مهنة التعليم لأشخاص غير مؤهلين ساهمت في الإساءة لصورة المعلم، مما جعل الوزارة تسن قوانين صارمة في حق المعلمين وأغفلت حقوقهم، ملوحة باستخدام العقوبات وتجاهل المحفزات، وفي الوقت الذي يلعب فيه الإعلام ووسائل التواصل الحديثة دورا واضحا في تصعيد أخطاء بعض المعلمين وتضخيمها، ولا يزال بعضهم يقدم صورة غير مقبولة لدى أفراد المجتمع من خلال بعض السلوكيات بهدف جذب القارئ دون الحفاظ على هيبة المعلمين والمعلمات، فبعض وسائل الإعلام تحط من قدر التعليم والمعلم، إلى جانب تعميم الحالات الفردية كظاهرة على الجميع بلا استثناء مما أنشأ جيلا غير مكترث لا بالمعلم ولا بالتعليم. «لن ينصلح حال التعليم إلا بعودة الضرب للمدارس» هذا ليس كلامي بل كلام عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، بعودة مشروطة لعقوبة الضرب إلى المدارس، وأشار إلى «الذي في التربية هو الضرب الرحيم الذي يقصد منه الأدب لكسر حدة التعالي لدى الطلاب أمام معلميهم». فطالب اليوم ليس كطالب الأمس الذي ينظر إلى التعليم بأنه المخرج الوحيد لمستقبل حياته فيثابر ويجتهد ويسعى جاهدا للحصول على أعلى الدرجات، فكان اقتراح فضيلة الشيخ من خلال برنامجه الأسبوعي «استديو الجمعة»، على إذاعة نداء الإسلام أن تكون عودة عقوبة الضرب «بصلاحية محصورة بيد قائد المدرسة ووكيلها فقط». مشددا على أن مثل هذه العقوبة «المقننة»، حسب وصفه، ضرورية من أجل «كسر تعالي بعض الطلاب». فماذا تنتظر من معلم كل القرارات تصب ضده وتعلن على الملأ بينما الطالب المسيء لا يُتخذ بحقه قرار صارم، بل يكتفى بالتعهد اللفظي أو الورقي، وفي بعض الحالات وقفت عليها شخصيا: حضر ولي الأمر وابنه بشكوى ضد أحد المعلمين إلى إدارة المدرسة وعند استدعاء المعلم تطاول ولي الأمر على المعلم امام التلميذ... وفي مثل هذه المواقف يجب أن لا يترك ولي الأمر يتطاول على المعلم أمام الطالب، لكي لا يفقد المعلم هيبته أمام تلاميذه، وهنا يصبح الطالب متعاليا ليس على المعلم فحسب بل على المدرسة بالكامل ويقف أمام معلمه ندا لند، وفي بعض الاحيان يتعرض المعلم للاعتداء ولا يستطيع الدفاع عن نفسه وحتى لو طرحه أرضا يقوم بدفع الطالب عنه وليس الدفاع عن نفسه. هذه من القرارات المجحفة بحق المعلم. وأخيرا.. لا بد من سن القوانين والأنظمة التي تحفظ حق المعلم والطالب ويشدد على أهمية دور الأسرة والمجتمع لغرس نظرة الاحترام للمعلم، فبعض أولياء أمور الطلاب ممن تأثروا سلبيا بما يُنقل عن المعلمين والعملية التعليمية أصبح المعلم شماعة أخطاء المنزل. وأختم بالبيت الشهير لأمير الشعراء أحمد شوقي من ديوان «الشوقيات»: قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا - كاد المعلم أن يكون رسولا