بانتظار إيجاد حلّ جذري لأزمة عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، بدأت الخطوة الرسمية والعملية الأولى لإعادة النازحين السوريين، استنادًا إلى رعاية روسية وأمريكية تكفل أمن النازحين في بلادهم، تمهيدًا لحل شامل للأزمة المستمرة منذ سنوات وسط تخبط لبناني رسمي للوصول إلى اتفاق موّحد لحل هذه الأزمة. إلا أن السؤال يبرز إلى السطح عن «متى سيبدأ لبنان حلًا شاملًا لهذه الأزمة، بإعادة كريمة وشاملة وآمنة للنازحين السوريين؟». ويوضح الخبير الإستراتيجي سامي نادر في تصريح ل«اليوم» أن «هناك مبادرة روسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم تحظى بغطاء أمريكي»، لافتًا الى أن «هذه المبادرة تم تكريسها والاتفاق عليها في قمة هلسنكي حينما كلفت روسيا بضمان أمن الجنوب السوري، وأتت بضوء شراكات روسية عقدتها مع الطرف الأمريكي والإسرائيلي والتركي». ويشير نادر إلى أن «هناك نوعًا من المواكبة الأوروبية التي نسّقت مع الروس لإرسال مساعدات إلى الغوطة»، قائلًا: «اذًا أصبح هنالك إقرار بدور أول لروسيا، التي واكبت ملف عودة النازحين الذي هو ملف أساسي بالنسبة للغرب والأوروبيين؛ لأنه ملف أمن قومي، ويعتبر أساسيًا بالنسبة إلى الأمريكيين؛ لأن بعض الدول الصديقة لواشنطن تهتم لاستقرارها، مثل الأردنولبنان». ويشرح الخبير الإستراتيجي أن «روسيا تستعمل هذا الملف من أجل تطبيع علاقتها مع العالم والغرب، خصوصًا أنها ما زالت واقعة تحت عقوبات اقتصادية رغم ما حصل، خصوصًا أن قمة هلسنكي لم ترفع العقوبات» عن روسيا، لافتًا إلى أنه «لن يعود كل النازحين إلى كل الأراضي السورية، لا بل سيعود قسم كبير جدًّا إلى الجنوب فقط، فمن الواضح أن هذه الصفقة التي تمت والمنطقة الآمنة التي تكلّم عنها هو في الجنوب، وهذه لاعتبارات تتعلق بالتسوية النهائية في سوريا، فالأكراد موجودون شرق شمالي سوريا، والعلويون شمال غرب البلاد، والمكوّن السني موجود بمنطقة محددة في الشمال والجنوب السوري». ويرى نادر أن «إعادة النازحين إلى سوريا لن يستغرق وقتًا طويلًا»، متسائلًا: «كيف سيتعامل الإيراني مع هذا الملف، فيما شعرت إيران في الفترة الأخيرة بأن هنالك أمرًا ما يحدث، وحاولت الدخول من بوابة «حزب الله»، ومحاولة التطبيع مع الغرب، إلا أنها اصطدمت بالكبار الذين دخلوا اللعبة، ولم يتجاوب معها النظام السوري بالقدر الكافي، فمن ضمن 4000 اسم، تم قبول 400 اسم فقط».