قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والدفاع المدني الخميس: إن ضربات جوية استهدفت أجزاء في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، المعقل الرئيس والأخير للمعارضة، في الوقت الذي ابدت فيه فرنسا استعدادها لتنفيذ هجوم على أهداف لجيش الأسد في حال استهداف المحافظة بالسلاح الكيماوي. وقال المرصد: إن طائرات حربية روسية قصفت الريف الجنوبي لإدلب وقرية في محافظة حماة القريبة، فيما قال الدفاع المدني: إن الضربات الجوية ألحقت أضرارا بمقره في بلدة التمانعة في المدينة. إلى ذلك، قال قائد الجيش الفرنسي في وقت لاحق أمس: إن قواته على استعداد لتنفيذ ضربات على أهداف للنظام السوري إذا استُخدمت أسلحة كيماوية في هجوم متوقع لاستعادة محافظة إدلب. وفي كلمة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين قال قائد القوات المسلحة فرانسوا لوكوانتر: نحن على استعداد لتنفيذ ضربات إذا استخدمت أسلحة كيماوية مرة أخرى، ومن مصلحتنا القيام بذلك مع أكبر عدد ممكن من الشركاء. وفي أبريل، أطلقت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من 100 صاروخ على أهداف تابعة للنظام السوري ردا على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام. من جهتها، قالت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية: ان مقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير استهدفوا مساء الاربعاء مواقع قوات النظام في مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد بصواريخ أرض - أرض. وفي السياق، تبادلت قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي من جهة وفصائل المعارضة القصف العنيف أمس، في محافظتي حماة وادلب. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للمعارضة: شنت مقاتلات روسية غارات جوية على مدينة كفرزيتا، كما شنت طائرات حربية للنظام من نوع سوخوي 24 أربع غارات على بلدة التمانعة بريف حماة الشمالي مخلفة قتلى وجرحى ودمارا كبيرا طال المناطق التي استهدفتها، كما قصفت المقاتلات الحربية الروسية محيط بلدة تل عاس في ريف ادلب الجنوبي. وأكد القائد العسكري أن خطة قوات الأسد في المرحلة الأولى من الهجوم تشمل مدينة جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من أراضي المعارضة، وبلدات اللطمانة وخان شيخون ومعرة النعمان في جنوبها وهذه المناطق هي خط القصف الجوي والمدفعي من النظام والمقاتلات الروسية. واتساقا مع عمليات الاسد والروس والميليشيات الإيرانية التي تستهدف إدلب، فرّ مئات المدنيين من المحافظة، عشية قمة ثلاثية في طهران ستحدد كيفية الهجوم على آخر معقل للفصائل المقاتلة. وحمل النازحون في سياراتهم والحافلات الصغيرة ما تمكنوا من اخذه من آوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه. ونزح نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص منذ مساء الاربعاء من قراهم الواقعة في جنوب شرق ادلب نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا وتسيطر عليها فصائل سورية. وحذرت الأممالمتحدة أن من شأن أي هجوم على ادلب أن يؤدي الى نزوح نحو 800 ألف شخص. وترسل قوات النظام، التي لطالما أبدت تصميمها على استعادة كامل البلاد، تعزيزات عسكرية متواصلة الى محيط ادلب. واستؤنفت في الأيام الأخيرة عمليات القصف والغارات على جنوب شرق ادلب بمشاركة الطيران الروسي على وجه الخصوص بعد توقف استمر 22 يوماً. وابدي محمد الزير، أحد سكان مدينة ادلب خشيته من الغارات بشكل خاص، وقال: الخوف من القصف الجوي للنظام وحلفائه الروس، لأن طيرانهم مجرم ويرتكب المجازر بحق المدنيين، مضيفاً: دائماً ما يكون قصفه بربرياً ولا أهداف له، ويستهدف بشكل عشوائي المدنيين فقط.