قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي: إن تداعيات قضية وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي لن تؤثر على العلاقات «السعودية - الأمريكية» لأنها تستند على مصالح مشتركة لم تتغير منذ سبعة عقود ولا ترتبط بمواقف أو أشخاص. وأكد في حديثه ل«اليوم»، أنها علاقات «مُحْصَّنة» سياسيا واستراتيجيا، وشدد على أن التحليلات السياسية التي تشير إلى أن احتياج واشنطن إلى الرياض لمواجهة خطر وتمدد نظام الملالي هي جزء من المشهد السياسي وليست كله لأن الثقل السياسي والاقتصادي للمملكة بالمنطقة أكبر من التصدي فقط لإيران. » اتزان أمريكي وأشار هريدي إلى أنه على الرغم من قوة عاصفة أزمة خاشقجي إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالدو ترامب جاءت متزنة وغير مستعجلة، مبديا ثقته في كافة قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي المقابل لم تربط المملكة أية تداعيات للأزمة على احتمال رفع سعر برميل النفط عن 80 دولارا بل أكدت سعيها إلى استقرار الأسعار وزيادة الإنتاج بعد تطبيق فرض العقوبات على إيران في 4 نوفمبر المقبل. وأوضح أن هناك ما يمكن تسميته بالطرف الثالث الذي حاول استغلال قضية خاشقجي لافتعال أزمة بين الرياضوواشنطن وخلخلة التحالف الأمريكي السعودي للحصول على مكاسب وإيجاد دور متعاظم في الشرق الأوسط على حساب الدور السعودي وفي مقدمتها قطر التي لا تدرك ضآلة تأثيرها السياسي. » استباق نتائج ولفت المساعد السابق، إلى أن قناة الفتنة وبقية الوسائل الإعلامية المشبوهة استبقت نتائج التحقيقات وحاولت فرض روايات بعينها لحشد مواقف دولية ضد المملكة على الرغم من الشفافية التي اتسمت بها مواقف المسؤولين السعوديين بالمشاركة في التحقيق مع فريق أمني تركي ثم قرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن المتهمين في القضية والتأكيد على محاسبة المتهم أيا كان، وأخيرا تصريحات الأمير محمد بن سلمان عن القضية ذاتها التي أشار فيها إلى أن جميع الجناة فى قضية خاشقجي سيعاقبون والعدالة ستسود. ويرى السفير حسين هريدي أن تصدي المملكة لخطر إيران على وجه التحديد وإجهاض مؤامرة تقسيم اليمن عن طريق ميليشيات الحوثي، والتصدي للتمويل القطري للإرهاب، إضافة إلى الدور السعودي المؤثر في أغلب قضايا الشرق الأوسط عامة والمنطقة العربية خاصة دفع المتآمرين إلى محاولة تشويه تلك الجهود، وكلها مواقف كشفت حجم الأعداء ومن يتربصون بالمملكة. » استراتيجية مضادة ويوضح مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن المرحلة القادمة تتطلب استراتيجية سعودية مضادة انطلاقا من دورها الراسخ الذي يرتكز على مواقفها الثابتة في كافة القضايا العربية والدولية، مؤكدا أن الأزمة الحالية كشفت الوجوه القبيحة وأوضحت الصديق من العدو ما يتطلب تغييرا في بناء المواقف مع دول مارست كافة أنواع الابتزاز السياسي في وقت كان يتطلب تريثا لحين كشف التفاصيل. وأشاد هريدي بالالتفاف العربي حول المملكة وتأييد خادم الحرمين الشريفين في قراراته المتعلقة بقضية خاشقجي، مؤكدا أن حجم التضامن العربي كان كبيرا منذ البداية، مشيرا إلى أن حضور قادة وزعماء عرب وأجانب في «منتدى مستقبل الاستثمار بالسعودية» يؤكد ذلك. وذكر أنه عندما كان سفيرا لبلاده في إسبانيا التقى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان حينها أميرا للرياض، مؤكدا أنه متواضع وتتسم آراؤه بالحكمة وهو ما يظهر في القرارات المهمة التي يتخذها في القضايا العربية والدولية والمحلية، مشيرا إلى أنه التقى بوزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل أكثر من مرة والذي كان شرفا للدبلوماسية العربية.