تمكنت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها من السيطرة على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك كرّ وفرّ مع «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة. وسعت القوات النظامية إلى التقدّم في اتجاه قرية أم جلال، شمال الخوين، لكّنها اصطدمت بقتال شرس من جانب فصائل المعارضة التي صدّت الهجوم، كما أفادت وكالة «قاسيون» أمس. في الوقت ذاته تراجع فصائل المعارضة خياراتها لصدّ الهجوم على إدلب. وواصلت القوات النظامية هجومها الواسع على جنوب إدلب بدعم جوي روسي، وكانت نجحت في كسر خطّ دفاع الفصائل ودخلت الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في البلاد. ويرى مراقبون أن النظام يسعى من خلال هذا الهجوم إلى الوصول إلى مطار «أبو الضهور» العسكري الاستراتيجي شرق إدلب. وتقترب القوات النظامية من مدن وبلدات استراتيجية في إدلب، أبرزها التمانعة التي باتت على بُعد خمسة كيلومترات منها، إضافة إلى قريتي خان شيخون وجرجناز. وباتت فصائل المعارضة أمام خيارات محدودة لصدّ الهجوم البري والجوي على مناطقها، خصوصاً في طلّ انعدام توازن الرعب بين الطرفين. وأفاد موقع «عنب بلدي» أمس، نقلاً عن الناطق باسم فصيل «جيش العزة» مصطفى معراتي المشارك في المعارك، قوله إن المعارضة تبحث في «استراتيجية جديدة» لصدّ تقدّم القوات النظامية. وأكّد أن الأخيرة تعتمد على الطيران الروسي وتتقدّم تحت غطاء ناره، مضيفاً أن «الأيام المقبلة ستشهد تطورات على الأرض تغيّر المعادلة في المنطقة»، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية. وكانت القوات النظامية نجحت أيضاً في التوغّل في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لريف إدلب الجنوبي، وسيطرت على مساحات واسعة على حساب المعارضة، من قرية أبو دالي وصولاً إلى سكيك. ونجحت بذلك في كسر الخط الدفاعي للفصائل جنوب شرقي إدلب، وتهديد مدينة مورك وبلدة التمانعة. وفي حال تمكنت القوات النظامية من السيطرة على مورك، فإنها ستكون نجحت في حصار بلدة اللطامنة في حلب من ثلاث جهات. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية جدّدت قصفها الصاروخي على مناطق في ريف حماة الشمالي بدءاً من منتصف ليل الأحد– الإثنين، واستهدفت بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقريتي الزكاة والصياد. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأن «أضراراً مادية لحقت بالممتلكات جراء استهداف تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته بقذائف الهاون والصاروخية محطة محردة لتوليد الكهرباء وقرية قبة الكردي في ريف حماة». وأشارت إلى أن القوات النظامية ردت على القذائف ووجّهت «ضربات مركزة ودقيقة على مناطق إطلاق القذائف في ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي وأسفرت عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين».