كنت قد تطرقت في مقالات سابقة لتقدم العقول السعودية وإحرازها الكثير من النجاحات في مجالات وميادين متعددة، منها: مجال الاختراعات العلمية، حيث حصد أصحاب تلك العقول المتميزة براءات اختراعات من كبريات الأوساط العلمية في العالم، ولأهمية الموضوع فإنني أعود مرة أخرى عبر هذه العجالة للإشادة بما أحرزته السيدة السعودية هنادي القحطاني من تفوق علمي بارز باختراعها جهاز «أمن الممتلكات» لتضيف نصرا جديدا إلى انتصارات أحرزتها العقول السعودية من الجنسين في مجالات علمية مختلفة، وقد أتاح قسم الأعمال المصرفية للقحطاني فرصة متاحة في مجال اختراعها لتثبت من جديد كما أثبتت عدة طاقات وطنية نسائية أن المرأة السعودية قادرة بالفعل بفضل رب العزة والجلال ثم بفضل الدعم اللا محدود من الدولة على إنجاز خطوات مباركة في مجال الاختراعات تحديدا لتضيف أبعادا جديدة في عمليات التنمية الإستراتيجية التي تنتهجها الدولة لا سيما وهي تعمل على ترجمة رؤيتها الطموح 2030. لقد تأهل اختراع القحطاني للمرحلة الثانية في أولمبياد إبداع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتأهل للمركز الرابع في الملتقى العلمي السادس بالجامعة، وحصد الميدالية الذهبية في ملتقى المرأة المخترعة في كوريا والصين، ويتميز الجهاز الذي اخترعته القحطاني بأنه يعمل وفقا لتقنيات حديثة ودقيقة للمساعدة في كشف المجرمين والقبض عليهم بالجرم المشهود، وإضافة إلى اختراعها لهذا الجهاز العلمي فإنها قامت باختراع جهاز آخر أطلقت عليه «صندوق الصحة» وهو يعنى بتنظيم وتقسيم الأدوية بطريقة جديدة ومبتكرة وغير مسبوقة، وقد حصد هذا الجهاز المركز الأول في إحدى مبادرات سحابة الإمام وكانت قائدة للملتقى التعريفي لتلك المبادرة. وينتظر أن يحظى اختراع «أمن الممتلكات» بدعم كبير من قبل أجهزة القطاع الخاص بالمملكة، وقد أبدت عدة أجهزة في القطاعين العام والخاص استعدادها لدعم هذا الاختراع، وهذا النجاح يمثل - كما أرى - خطوة حميدة للمرأة السعودية تمكنت بموجبها من المشاركة الفاعلة في النهوض بهذا الوطن المعطاء لتشارك الرجل في عملية التنمية المشهودة، وهي قادرة ومؤهلة للعمل لتحقيق أحلامها على أرض الواقع بكل ثقة واقتدار وتمكن، استجابة لرؤية المملكة الطموح، لا سيما وأنها محاطة بكم هائل من التشجيع والدعم من قبل كافة الجهات الحكومية والأهلية لمساندتها ومساعدتها في تحقيق أهدافها وغاياتها المرجوة. لقد أبلت المرأة السعودية بلاء حسنا في مختلف الأعمال التي أسندت إليها، ومن ضمنها ما قامت وتقوم به القحطاني من أدوار حيوية ورئيسية في مسيرة البذل والعطاء، فقد قامت بتنظيم عدة دورات وورش عمل تتعلق بالتطوير المستمر للذات، كما قامت بتنظيم دورتين حول اختراع جهازها مدار البحث الذي تحول من مجرد فكرة إلى مشروع قائم. وإزاء ذلك فإنني أزعم أن المرأة السعودية متى ما منحت الفرص لتقديم عطاءاتها واختراعاتها العلمية فإنها قادرة على النجاح بإذن الله، ومثال ذلك ما طرحته حول ابتكار السيدة القحطاني التي تمكنت بتفوق من بناء فكرة اختراعها وتطويره وتنفيذه، فلا يوجد في هذا العهد الميمون الحاضر ما يعيق المرأة السعودية من تقديم أفكارها وتحقيق أمنياتها وأحلامها، وقد حققت الكثير من أهدافها في مجالات علمية مختلفة كانت محط إعجاب وتقدير وتثمين الأوساط العلمية المتخصصة داخل المملكة وخارجها.