القيادة الرشيدة في هذا الوطن المعطاء ماضية في استخدام قبضتها الحديدية الضاربة ضد من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المس بأمن الوطن ومواطنيه بمختلف أشكال إلحاق الضرر بسلامة أرض المملكة التي شكل ومازال يشكل الاستقرار فيها علامة فارقة عرفت بها بين شعوب الأرض وأممها، ومن صور استخدام تلك القبضة الضاربة ما هو موجه لأولئك الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم محاولين تهريب المواد المخدرة للمملكة، وآخر ما قرأت في هذا الصدد تنفيذ وزارة الداخلية حكم القتل تعزيرا في مهرب مخدرات باكستاني قبض عليه عند قيامه بتهريب كمية من الهيروين المخدر إلى أراضي المملكة، ولا شك أن هذه العقوبة هي الرادع الأمثل لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار وسلامة هذا الوطن، فتلك الآفات الخطيرة من شأنها إفساد الشباب وتخريب عقولهم والزج بهم في متاهات الإدمان التي تحول دون تمكنهم من الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية للمشاركة في نهضة بلادهم وتنميتها. وصدق رب العزة والجلال كما جاء في نص كتابه الشريف «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ».. فتلك الفئة الضالة والمضللة من المهربين لتلك الآفات إنما يسعون لتخريب الأرض وإفسادها من خلال التغرير بشباب هذه الأمة الآمنة المطمئنة لتعاطي تلك السموم المدمرة لعقولهم وأجسامهم وضمائرهم، وهو أمر يلحق أفدح الأضرار بوطنهم وأسرهم فتشل حركاتهم ويذعنون إلى الموت البطيء من خلال استخدامهم وإدمانهم تلك الآفات المدمرة. عقوبة الإعدام لأولئك المهربين تمثل أقصر الطرق وأجداها لقطع دابرهم ووقف جرائمهم النكراء ضد الوطن ومواطنيه، وقد قبض على المهرب مدار البحث متلبسا بجريمته وأسفر التحقيق معه عن اعترافه بما نسب إليه، وبإحالته إلى المحكمة صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه وأيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا وصدر أمر ملكي يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعا. وهذا الإجراء الحكيم يؤكد على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على محاربة المخدرات بكل أنواعها ومسمياتها وأهدافها الشريرة لإبعاد الأضرار الجسيمة المترتبة على الفرد والمجتمع وحماية الشعب السعودي من تلك الآفات الخطيرة، والإجراء في حد ذاته مستمد في الأصل من شرع الله القويم، وتحرص القيادة الرشيدة على تطبيق تعليمات ومبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة في كل أمورها وشؤونها للحفاظ على أمن هذا الوطن ومواطنيه، وهذا الإجراء السليم وغيره ضد مهربي المخدرات يمثل تحذيرا واضحا لكل من يقدم على ارتكاب تلك الجرائم البشعة ضد المملكة ومواطنيها ليبقى هذا الوطن آمنا ومستقرا بفضل الله ثم بفضل قيادته الرشيدة الواعية.