• كيف تصف العلاقات السعودية - البريطانية الحالية؟ - إن علاقاتنا الثنائية مبنية على روابط تاريخية قوية بين المملكتين، وتعد المملكة العربية السعودية حليفا رئيسيا للمملكة المتحدة، حيث إن المملكة المتحدة تعمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية لدعم إنجاز برنامج الإصلاح الاقتصادي ورؤية المملكة 2030، إذ تتمحور العلاقات بين البلدين حول الروابط بين الشعبين، وتجدر الإشارة إلى أن آلاف الزوار البريطانيين يقومون بزيارة المملكة العربية السعودية كل عام؛ لأداء مناسك العمرة، كما يقوم 23000 حاج بزيارة المملكة لأداء مناسك الحج كل عام، كما أنه في سنة 2016م قام ما يزيد على 150000 مواطن سعودي بزيارة المملكة المتحدة؛ لقضاء عطلاتهم، حيث إن المملكة العربية السعودية هي الشريك التجاري الأكبر بالنسبة للمملكة المتحدة على مستوى الشرق الأوسط، علما بأن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى لندن في شهر مارس المنصرم وكذلك إنشاء الشراكة الإستراتيجية بين المملكتين أمران يدلان على طموحات البلدين للبناء وتعزيز نمو العلاقة فيما بينهما نحو المستقبل. • ما نتيجة زيارة ولي العهد إلى بلادكم.. وما العائد الاقتصادي على البلدين من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها؟ - تتمتع كل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بشراكة قوية ومستمرة، حيث سيساعد إطار عمل مجلس الشراكة الإستراتيجية في بناء وتطوير ذلك، بما يضمن الرخاء المشترك للشعبين في كلا البلدين. إن العلاقات التجارية والاستثمار بين البلدين من شأنها إنشاء فرص وكذلك بناء قدرات وخبرات المواطنين في كلا البلدين محققة أهدافهما المشتركة، والمملكة المتحدة حريصة على دعم إنجاز رؤية المملكة 2030، حيث سيقوم مجلس الشراكة الإستراتيجية بدعم التعاون على أولويات القطاعات الرئيسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والطاقة والثقافة والترفيه، كما تمتلك المملكة المتحدة خبرات ضخمة ورائدة عالميا، علما بأن الزيارة أسفرت عن إنشاء هياكل من شأنها تعزيز العلاقات بين الأعمال التجارية بين البلدين في غضون السنوات المقبلة مثل مجموعات عمل القطاع الخاص. • تعتبر التجارة جانبًا مهمًا من جوانب العلاقة بين البلدين.. فما حجم التعاون التجاري البريطاني - السعودي بالأرقام؟ - لقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية سنة 2017م، ما قيمته تسعة مليارات جنيه استرليني، وهي أقرب سنة تتوافر عنها البيانات، حيث يشكل ذلك زيادة بنسبة 0.8% مقارنة بعام 2016م. كما نمت صادرات الخدمات بشكل كبير، وربما يعكس ذلك التغييرات الجارية في المملكة، ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تعد أكبر وجهة للبضائع البريطانية التي يتم تصديرها إلى المنطقة بأكملها، وأن صادرات المملكة المتحدة إلى المنطقة تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث إن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يشكلان ثاني أكبر سوق للتصدير للمملكة المتحدة خارج أوروبا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. • ما الملامح البارزة الهامة والجديدة للاقتصاد البريطاني؟ - لا تزال المملكة المتحدة وجهة جذابة للغاية لقطاع الأعمال والاستثمار، فهي أكبر خامس اقتصاد على مستوى العالم، وتحتل المرتبة الأولى على مستوى أوروبا فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر الداخلي وتحتل المرتبة السابعة على رأس قائمة البنك الدولي لأفضل 190 اقتصادا من حيث سهولة القيام بالأعمال التجارية، وتحل في المرتبة الثالثة في مؤشر الابتكار العالمي. إن التقارب الجغرافي بين بلدينا والروابط التي تم تأسيسها في مجال التعليم، يجعل المملكة المتحدة شريكا طبيعيا للمملكة العربية السعودية، ووجهة مرحبًا بها من قبل 150000 سائح من المملكة العربية السعودية يقومون بزيارة بريطانيا سنويا. ولا يزال الاقتصاد البريطاني قويا ونشطا ويتيح فرصا هامة للاستثمار عبر مجموعة من المجالات، وتظهر قوة القطاع المالي للمملكة المتحدة في الدور الريادي الذي تقوم به بورصة لندن على الصعيد الدولي، كما يظهر عمق واتساع رقعة لندن كمركز مالي رائد يقدم فرصا للمستثمرين ولرجال الأعمال السعوديين. وكما تعلمون فإن المملكة المتحدة تتفاوض حاليا حول خروجها من الاتحاد الأوروبي حيث نرغب في علاقة مع الاتحاد الأوروبي تعكس التاريخ المشترك والقيم والعلاقات الوثيقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ونعتقد - وبشدة - أنه في مصلحة كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إبرام هذه الصفقة، ونحن على ثقة من تحقيق ذلك خلال هذا الخريف. وخلال شهر يوليو قمنا بتحديد عروضنا لاتفاق الانسحاب والتي تتضمن قدرة المملكة المتحدة على التفاوض على أنواع من الاتفاقات الابتكارية والشاملة والطموحة التي تقوم الاقتصادات الكبيرة الأخرى بإبرامها. • كيف تعمل البلدان سويًا في قطاع الطاقة؟ - لدى المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية عدد من الشراكات الملموسة المستمرة في قطاع الطاقة، فعلى سبيل المثال: قامت هيئة تمويل الصادرات - وكالة ائتمان الصادرات الحكومية البريطانية - في السنوات الأخيرة بتقديم دعم هام للتجارة السعودية البريطانية، وبشكل ملحوظ عبر ما يقرب من 500 مليون جنيه إسترليني لدعم تمويل مشروع صدارة للبتروكيماويات وهو مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية وداو للكيميائيات. إن هيئة تمويل الصادرات البريطانية ملتزمة بتقديم دعم إضافي تصل قيمته إلى 2 مليار دولار أمريكي لأنشطة شركة أرامكو السعودية التي تضم موردين من المملكة المتحدة، وإنني على دراية أيضا عن عدد من الصفقات التجارية المستمرة في طور المناقشات المتطورة بين المملكة المتحدة وشركات الطاقة بالقطاع الخاص السعودي ويشمل ذلك الاستثمار السعودي في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة. إن مثل هذه الشراكات في قطاعات الطاقة ستصبح أكثر أهمية خلال مضينا قدما بالأولويات والأهداف المشتركة، وفي ضوء ما هو محدد في الإستراتيجية الصناعية البريطانية ورؤية 2030 السعودية، كما أن تطوير طاقة نظيفة وطاقات متجددة والاستفادة من الفرص السانحة عبر الطاقة الشمسية والتعاون الوثيق في مجال التغير المناخي تعد نواحي نتقاسم أهدافا مشتركة في شأنها. • ماذا عن التعاون في مجالات التعليم بين الدولتين؟ - تستضيف المملكة المتحدة 10000 طالب سعودي، وهو عدد مستمر في التزايد بشكل سنوي، ونحن نشعر بالفخر إزاء الدور الذي تقوم به المملكة المتحدة كمضيف لعدد من الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا الموهوبين الماهرين بشكل كبير من المملكة العربية السعودية، مما يساعد أيضا في تطوير روابط إضافية ويشمل ذلك مجالات العلوم والأبحاث والابتكار، وقد احتفلنا مؤخرا بإطلاق جائزة الخريجين في جدة، والتي تعد احتفالا بالإنجازات المبهرة للغاية للخريجين السعوديين الذين يدرسون في جامعات المملكة المتحدة، علاوة على أن تعيين السير انتوني سيلدون مؤخرا في منصب ممثل المملكة المتحدة للتعليم لدعم تعاوننا فيما يتعلق بأهداف التعليم في إطار رؤية 2030 يؤكد التزامنا نحو العمل سويًا لمواصلة بناء هذه الشراكات. » شراكة تاريخية وتعود العلاقات السعودية البريطانية لتاريخ طويل من الشراكة والتعاون في مختلف الأصعدة سواء الإقتصادية أو الأمنية وكذلك التعليمية والصحية وغيرها من أوجه التعاون المشترك والمصالح المتبادلة. وتعتبر زيارة سمو ولي العهد الأخيرة إلى المملكة المتحدة هي امتداد طبيعي للزيارات التي تبادلها كبار القادة في كلا البلدين عبر سنين لتعزيز هذه المفاهيم. » توثيق المصالح وتعمل السفارة البريطانية في الرياض على توثيق مصالح المملكة المتحدة لدى السعودية، وبناء روابط أوثق بين البلدين الصديقين وفق اعتبارات جوهرية فهي تحرص على بناء علاقات تقوم على الفائدة المتبادلة في عدة نواحٍ، سواء على المستوى الحكومي او الفردي في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والتنمية والطاقة وفي سبيل ضمان سرعة الحصول على النتائج المرجوة من ذلك تحرص السفارة على تسهيل انتقال الأشخاص بين البلدين ضمن مهامها في أن يكون لها دور فاعل في تعزيز هذه العلاقة التاريخية.