من المنتظر أن تعود «عجلة دوران» اقتحام المشاهير للساحة الثقافية من خلال «ظاهرة تأليف الكتب» من جديد، بعد أن أصبحت هذه الظاهرة من أهم أحد أسباب «الشهرة المفقودة» التي يبحثون عنها وظلت طريقهم الأسرع والأفضل لطرق أبواب الشهرة وزيادة أرصدتهم في مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة يراها البعض أنها تفتقد للمصداقية بعد أن أصبحت كلمة مؤلف تطلق على أشخاص لا ينتمون إلى التأليف بل تعتبر جسرًا في طريق شهرتهم وانتشارهم، «اليوم» ناقشت هذه الظاهرة مع عدد من المختصين فإليكم التالي: مؤلف تطلق على المكتشفين في البداية أوضح استاذ علم التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد الشويعر والحاصل على جائزة كرسي الملك سلمان لأبحاث الجزيرة في بحث بعنوان (تكامل العلاقة بين الوطنية والهوية الإسلامية والانفتاح على العالم في فكر الملك عبدالعزيز -رحمه الله -، أن كلمة مؤلف أصبحت كلمة لا تطلق إلا على من ألف شيئًا جديدًا واتى وكشف عن حقائق، أما من يقومون بتأليف الكتب ولم يأتوا بجديد فيطلق عليهم كلمة «اعداد»، وعند استخدام لفظ «اعداد» نحفظ للمؤلفين حقوقهم ولا نتعدى عليها؛ لأن الوصول إلى درجة التأليف صعب جدًا على من لا يملكون الخبرة والدرجات العلمية التي تؤهلهم لذلك. وأضاف: الكتابة لها قواعدها وعناصرها البحثية متى ما اكتملت أصبح الكتاب مقبولًا، ونقص أدوات البحث يجعل الكاتب أو الكتاب غير مقبول. اختلط الحابل بالنابل وقال الكاتب والمؤلف يوسف الملا: من المؤسف أن يختلط الحابل بالنابل، وتمتلئ المكتبات بالغثّ والسمين، ويتحوّل تأليف الكتب من عمل عظيم يتصدره العلماء والأدباء والمثقفون والباحثون والمبدعون إلى عمل يمارسه بعض المشاهير الذين لا قيمة لما يقدمونه، فكيف بما سيكتبونه للأجيال المعاصرة، وما سيخلفونه لأجيال المستقبل. وأضاف الملا، من الإنصاف ألا نغفل وجود عدد من المشاهير المبدعين والمثقفين الذين يقدّمون خدمات عظيمة للمجتمع فلا حرج من تأليفهم الكتب إن كانوا موهوبين وقادرين على ذلك. وأضاف، والحد من تلك الظاهرة التي تسيء للمجتمع وثقافته وحضارته، لن يتأتى إلا بأمرين، الأمر الأول هو قيام المفكرين والكتّاب وقنوات الإعلام المختلفة بتثقيف أفراد المجتمع، وإبراز قيمة الكتابة والتأليف وضرورة الاهتمام بمحتوى الكتب، أما الأمر الثاني فهو قيام وزارة الإعلام بعدم فسح الكتب التافهة في محتواها، والتي لا تخدم إلا مؤلفيها شهرة وربحًا ماليًا. القارئ يبحث عن الكلمة المفيدة من جانبها، ذكرت الكاتبة نهلاء البنيان أن المسؤول عن وجود مثل تلك الكتب الفارغة من المحتوى لمصلحة القارئ الذي يبحث عن الفكرة الجديدة والكلمة المفيدة والتجربة الناجحة وأيضا ذلك القارئ المستجد في عالم القراءة بعدما اجتهدت دورات التنمية البشرية، ومراكز التثقيف على المستوى الحكومي، والأفراد المتطوعون في تنمية مهارة القراءة، وقالت البنيان يجب على الأديب أن يقوم بدوره الاجتماعي؛ لأن كل مخلوق ميسر لما خلق له ولابد من قرار ينقله من عالم الظل لعالم النور، ويفضل تيسير الأمور لمثل هؤلاء؛ لأن دور النشر تستغل أغلب الكتاب وحولت الأمر لتجارة بحتة. المراحل الثلاث قبل العرض فيما قال مدير المكتبة العامة بالدمام بدر السالم: لا توجد كتب مخالفة معروضة في المكتبة. وأضاف "الكتب قبل ادخالها للمكتبة وعرضها لاستفادة الرواد منها تمر بعدة مراحل، اولها عملية الفرز المبدئي، ثانيًا فحص محتوى الكتاب، ثالثًا التصنيف والفهرسة. وأكد السالم أن فسح الكتب عن طريق وزارة الثقافة والإعلام قسم الإعلام الداخلي لقسم المطبوعات والتصاريح. سحب الكتب بناء على التوجيه وبينت مكتبة الطائف العامة أن دورها يقتصر على اتاحة مواردها للرواد من الطلبة والقراء، وهناك لجان مختصة بوزارة الثقافة تختص بفسح الكتب ومنح التراخيص للنشر ومراقبة الوسط الثقافي، ومن المهام التي تقوم بها هذه اللجان مراقبة المطبوعات الواردة للمملكة من المنافذ الحدودية والتأكد من ملاءمتها لأنظمة المملكة، أما بخصوص سحب الكتب فانه يكون بناء على توجيه الوزارة لسحب كتاب معين من الأرفف أو منعه من العرض.