أتوقع سوف يُستفز ويتعصب الكثيرون عند قراءة عنوان هذه المقال. «ريلاكس» عزيزي القارئ.. بِالضبط.. إنها الكلمات مرة أخرى، تلك التي تهد أحصنة وتهدم قلاعا دون أن تُقيمها. «أنت غبي» كم تتشربُ تلك الجملة داخل النفس بالاستفزاز لتغوص معها في اللاوعي، حتى تجرم داخل اعتقادك أنك حقا كذلك، لتترك بعدها مع شعور لست هو، ولا تتوفر له البدائل. فبسبب تلك الأنفس المريضة، ومحاولاتهم المقصودة التي تجعلنا أحيانا نردد ببلاهة مستمرة: «لم آبه بكلامهم» «كلامهم آخر همي» دون ان ندرك قد اهتز جدار ثقتنا بانفسنا حتى وان توهمنا اننا قد أقمناه معوجا بتلك الردود «لاننا» بالتغاضي المستمر سيضعُنا بعض الناس في قوقعة الغباء دائما والبعض منهم سيرانا هكذا حتى في ابسط الأشياء، حتى وان لم نُدرك الأشياء بتمامها، كفشلنا في اتمام الشيء من المرة الأولى، سنرى نظرتهم المحدودة تلك التي معها تُقلص نمونا وتجعلنا في زاوية يتردد فيها شبح تلك الجملة (أنت غبي). بالمناسبة هكذا يحصل كل مرة أخبرت فيها أحدهم أنه -غبي- (ابنك، اخوك، بنتك..) تكون قد قتلت له فكرة وأغلقت معها دربا لم يبتدئ بعد. فالكون يا عبقري زمانك لا يقتصر عليك فقط وما تعلمته، هون عليك وكف عن الاستمرار في نتف أجنحة الآخرين ونعتهم بالغباء. لانه ليس من المنطقي ايضا ان يكون بيل غيتس ولد ومعه شيفرة برامج مايكروسفت، حتى عُلماء ناسا لم يولدوا عُلماء، ولا لاعبو كرة القدم لم تكُن تسديداتهم الأولى موفقة.. كل أولئك لم يفهموا الأمور من المرة الأولى. حسنا.. انا لا أستبعد تلك الدراسات التي أثبتت أن هناك تصرفات وسلوكيات الإصرار على فعلها قد يتسبب في حدوث انحدار في القدرات العقلية للإنسان، وهذا ما نراه فعلا للاسف، نجد البعض منا ينظر إلى الآخر على أنه أقل منه ذكاء لمجرد انه يفهم في الأدب والفن ولا يفقه في الهندسة والطب وعلم الفلك أو العكس؟. هل يعني ذلك انك (غبي) ووضعك كل مرة تحت نفس عبارات التثبيط وتسخيف ما يبدو لهم شغفا أو جزءا منهم انك (ما تفهم، متخلف، غبي)! نعم (انت غبي وما تفهم ومتخلف) اذا سمحت لاحد ما أن ينتهك حُرمة عقلك ويُخبرك بأنك كذلك. جميعنا نكون اغبياء اذا تركنا المنطق لتصبح عواطفنا فقط من تحركنا دون ان نفكر بالصواب، ان نفرح لكارثة احدهم من باب الانتقام او محاولة سحب كل فكرة مُثمرة قد تطغى على علو شأنك الذي تراه داخل دائرة انهزامية تجهل مسماها الحقيقي إنها «غباء».