الوقاية خير من العلاج وكما يقال «درهم وقاية خير من قنطار علاج» وللحق فإن أكثر المشاكل الصحية التي تصيب الإنسان يمكن تجاوزها بإذن الله إذا تم اتباع بعض الإرشادات التي تندرج تحت إطار التثقيف الصحي وكيفية التعامل مع الأمراض المعدية وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون رعاية مستمرة، ولا يمكن نشر الوعي الصحي إلا من خلال متخصصين في هذا الجانب والذي يمثله خريجو الصحة العامة. وهذا العلم يهتم بمكافحة الأمراض المزمنة والمعدية والوقاية منها والحد من انتشارها وتثقيف المجتمع لبناء بيئة صحية سليمة. تكمن مشكلة خريجي هذا القسم في أنهم لا يجدون الوظائف المناسبة ولا يتم تعيينهم في مواقعهم الأصلية، حيث تجدهم في مواقع وظيفية لا علاقة لها بتخصصهم بينما يتم تعيين غير متخصصين أو أفراد عاملين في وزارة الصحة في أماكنهم؟. يعتبر خريجو الصحة العامة خط الدفاع الأول ضد الكثير من الأمراض بحول الله، فعن طريقهم نستطيع الحد من انتشار الكثير من الأوبئة في المستشفيات والمراكز الصحية التي تعج بالمرضى وبسبب عدم وجود متخصصين للسيطرة على تلك الأمراض تنطلق خارج أسوار هذه المراكز الصحية، مما يؤدي إلى انتشارها في المجتمع لتتحول لا قدر الله إلى وباء يفتك بالمجتمع، ولذلك من الضروري وجود خريجي الصحة العامة للسيطرة على الوضع كما أن وجودهم أيضاً مهم في المدارس لمتابعة الحالات المزمنة التي يتعرض لها الطلبة الذين لديهم مشاكل صحية تحتاج المتابعة وليس العلاج، وكذلك تحتاج الكثير من التجمعات البشرية لتواجدهم مثل المهرجانات والأسواق والجهات الحكومية التي يتردد عليها المراجعون بكثرة للسيطرة على تفشي بعض الأمراض التي تنطلق من خلال هذه التجمعات وكيفية الحيلولة دون انتشارها للخارج. برغم أهمية هذا التخصص ما زالت وزارة الصحة ووزارة الخدمة المدنية تغضان الطرف عن تعيين الخريجين في مواقعهم وتهميشهم، حيث لا يجدون المكان المناسب وربما مر على الكثير منهم ما يقارب السنوات الثلاث ولم يتم تعيينهم حتى الآن برغم الشواغر الموجودة في أغلب المستشفيات والمراكز الصحية.. ما زالت الأحلام تراود خريجي هذا التخصص بالتعيين فهل تتحقق أحلامهم.