الإنسان.. كلمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، فهي تشير إلى أسمى المعاني في الحياة وهى الإنسانية، فالإنسان كل مركب سواء من الناحية الجسمية التي خلقه الله بها ليميزه عن باقي المخلوقات من حيث بنائه الجسمي المتناسق الذي كرم الله به الإنسان عن مخلوقات عديدة على وجه الأرض، وكذلك القدرات العقلية مثل التفكير والقدرة على التواصل مع غيره والتحليل والاستنتاج، أو الناحية الاجتماعية التي تميزه تميزًا في تفاعلاته مع الآخرين أو حتى من الناحية النفسية التي ترتبط بالإحساس بالخير والشر والعاطفة وتأثره بما يحيط به. ولكني أطرح هنا إحدى القضايا الهامة وهي كيفية بناء الإنسان، وهى عملية تعد أكثر تعقيدًا وأشد خطورة؛ لأنها قد تسير في مسارين إما بناء إنسان قادر على التطوير والتنمية، أو بناء إنسان يهدم ويدمر، وهنا أشير إلى عملية التربية والتنشئة الاجتماعية منذ الصغر وما لها من أدوار هامة في بناء شخصيات قادرة وبناءة ويمكن أن تسهم في تحقيق أهداف إيجابية لذاتها وللمجتمع ككل، ولهذا يجب أن نكثف كافة الجهود والإمكانيات لدعم عملية التنشئة الاجتماعية وكافة الوحدات المسؤولة عنها في المجتمع بدءا من الأسرة ومرورا بالمدرسة وكافة المؤسسات الأكاديمية والجامعات. لما لها من دور مهم في بناء الإنسان منذ الصغر وحتى يصبح شابًا مستقلًا قادرًا على الاعتماد على ذاته. ويمكن أن يسهم بشكل كبير في تنمية المجتمع. والحقيقة أن المملكة في الوقت الحاضر تشهد انفتاحًا معرفيًا راقيًا سوف يسهم في دعم عملية بناء الإنسان معرفيًا وثقافيًا وفكريًا، ولكن يجب أن نحرص على تطبيق كافة الإستراتيجيات التربوية والتعليمية والفكرية التي تحمى أبناءنا من تيارات التطرف الفكري، والحرص على بناء نسق القيم التي تدعم القيم الوطنية وتعزز الانتماء الوطني، كما أن رؤية السعودية 2030 تستهدف العمل على استثمار الطاقات الشبابية في المجال الاقتصادي بالتوجه إلى المشروعات الاستثمارية الصناعية والعمل على دمج الكفاءات من أبناء الوطن للمشاركة في برامج التنمية.