يضرب أبطال المملكة الأشاوس من المنسوبين لوزارة الداخلية الأمثال تلو الأمثال على صور التضحية والفداء، التي يقومون بها بين حين وحين، أثناء تمكنهم بنجاح -عبر عملياتهم البطولية المتكررة- من القبض على مئات المتهمين المتورطين بتهريب الأسلحة والأقراص المخدرة والحشيش والهيروين الخام؛ حفاظا على أمن الوطن وسلامته وحفظ المواطنين -بعد حفظ الله- من شرور تلك الآفات وويلاتها ومصائبها. فقد تمكن أولئك الرجال الأبطال خلال الشهور الأربعة المنفرطة من القبض على 928 متهمًا، حاولوا تهريب كميات هائلة من السلاح والأقراص المخدرة والحشيش والهيروين الخام. صحيح أن أولئك الأبطال عبر عمليات المقاومة المسلحة يتعرضون للموت وللإصابات الخطيرة، غير أن ذلك يهون في سبيل الحفاظ على الحالة الأمنية في هذه الديار المقدسة، التي تحولت -بمرور الوقت- إلى علامة فارقة اشتهرت وعرفت بها بين كافة دول وشعوب الأرض. وعمليات مكافحة جرائم تهريب وترويج المخدرات، لا تقل أهميتها عن مكافحة صور الإرهاب، التي ما زالت المملكة تمارسها بكل نجاح في محاولة دؤوبة وحثيثة بالتعاون مع كافة دول العالم؛ لاحتواء تلك الظاهرة الخبيثة وتقليم أظافر أصحابها. لقد تمكنت الجهات الأمنية -بفضل الله وتوفيقه وعونه- خلال تلك الأشهر من تعقب أولئك المتهمين المجرمين والتحفظ على ما بحوزتهم من مواد مخدرة أرادوا ترويجها داخل المملكة وبين صفوف شريحة شبابها الناهض على وجه التحديد؛ لعلمهم يقينا أنها تمثل أمل الأمة في بناء مستقبلها الواعد ونهضتها الصاعدة وتنميتها المشهودة. فتلك الفئة الضالة تريد إصابة شريحة الشباب في مقتل؛ تعطيلا للمسيرة النهضوية التي تشهدها المملكة في سائر ميادين التنمية ومجالاتها. وما زال أولئك الأبطال يحققون النجاحات المتوالية للكشف عن تلك العصابات الإجرامية، التي تريد المساس بأمن الوطن ومواطنيه، وقد تحقق لهم ما سعوا إليه من كشف تلك العصابات وعناصرها الممتهنة لأساليب ترويج المخدرات وتزوير الوثائق وغسل الأموال التي يجمعونها من نشاطاتهم الإجرامية، فقد ضبط أولئك الأبطال خلال تلك الأشهر ملايين الأقراص المخدرة وعدة أطنان من الحشيش، وكميات كبيرة من الهيروين الخام في محاولات منيت بالفشل الذريع لتهريبها وترويجها داخل أراضي المملكة، المحفوفة بعناية المولى القدير الذي قيض لها قيادة رشيدة، ما زالت تضرب بيد من حديد على كل عابث ومارق وفاسد يريد النيل من أمن هذا الوطن وأمن مواطنيه. إن ما يمارسه أولئك الأبطال الأفذاذ من أعمال ما زالت تسفر عن كشف العديد من الشبكات الإجرامية الممتهنة لتهريب المخدرات وتقديمهم للعدالة، لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أفعالهم الشيطانية الخبيثة، ما يمارسه أولئك الأبطال هو محط تقدير قيادات الوطن على مختلف مستوياتهم، وهو محط تقدير كل مواطن يسعى للحفاظ على أمن وطنه من عبث العابثين والمفسدين في الأرض والخارجين عن القانون والضاربين عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والأخلاقية، المستمدة في أصولها من تعاليم وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة، الناهية عن ممارسة تلك الأفاعيل الخبيثة؛ حفاظا على أمن المجتمعات البشرية وسلامتها وطمأنينة سكانها. ويبدو واضحا للعيان من عمليات أولئك الأبطال أهمية التعاون والتآزر ليس بين دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل بين كافة دول العالم؛ للتنسيق فيما بينها عبر مختلف الوسائل والوسائط التقنية المتقدمة؛ للكشف عن تلك الجرائم والقبض على مرتكبيها فهي غير موجهة لبلد بعينه وشرورها سوف تصل إلى كافة أمصار العالم وأقطاره إن لم تجابه تلك العصابات الإجرامية بتعاون دولي منشود يؤدي إلى تحقيق صورة من التكامل؛ لرصد ومتابعة محاولات تهريب المخدرات من بلد إلى آخر، فالخطر يهدد المجتمعات البشرية بأكملها دون استثناء، ولا بد من مواجهته من خلال جهود جماعية لا فردية. كاتب وإعلامي سعودي