادة الإعمار، إن كانت سترتبط بتسوية أو باعتبارات أخرى، لهذا ما قاله الرئيس الروسي بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني يقطع الطريق أمام كل المقاربة اللبنانية، التي أثيرت في الفترة الأخيرة لجهة ما تردد أن الأوروبيين هم مَنْ يعيقون عودة اللاجئين وعليكم التحدث مع النظام السوري، فالآن تحدثت الدولة اللبنانية مع أقوى طرف في الملف السوري. ويضيف نادر: المسألة الثانية التي كانت مدار بحث في موسكو، هو ملف الغاز والنفط، بحيث إن موسكو موجودة على الحدود الشمالية في لبنان أي بجوار مدينة طرابلس، وأعتقد أن هذا الموضوع دقيق لأن واشنطن دخلت عليه من الباب العريض بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فهذا موضوع دقيق جداً، فهنالك مصالح أمريكية في هذا الملف تحديداً، ولا بد من إدارته بروية وبمنطق عدم اصطفاف لبنان بأي محور، وهنا نرى أن سياسة النأي بالنفس ضرورة سياسية واقتصادية، فلبنان ليس باستطاعته الدخول في حرب المحاور العسكرية أو السياسية والاقتصادية.