كشف مستشار البحوث والدراسات الاقتصادية في مجلس الغرف السعودية الدكتور شلبي مغاوري عن احتلال المملكة المرتبة السادسة على خارطة مكافحة الفساد بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تحتل المرتبة ال50 على المستوى العالمي، وذلك حسب ما أصدرته هيئة «الشفافية الدولية» التي أنشأت مؤشرًا دولياً لقياس الفساد تعده كل 5 سنوات، ويغطي أكثر من 167 دولة في العالم. وأشار مغاوري الى أن هناك تقدما في ترتيب المملكة عربيا في مجال تحقيق النزاهة ومكافحة الفساد، لكن مازالت المملكة بعيدة عن المستويات الدولية، مبينا أن قيمة هذا المؤشر بين صفر و10 درجات، حماية النزاهة ومكافحة الفساد تتحقق بشكل أفضل بتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة في المملكة بشكل مستمر. بمعنى أن الدولة إذا حصلت على تقدير 10 درجات فهذا يعني أن هذه الدولة نظيفة تمامًا من عمليات الفساد، أما الدولة التي تحصل على تقدير صفر فهذا يعني أن جميع الأعمال والصفقات في هذه الدولة خاضعة للفساد والرشوة، وحتى الآن لم تحصل دولة في العالم على تقدير 10 أو تقدير صفر، ولكن هناك دول اقتربت منهما، موضحا أنه على المستوى العالمي تعتبر نيوزيلندة أفضل دولة في العالم من حيث هذا المؤشر، بينما تأتي نيجيريا في المؤخرة وبينهما الدانمارك وبريطانيا وأمريكا واليابان وفرنسا وتركيا والهند. واستعرض الدكتور مغاوري الآثار الاقتصادية المترتبة على الفساد وآلية مكافحته في قطاع الأعمال، وذلك خلال المحاضرة التوعوية التي دارت محاورها حول «مكافحة الفساد في القطاع الخاص» وهي مبادرة الأولى من نوعها على مستوى المملكة تبنتها غرفة الأحساء التجارية والتي نظمتها مساء أمس الأول بالتعاون مع مجلس الغرف والهيئة العامة لمكافحة الفساد، بقاعة الشيخ سليمان الحماد في مقر الغرفة بمدينة المبرز. وتناول مغاوري الفساد من حيث «الماهية، والأشكال، والأسباب» كما تطرق للتكلفة الاقتصادية للفساد، كما تحدث عن الفساد في المملكة، والفساد في قطاع الأعمال، وآليات مكافحته، وأشار إلى مفهوم الفساد وأشكاله، وأسبابه، وهي أسباب اقتصادية، وثقافية، واجتماعية، وأسباب إدارية، إلى جانب أسباب أخرى مرتبطة بالعولمة، كما أورد خلال محاضرته مقارنة مؤشر الفساد في المملكة بالنسبة للدول الأخرى. وسلط مدير عام إدارة التوعية والتثقيف بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور موسى عيسى العويس في المحور الثاني من المحاضرة الضوء على الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، وأوضح منطلقات وأهداف ووسائل وآليات الإستراتيجية، مشيرا إلى أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تتحقق بشكل أفضل بتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة في المملكة بشكل مستمر، وأن الفساد يعوق التطوير والتنمية والاستثمارات، وأن الفساد مرتبط في بعض صوره بالنشاطات الإجرامية، مبينا أن من بين أهداف الإستراتيجية، هي حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره، وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية، وتوجيه المواطن والمقيم نحو التحلي بالسلوك واحترام النصوص الشرعية والنظامية، وتوفير المناخ الملائم لنجاح خطط التنمية. من جانبه، أكد المستشار عامر المطيري أن الإعلام بجميع أشكاله شريك أساسي مع الهيئة في كشف ورصد عن أساليب الفساد التي تتطور، وهناك رصد دوري عن أساليب الفساد التي تقدمها وسائل الإعلام الخارجية، وكذلك هناك متابعة لما يقدمه الإعلام المحلي، مشيرا الى أن هيئة مكافحة الفساد لا تستطيع أن تكافح الفساد منفردة لوحدها، موضحا أن هناك قنوات تواصل يمكن للمواطن أن يتواصل مع الهيئة والتي من بينها الموقع الإلكتروني على شبكة الانترنت وكذلك الهواتف التي تم تعميمها ونشرها، مبينا أن الهيئة خاطبت وزارة التربية التعليم، وكذلك التعليم العالي بوضع بعض الإشارات عن الفساد وأضراره في المناهج الدراسية. يشار الى أن المحاضرة حظيت بتفاعل واسع وحضور أمين عام الغرفة عبدالله بن عبدالعزيز النشوان وحشد من المهتمين، وأدارها الدكتور سعود المشاري، وشارك فيها كل من مدير عام إدارة التوعية والتثقيف بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور موسى عيسى العويس، ومستشار النزاهة عامر المطيري.