كنت قد عالجت في مقال سابق عبر هذه الصحيفة مسألة تتعلق بفعاليات العقول السعودية المبتكرة في مجالات علمية مختلفة لعل أبرزها المجال الطبي، حيث برز فيه أطباء سعوديون بمجموعة من اختراعاتهم الطبية التي نالوا على أثرها براءات من أوساط علمية شهيرة، وأذكر أنني نوهت بأن تلك العقول متى ما منحت الفرصة فإنها قادرة على العطاء فلا فرق بينها وبين عقول أبناء الدول المتقدمة، وأعود مجددا للتطرق إلى هذه المسألة من خلال ما قدمه المخترع السعودي الدكتور مشعل هشام هرساني وهو أصغر عالم عربي حيث قام باختراع اثنين وأربعين اختراعا منها أربعة عشر اختراعا في مجال خدمات إنسانية مختلفة، وهو بهذا يضيف انتصارا جديدا في عالم الاختراع الواسع، حيث حصل بتلك الإنجازات الباهرة على براءات اختراع من كثير من الجهات العالمية المعنية وأبهر بها العالم، والدكتور هرساني هو مخترع سعودي وباحث دكتوراة في إدارة المعرفة، وقد لفت باختراعاته العديدة الأوساط العلمية العالمية حيث منحته جامعة «دبلن كاليفورنيا» الأمريكية درجة الدكتوراة الفخرية تقديرا لابتكاراته العلمية لاسيما تلك المتعلقة بخدمة المعاقين على وجه التحديد كالهاتف النقال والشطرنج والبولينج والعملة المالية ومقاعد الطائرات، وكلها ذات علاقة باستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه الإنجازات العلمية المدهشة التي أدت إلى تبني عدة معارض محلية ودولية لابتكارات الدكتورهرساني من بينها: معرض سفارة خادم الحرمين الشريفين بالعاصمة الفرنسية، حيث مثل المخترع شباب المملكة الناهض كأصغر عالم سعودي، وكذلك تمثيلهم في معرض عالم العلماء بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كأصغر عالم عربي شارك مع أكثر من ثلاثين عالما من مختلف أنحاء العالم، هذه الإنجازات تجعلنا نفخر بهذه الطاقة الشابة التي أثبتت أن العقول السعودية قادرة على العطاء دون حدود؛ إذا منحت الفرصة ومنحت التشجيع من الدولة، وها هو الدكتورهرساني يمنح الفرصة لعرض اختراعاته بمختلف صورالعرض، وقد شجعته الدولة بكل وسائل التشجيع، حتى تمكن - بفضل الله - من تقديم ابتكاراته العلمية العديدة، التي أدهشت الأوساط العلمية في كثير من عواصم الشرق والغرب وانتزعت إعجابها بهذه الطاقة الشابة الطموحة. سوف تطالعنا الأيام المقبلة بطاقات شبابية جديدة، تضيف الكثير من النجاحات التي ترسم بملامحها الواضحة أهم خطوط النهضة المباركة والواثبة لصناعة المستقبل المشرق المأمول لهذا الوطن المعطاء.