خطط التنمية وإستراتيجية موهبة تعزز ثقافة الإبتكار واصلت المملكة في العام 2008مساعيها الحثيثة للتحول إلى مجتمع معرفي متكامل يقر المسئولية المشتركة والتكاملية بين الجهات ذات العلاقة في مجال الابتكار والاختراع ضمن النظام الوطني للابتكار قاعدة أساسية لدعم المخترعين ويعتمد الاستثمار في رأس المال الفكري وتقوم التنمية فيه على إنتاج المعرفة واستثمارها، وتعد الموهبة والإبداع والابتكار عناصره وركائزه الأساسية. وشهدت المملكة مجموعة من التغيرات والتطورات والمشروعات الطموحة التي تهدف لتحقيق نقلة نوعية في مجال الابتكار والإبداع وبراءات الاختراع من أبرزها خطط التنمية، وإنشاء العديد من الجامعات على رأسها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والخطة الوطنية للعلوم والتقنية، والخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، وإستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار، وحاضنات التقنية، ومراكز ومعارض الابتكار وتزامنت هذه التطورات مع صدور قرار مجلس الوزراء لاعتماد برنامج لدعم المخترعين السعوديين، هذا العام، تنفذه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث تم تخصيص مبلغ 30 مليون ريال سنوياً، ويشكل هذا الدعم مرحلة انتقالية للمخترعين السعوديين تمهد لزيادة أعدادهم بعد أن كانت المادة حجر عثرة أمام تسجيل اختراعاتهم، إضافة إلى وصول المخترعات إلى السوق. رؤية مستقبلية للإبداع وكان عام 2008م راصداً للعديد من تطورات رسمت مشهد الاختراع ومسيرة المخترعين السعوديين محلياً ودولياً ، إذ كان حافلاً بالإنجازات التي حققها المخترعون والمخترعات السعوديون، وحافلا بمظاهر الدعم التي امتدت لمجالات واسعة وكان من أبرز مظاهر هذا الدعم للمخترعين والمخترعات تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- ثمانية علماء سعوديين من أعضاء هيئة التدريس في جامعات المملكة الحاصلين على براءات اختراع، وقلدهم - حفظه الله - وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى حيث أعرب خادم الحرمين الشريفين عن تقديره للعلماء السعوديين حينما قال: «أنا شخصياً وشعبكم نعتز بكم ونفخر بكم أنتم وإخوانكم الذين سيأتون من بعدكم». وخاطبهم بكلمات تزيد من عطائهم وتؤكد يوماً بعد يوم دعم القيادة الرشيدة لكل عمل مبدع إذ قال «أنتم ولله الحمد ترفعون الرأس، وتظهرون للعالم أن بلادكم فيها رجال لديهم الفكر والقدرة على الاختراعات ويسيرون إن شاء الله على هدي أجدادهم أصحاب العلم». وضمت قائمة المخترعين المكرمين من لدن خادم الحرمين الشريفين كلاً من الدكتور يوسف بن صالح الصغير الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيميائية في كلية الهندسة في جامعة الملك سعود، حيث حصل على ثلاث براءات اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية بمسمى «حفازات لإنتاج حمض الخل بأكسدة الإيثان»، والدكتور ماهر بن عبد العزيز العودان الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكيماوية في كلية الهندسة في جامعة الملك سعود، والحاصل على براءة اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية بمسمى «التخشين السطحي لمساعدة الانزلاق»، والدكتور سعيد بن محمد الزهراني الأستاذ في قسم الهندسة الكيماوية في كلية الهندسة في جامعة الملك سعود، الذي حصل على براءة اختراع من الولاياتالمتحدة بمسمى Process Dehy drogenation for oiefing، والدكتور محمد بن حمود الطريقي الأستاذ في قسم التكنولوجيا الطبية الحيوية في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك سعود، الذي حصل على براءة اختراع من هيئة البراءات والعلامات في الولاياتالمتحدة بمسمى «مفصل كاحل دوار للطرف الصناعي تحت الركبة»، والدكتور جابر بن سالم القحطاني الأستاذ في قسم العقاقير في كلية الصيدلة في جامعة الملك سعود، وقد حصل على براءة اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية بمسمى « مركب مخفض لسكر الدم»، والدكتور محمد بن عبد الله الصالح الأستاذ في قسم الهندسة الكيماوية في كلية الهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقد حصل على براءة اختراع بمسمى «طريقة إعداد واستخدام حفاز الميتاوسين في بلمرة الأوليفينات» وسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدكتور زين بن حسن يماني الأستاذ المشارك في قسم الفيزياء في كلية العلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقد حصل على براءة اختراع بمسمى «إنتاج حبيبات السيلكون الثانوية» وسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدكتور أحمد بن ظافر القرني الأستاذ في قسم هندسة الطيران والفضاء في كلية الهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقد حصل على براءة اختراع بمسمى «نظام تبريد هجيني وطريقة تبريد الأجهزة الإلكترونية» وسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية كذلك كان استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله- بمكتبه بالديوان الملكي بقصر اليمامة يوم السبت 9 من جمادي الأولى 1428 ه ، للمخترع الطالب أحمد النعيمي ووالده تكريماً من أعلي قيادات الدولة للموهوبين والمبدعين وأسرهم ،بعد فوز النعيمي بجائزتين في معرض انتل الدولي للعلوم والهندسة (آيسيف2007م) بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأبدى الأمير سلطان إعجابه بما حققه الطالب النعيمي مجسداً دعم ولاة الآمر للموهبة والإبداع والابتكار وقال: "إننا نواصل دعمنا لكل اختراع سعودي يحقق خدمة إنسانية لمجتمعنا ونتمنى للطالب النعيمي المزيد من التوفيق والنجاح".وكان النعيمي قدحصل على الجائزتين عن اختراعه المعروف بالحذاء الذكي الذي يعدّ حلاً عملياً لمشكلة تنقل الكفيف وضعيف البصر ، كانت الجائزة الأولى فوز الاختراع بجائزة المركز الثالث على مستوى العلوم الاجتماعية والسلوكيات، والثانية فوزه بجائزة المركز الثاني كأفضل عرض في مسابقة أفضل لوحة عرض تلخص أساسيات البحث العلمي من بين 1211 لوحة عرض لمشروع بحثي شاركت في المعرض. إستراتيجيات ومشاريع وجاء إقرار مجلس الوزراء بتاريخ 27/4/1423ه، لوثيقة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي أعدتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وتتضمنت عدداَ من الأسس الإستراتيجية، ينص الأساس الاستراتيجي السابع منها على دعم ورعاية وتشجيع القدرات البشرية الوطنية للإبداع والابتكار. وأعدت مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي، عام 2008م، إستراتيجية المعرفة التي تضمنت رؤية ورسالة وقيماً وأهدافاً إستراتيجية لتحول المملكة إلى مجتمع معرفي بحلول عام 1444ه . والتقت وثيقة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التى أنجزتها المدينة مع دراسات مجموعة الأغر ليبدأ العمل بين الجانبين لإعداد نظام الابتكار الوطني الذي يسعى لدعم بناء المجتمع المعرفي في المملكة . خطة وطنية للعلوم والتقنية طموح المملكة للتحول إلى مجتمع المعرفة تم وفق خطة وطنية شاملة للعلوم والتقنية كانت نتاج عمل وطني، كان لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة الاقتصاد والتخطيط قصب السبق في إعداده بالتعاون مع نحو خمسمائة مختص من كافة القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة، وقد تم إقرار هذه الخطة وتم رصد مبلغ 8 مليارات للخطة الخمسية الأولى ابتداء من عام 2008م . وتسعى المملكة من خلال الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية إلى مجابهة التحديات العلمية والتقنية الراهنة والمستقبلية، والارتقاء إلى المستوى الذي يليق بها علميا ً وتقنياً بتبني منظور شمولي لمنظومة العلوم والتقنية والابتكار على المستوى الوطني و العناية بإعداد القوى البشرية في مجالات العلوم والتقنية، رعاية البحث العلمي، دعم وتنمية القدرات التقنية الوطنية في القطاعات المختلفة على النحو الذي يمكنها من توطين وتطوير التقنية والمنافسة بمنتجاتها في الأسواق العالمية وخاصة المنتجات ذات القيمة المضافة العالية ، تعزيز التعاون العلمي والتقني مع العالم الخارجي والأنشطة المساندة للعلوم والتقنية، الاستثمار الأمثل للمعلومات وتقنياتها بما يواكب متطلبات المجتمع المعلوماتي واقتصاد المعرفة ، تسخير العلوم والتقنية للمحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة وتنميتها . وشملت الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية رؤية بعيدة المدى عنوانها الرئيس أن تصبح المملكة في مصاف المجتمعات والاقتصاديات القائمة على المعرفة بحلول 2025م عبر مجموعة من الخطط الخمسية. الخطة الخمسية الأولى استكمال البنية الأساسية للمنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2010م.الخطة الخمسية الثانية المملكة في طليعة دول المنطقة في العلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2015م.الخطة الخمسية الثالثة المملكة في طليعة الدول الآسيوية في العلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2020م.الخطة الخمسية الرابعة تحول المملكة إلى مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة وفي مصاف الدول الصناعية المتقدمة بحلول 2025م. إستراتيجية وخطة موهبة وتلت هذه الخطوات موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" على إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكاروجاء إعداد الخطة الإستراتيجية تنفيذا للتوجيهات الكريمة الصادرة من خادم الحرمين الشريفين التي تؤكد أهمية دعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، لكي يتمكن الموهوبون، وبفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن . وأنجزت موهبة إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار بمشاركة استشاري عالمي وتضمنت رؤية مستقبلية للخمس عشر سنه القادمة "رؤية 1444ه / 2022م"، التي تنص على أن تصبح المملكة مجتمعاً مبدعاً فيه من القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز ما يدعم التحول إلى مجتمع المعرفة . معرض محلي بمواصفات عالمية وفي عام 2008م تمكن المخترعون السعوديون من عرض مخترعاتهم ومبتكراتهم وأفكارهم في معرض أقيم تحت رعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع - حفظه الله -، إذ نظمت مؤسسة موهبة بمشاركة شركة أرامكو السعودية معرض الابتكار السعودي الأول "ابتكار 2008م" في الرياض خلال الفترة من 1-5/3/1428 ه الموافق 9-13/3/2008 م لإبراز المقدرة الوطنية على الابتكار والاختراع وتوطيد العلاقة بين المخترعين من جهة والجهات ذات العلاقة من جهة أخرى، وتزامنت معه اثنتان من الفعاليات المهمة لمجتمع المخترعين، الأولى ملتقى الصناعات المعرفية الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، والثانية منتدى رأس المال الجريء الذي نظمه صندوق المئوية بالتعاون مع الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء . وهدف تزامن الفعاليات الثلاث إلى ربط عناصر منظومة الابتكار، ودعم التحول إلى الصناعات القائمة على المعرفة وجمع المستثمرين ومؤسسات التمويل والمخترعين والمبتكرين معا في مكان واحد للتلاقي والتحاور وجهاً لوجه. مشاركات دولية وواصل المبدعون والمخترعون انطلاقتهم وإثبات وجود المملكة على خارطة الإبداع العالمي بمشاركتهم وحضورهم اللافت في العديد من المعارض والمحافل الدولية، مثل معرض جنيف الدولي للمخترعين السادس والثلاثين الذي أقيم خلال الفترة من 2- 6 أبريل 2008م ، وحصل المخترعون السعوديون الذين شاركوا فيه أربعة مخترعين ومخترعة - على تسع جوائز مختلفة في خامس مشاركة سعودية على التوالي في فعاليات المعرض .وفازت المخترعة السعودية ريم بنت إبراهيم خوجة (طالبة جامعية) بالميدالية الذهبية لمعرض جنيف عن اختراعها (المجهر الآلي ذو الشريحة الأسطوانية)، كما نالت جائزة ولاية جنيف عن نفس الاختراع ، وتوج المهندس خالد الرشيد بعدة جوائز عن اختراعه (إطار احتياطي سريع التركيب) وهي ذهبية المعرض وجائزة أفضل اختراع متميز من جمعية اتحاد الاختراعات الكورية، وجائزة الاختراع المتميز والمخترع المتميز من جمعية المخترعين المجرية ، ونال المهندس أحمد البابطين الميدالية الفضية عن اختراعه (التغيير الدائري لمياه التوازن للسفن)، و المهندس محمد الطيار على الميدالية الفضية عن اختراعه (تقنية تكرير البترول الثقيل باستخدام محفظ ومفاعل عالي الأداء)، ويزيد العقل الميدالية الفضية عن اختراعه (ألواح خشبية من مواد بديلة). ومن جنيف انطلق المخترعون السعوديون إلى الصين للمشاركة في معرضها العالمي للمخترعين للمرة الأولى بثلاثة مخترعين ، حققوا للمملكة فيه أربع جوائز ، من بين 37 دولة من أعضاء الايفيا قدموا فيه 549 اختراعاً ، وحصل المخترع المهندس خالد بن مهدي الرشيد على الميدالية الذهبية عن اختراعه أداة الكشف والتحذير عن نمط القيادة الخاطئ عبر تحركات مقود السيارة ، والمخترع عبد الله السعدون على الميدالية الفضية عن اختراعه أنبوب الترشيد المائي، والذي يقوم بمنع هدر المياه عند الاستحمام، والمخترع الدكتور عبد الرحمن المسعود على الميدالية البرونزية عن اختراعه التقنية المصنفة لحماية ملفات المولدات الكهربائية، والذي يساعد في تحديد أعطال مولدات الكهرباء ويحمي من تلف المولدات، بجانب حصوله على جائزة خاصة من الجمعية الماليزية للتصميم والتصنيع.ثم جاء فوز المخترعين السعوديين بثماني جوائز من بين 30 دولة و500 اختراع في المعرض الدولي السادس والخمسين للابتكار والبحث والتقنية (INNOVA) 2008م )الذي أقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل منتصف شهر نوفمبر 2008م، والذي يعد الأحدث في مسيرة المخترعين السعوديين في أحد المعارض الدولية المهمة التي تهتم بالاختراعات وتسويقها.وحصد المخترع السعودي الدكتور باسم شيخ جائزة المؤسسة الرومانية للمبتكرين عن اختراعه (حامل مساعد للتحكم في جراحة أعصاب الدماغ)، وحصل المخترع صالح الصعب على جائزة الجامعة البوسنية عن اختراعه (المرشد النسبي للتلسكوب) ، وفاز المهندس فهد الوهيبي بجائزة يوركا عن اختراعه (جهاز تحديد اتجاه الريح والإنذار من الغازات)، كما نال المهندس فهد الوهيبي جائزة رئيس بروكسل عن نفس الاختراع، وحاز الدكتور باسم شيخ الميدالية الذهبية عن اختراعه (جهاز مساعد للتحكم في جراحة أعصاب الدماغ)، ونال صالح الصعب الميدالية الفضية عن اختراعه (المرشد النسبي للتلسكوب)، وفاز الدكتور عبدالله باحطاب الميدالية البرونزية عن اختراعه (تسريع البيانات في موجهات الإنترنت). ورافق هذا التطور في الحضور اللافت للمخترعين السعوديين في المحافل الدولية، تقدم في الخدمات المقدمة لهم ومنها خدمة الاستشارات القانونية في مجال براءات الاختراع ، ومشروع البوابة الإلكترونية الوطنية للموهبة والإبداع والابتكار ، التي توفر العديد من الخدمات للموهوبين والمبدعين والمبتكرين ، بجانب توفير المحتوى النوعي والحلول الإلكترونية التي تسهم في رعاية المواهب وتطوير المهارات ودعم الابتكارات والاختراعات الوطنية ومساندة الأمهات والآباء والمعلمين والمعلمات. وكان لجانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية الموهبة ونشر مناخ الإبداع والابتكار جانباً كبيراً من خلال تنظيم العديد من المسابقات المحلية والدولية والمشاركة فيها، فعلى الصعيد المحلي شهدت المملكة مسابقات موهبة للعلوم والهندسة ودوري الفيرست ليجو ومسابقة دوري كرة القدم السعودي للرجل الآلي "الروبوكب" . وعلى الصعيد الدولي كانت هناك مسابقة إنتل للعلوم والهندسة "آيسيف"، وبطولة أوروبا المفتوحة لدوري الفيرست ليجو . معدل عالمي وبدأت المملكة في الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية منذ وقت مبكر ، وتحديداً منذ الخمسينيات الهجرية بحماية ما يسمى بالعلامات التجارية ووضع الأنظمة الخاصة بها، ثم كانت النقلة النوعية في عام 1402ه عند انضمام المملكة لمنظمة الملكية الفكرية في جنيف (الوايبو) وتكليف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأمر سام كريم لتسجيل وإصدار الملكية الصناعية ومن ذلك براءات الاختراع والنماذج الصناعية والدوائر المتكاملة والأصناف النباتية، في حين أوكلت العلامات التجارية إلى وزارة التجارة والصناعة، وحقوق المؤلف إلى وزارة الثقافة والإعلام . وشهدت الآونة الأخيرة في المملكة العديد من الخطوات التي استهدفت اختصار الإجراءات الخاصة بتسجيل براءات الاختراع لتصل إلى المعدل العالمي الذي يتراوح ما بين العامين والثلاثة أعوام . وحققت المملكة نقلة نوعية في مجال تأهيل القوى البشرية وتدريبها، حيث ارتفع عدد الباحثين من فاحصي براءات الاختراع من ستة أشخاص قبل انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية إلى أكثر من خمسين فاحصاً، جميعهم من السعوديين وأغلبهم من الفاحصين المتقدمين ، كما تم تكوين لجنة للنظر في المنازعات حول براءات الاختراع تضم أشخاصاً أكفاء سواء من الناحية النظامية والشرعية أو من الناحية الفنية والعلمية . وتصدرت المملكة المركز الأول عربياً في عدد طلبات براءات الاختراع بحسب تقرير للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) إذ جاءت في قائمة الدول العربية ب 45 طلب براءة اختراع مقارنة ب 39 طلباً في عام 2005م. مشروع المستقبل وتكمل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية جانباً آخر من المنظومة فهي جامعة عالمية للدراسات العليا متخصصة في مجال الأبحاث التي تركز على النواحي المهمة لمستقبل المملكة والمنطقة والعالم في مجالات مثل الطاقة والبيئة وتحلية المياه والتقنية الحيوية، والتطبيقات العلمية للكمبيوتر، ما يعني أن الجامعة بوتقة للأبحاث التي تسخر العلم والتقنية لحل المشكلات المرتبطة بحاجات البشر والتقدم الاجتماعي والتطور الاقتصادي . وجاءت فكرة الجامعة من لدن خادم الحرمين الشريفين إذ تحدث عن بداياتها خلال تكريمه للمخترعين والعلماء السعوديين قائلا: «لقد فكرت في هذه الجامعة منذ خمس وعشرين سنة، ونحمد الله أن أعاننا على تحقيقها، وانتم إن شاء الله تكونون بذرة خير فيها، وكذلك ستكون مفتوحة بإذن الله لإخوانكم العلماء المخترعين من العالم العربي والإسلامي». ومن المأمول أن تكون جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية صرحاً علمياً ومركز إشعاع عالمي يؤكد الدور الحضاري العالمي الرائد الذي تقوم به المملكة في مختلف المجالات، ومنها الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي، إذ خطط لها أن تكون مظلة إبداع وابتكار للعلماء والموهوبين من أنحاء العالم، باستقطابها نخبة من العلماء والباحثين وذوي الكفاءات العلمية المرموقة في مجال البحث العلمي والتقنية، مكونة بذلك بيئة ومناخاً علمياً للإبداع والابتكار من خلال البحث العلمي الدقيق . وتتميز جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية باختيار برامجها وحصرها في مجالات علمية محددة ذات علاقة بأحدث العلوم والتقنيات مثل تقنية المعلومات والاتصالات وتقنية «النانو» والتقنية الحيوية وتقنية تحلية المياه. حاضنات تقنية ومراكز ابتكار واهتمت المملكة بإقامة حاضنات تقنية ومراكز الابتكار باعتبارها من أدوات الاقتصاد المعرفي، وذلك وفق توجه تقوده مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعات الملك سعود والملك فهد والملك عبد العزيز من أجل الجمع بين رجال الأعمال والمخترعين، وتحويل براءات الاختراع المسجلة إلى أفكار تجارية ذات مردود اقتصادي للبلد. فقد أنشأت المدينة برنامج (بادر) للحاضنات، وأنشأت جامعة الملك سعود وادي الرياض للتقنية، وأنشأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وادي الظهران للتقنية. ويسعى تبني المدينة والجامعات لفكر مستقبلي داعم للموهوبين والمبدعين والمخترعين عبر حاضنات التقنية ومراكز الابتكار إلى إيجاد شراكة بين المخترعين والمستثمرين لتكتمل منظومة الربط بين المدينة والجامعات والقطاع الصناعي . وتهدف حاضنات التقنية ومراكز الابتكار إلى العمل مع القطاعات الوطنية المختلفة من جامعات ومراكز بحث وشركات ومستثمرين لتطوير التقنية والمساعدة في إنشاء مشروعات التطوير التقني في الصناعة، ومساعدة الباحثين والمستثمرين في تطوير فرص مشاريع تقنية تجارية ، ونقل التقنية من مصادر خارجية وتأهيلها للمستثمرين والباحثين . وانعكس اهتمام جامعات المملكة بالبحث العلمي والابتكار ودعم المخترعين واقعا إذ حققت جامعة الملك سعود انجازا بتسجيلها ما يربو على 40 براءة اختراع لباحثيها وعلمائها فى مكاتب محلية وعالمية أبرزها مكتب براءة الاختراع الأمريكى ما جعلها تحتل الصدارة عربياً ومحلياً في هذاالمجال. 36 مليون ريال لتقنية النانو ودعماً من القائد لتوطين التقنية تبرع خادم الحرمين بمبلغ ستة وثلاثين مليون ريال من حسابه الخاص لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال التقنية متناهية الصغر المعروفة بتقنية (النانو) في جامعات الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن ، وجاء هذا التبرع ليكون نواة لإنشاء معاهد متقدمة في الجامعات الثلاث لتطوير تقنيات النانو وتطبيقاتها المختلفة ولتأهيل الخبراء السعوديين من خلال قضاء إجازات التفرغ العلمي والابتعاث لما بعد الدكتوراه في هذا المجال، ووضع برامج للشراكة والتعاون مع المعاهد والمراكز المتخصصة في العالم، وكذلك استقطاب الخبراء والباحثين العالميين المتخصصين في مجالات تطبيقات النانو. جمعية المخترعين وامتد العطاء ليستقبل بناء الابتكار والإبداع في المملكة لبنة جديدة في منظومة دعم الاختراع والابتكار بإبصار جمعية المخترعين السعوديين - تحت التأسيس- النور لتكون محضنا للعديد من المخترعين والمخترعات ، ومقرها في مدينة الرياض. وستعمل جمعية المخترعين على استثمار الأفكار، واختصار الجهد والوقت على المخترع من خلال التنسيق له مع مختلف الجهات المعنية بالاختراع سواء أكانت حكومية أم خاصة والتسويق للاختراع، وكذلك تقديم الدعم الاستشاري والقانوني والمالي للمخترعين . كما ستسعى الجمعية إلى إعداد قاعدة عريضة من المخترعين والمخترعات السعوديين، القادرين على البحث العلمي التطبيقي المفيد للوطن ووضع قاعدة بيانات للمخترعين والمخترعات السعوديين، وربط الاختراع بالعلم والبحث العلمي، ونشر ثقافة الاختراع في المجتمع بجانب السعي لتمويل وتطوير كثير من الاختراعات السعودية، من خلال صندوق تمويل يتم إنشاؤه مستقبلاً . تسجيل 60 براءة اختراع وافرز التطور الذي طرأ على مجتمع الموهبة والابتكار في المملكة "ابتكار 2008م " الذي أخرج بدوره إلى النور مشروعاً مشتركاً بين موهبة والمدينة لتسجيل 60 براءة اختراع سعودية، وهو المشروع الذي حاز اهتمام وثناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله -، ومنح المملكة الفرصة لتحقيق مركز متقدم بين دول العالم في مجال عدد براءات الاختراع. ولا شك في أن هذا المشروع الطموح جاء في وقته بالنظر إلى جملة من العوامل منها الرغبة في جعل السمة الرئيسة للسنوات القادمة للمملكة هي الإبداع والابتكار في ظل تنافس عالمي على الكوادر المتميزة، والتوجه نحو مجتمع المعرفة، والعضوية في منظمة التجارة العالمية، وما يعنيه ذلك من فتح لأسواق العالم امام منتجات الدول الأخرى، وانعكاس ذلك على أسواق المملكة بمنافسة شرسة بين المنتج السعودي والمنتجات الأجنبية ، وهو ما يلفت النظر إلى حرص المملكة على تشجيع المخترعين على تسجيل اختراعاتهم والحصول على البراءة للحفاظ على حقوقهم، لتفادي مخاطر إهمال حماية براءات الاختراع وامكانية الكشف عن سر الاختراع دون الحصول على طلب حماية له ما ينجم عنه أضرار عديدة على المخترع والمجتمع. وتكمن أهمية هذا المشروع في انه سيضاعف في عام عدد براءات الاختراع السعودية المسجلة لأفراد في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية خلال عشر سنوات. كما يقدم برنامج دعم الأفكار الابتكارية العلمية والتقنية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية دعماً مادياً للمخترع لتغطية تكاليف اختراعه بما فيها كلفة شراء الأجهزة المكونة للجهاز أو المنظومة، وتكلفة العمالة ومساعدي البحث والاختبارات اللازمة لتقويم أداء الجهاز أو المنظومة.