قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس: إن موسكو ستواصل تدمير ورش الأسلحة في إدلب شمالي سوريا، مضيفا: إن بلاده ستضع المدنيين في عين الاعتبار، وتعمل على إقامة ممرات آمنة. وأكد لافروف في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية أن موسكو ستنشئ ممرات آمنة في إدلب، كما ستعمل على تشجيع اتفاقات المصالحة المحلية. بينما تشهد أغلب جبهات ريف حماة الشمالي والغربي وجبهات محافظة إدلب، هدوءا الجمعة، بعد قرار الجبهة الوطنية للتحرير وفصائل معارضة أخرى بالرد على أي قصف تنفذه قوات نظام الأسد باتجاه المناطق المحررة، واستهداف مواقع النظام. مأساة القرن ويحبس العالم أنفاسه ترقبا لمعركة إدلب التي يخشى كثيرون من أنها قد تكون أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن. وأكدت المعارضة المسلحة -التي توصف ب«المعتدلة»، وعلى لسان النقيب ناجي مصطفى المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير»- استكمال استعداداتها لاحتمال انطلاق المعركة في أية لحظة. وشدد مصطفى، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «سنصمد وسنعمل على نقل دفة المعركة من الدفاع للهجوم، وضعنا العديد من الخطط للتعامل مع كافة السيناريوهات، كما استعددنا للدور الذي سيلعبه سلاح الطيران الروسي أو محاولة تقسيم المحافظة لأكثر من منطقة، ومحاصرة تلك المناطق تمهيدا لإضعافها وإسقاطها تدريجيا كما حدث في مناطق أخرى». قوة المعارضة واعتبر القيادي في ذات الجبهة حسام سلامة أن هناك نقاطا تصب في صالح المعارضة في المعركة المحتملة، وقال ل(د.ب.أ): هناك خلافات متراكمة بين جيش النظام والميليشيا المتحالفة معه، ويتردد أن ميليشيا حزب الله اللبناني ربما لن تشارك، والأهم هو أنه لم يتم حصار المحافظة كما حدث بالغوطة. ويرى المحلل العسكري السوري أحمد رحال أن قوة المعارضة في هذه المعركة لن تكون هينة، في ظل وجود دعم تركي قوي لها. وأضاف رحال، في تصريح ل(د.ب.أ): «هناك عشرات الآلاف من المقاتلين ممن قدموا كمهجرين إلى إدلب لرفضهم لاتفاقيات المصالحة مع النظام بمناطقهم، وهؤلاء بما يملكون من تدريب قتالي عال وما بحوزة البعض منهم من أسلحة قد يشكلون كنزا لا ينضب لفصائل المعارضة». أوامر بالرد وكان الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي أبومصطفى قال الخميس: إن مدفعية الجبهة لديها أمر بالرد الفوري والمباشر على أي قصف من قبل النظام. وأضاف مصطفى في تصريحات: ردا على استهداف قوات النظام لريف إدلب الجنوبي، قصفت الجبهة الوطنية للتحرير بقذائف الهاون ثكنة أبو دالي وثكنة عطشان وأبوعمر وتل مرع في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. لحظات رعب ولخص الناشط المدني بمحافظة إدلب، رائد الفارس، أوضاع المدنيين بالقول: إنهم يعيشون لحظات رعب وخوف كبير بانتظار المجهول. وتابع: «بدأ بعض الأهالي، وتحديدا القاطنون بالمناطق القريبة من مواقع سيطرة النظام بالنزوح صوب الحدود التركية، إلا أنهم لا يحاولون عبورها خشية تعرضهم للاعتداء من حرس الحدود التركي المعروف بتعامله الخشن مع اللاجئين». ونفى ما يتردد عن وقوف تركيا وراء المظاهرات التي تخرج بالمحافظة تأكيدا على رفض نظام الأسد، معتبرا إياها صرخة منهم لجذب الانتباه الدولي ومنع معركة لن تستطيع المعارضة أو الشعب كله حتى لو حمل السلاح الانتصار فيها. تخفيف التصعيد وقال مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية الجمعة: «إن أغلب جبهات ريف حماة الشمالي والغربي وجبهات محافظة إدلب تشهد هدوءا اليوم بعد قرار الجبهة الوطنية للتحرير وفصائل معارضة أخرى بالرد على أي قصف تقوم به قوات النظام باتجاه المناطق المحررة، واستهداف مواقع النظام». وأوضح المصدر أن التفاهمات الروسية التركية بشأن معارك محافظتي إدلب وحماة خففت من التصعيد، ونحن بانتظار الاجتماع الذي سيعقد يوم الإثنين في مدينة سوتشي الروسية. نزوح الآلاف وتستعد الأممالمتحدة لحركة نزوح جماعي لنحو 900 ألف شخص يتوقع أن يفروا إذا شنت قوات الأسد هجوما واسع النطاق على محافظة إدلب، التي تضم نحو ثلاثة ملايين شخص.