لا ادري لماذا .. كلما تحدث مسئول غربي عن الثورة في تونس او مصر او في ليبيا المنكوبة حاليا بحاكمها المتغطرس وضعت يدي على قلبي خوفا وجزعا مما سوف يقول ويفكر ويخطط له .. لا ادري لماذا شعرت بغضب وإحباط شديد عندما زارت اليو ماري وزيرة خارجية فرنسا المستقيلة تونس الأسبوع الماضي قبل استقالتها بيومين فقط .. وهي التي أعلنت للرئيس المخلوع استعدادها لإرسال الشرطة الفرنسة الخاصة المدربة لقمع المظاهرات في تونس أثناء ثورتهم ؟؟ وكأن الشعب التونسي من بين شعوب العالم ليس له الحق في العدالة والمطالبة بحقوقه .. ولا ادري لماذا .. كلما شاهدت متحدثا من الغرب يتحدث عن حقوق الشعوب العربية تذكرت فلسطين وشعبها المقهور بدعم ومناصرة عنصرية غربية منحازة لإسرائيل ولا زال الدعم والانحياز مستمرا .. كلما تحدثوا عن الحقوق والعدالة تذكرت بيوت الصفيح وحواري المخيمات البائسة التي يعيش فيها أطفال فلسطين المشردون من ديارهم منذ اكثر من ستين عاما حتى الان ومازال الوضع مستمرا .. وتذكرت ان الذي بين الشعوب العربية والغرب أزمة ثقة كبيرة مفقودة ومستفحلة ليس من السهل معالجتها .. أزمة تجعل الشعب العربي يتساءل وهو متسمر امام شاشات التلفزيون يتابع ويشاهد الساسة الغربيين وهم يتلونون بالف وجه ووجه في كل يوم وليلة .. يقترحون أو يبررون او ينصحون الحكومات في اتخاذ قرارات جديدة ويتساءل .. ماذا يريد الغرب منا الان .. فمنذ معاهدة سايكس بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم الوطن العربي بينهم كتركة ورثوها لأنفسهم عام 1916 م مرورا بوعد بلفور رئيس وزراء بريطانيا لليهود في فلسطين بعده بعام فقط 1917م وصولا الى حصار غزة المستمر منذ سنوات على شعب اعزل فقير .. رأينا كل شيء بشع وغريب في سياساتهم ضدنا وضد شعوبنا في المنطقة زادنا سوءا ومظلمة على أيديهم ولم نر نصرة للحق ولا للعدالة لا في مجلس الأمن الذي رفضوا فيه قبل أسابيع فقط حتى حق الفلسطينيين في منع استعمار واحتلال وسرقة المزيد من أراضيهم كل ذلك يجعلنا نتساءل وبصراحة .. ما الذي يريده الغرب الان من الوطن العربي ومن الشعوب العربية وهي تثور وتموت من اجل حريتها وكرامتها .. او ليسوا هم من غزا العراق ودمره وقتل أبناءه بقرارات مزيفة وادعاءات كاذبة ثم قالوا اننا نجلب الديمقراطية لشعوب المنطقة .. ورأينا ماهي الديمقراطية التي جاءوا بها على ظهور الدبابات لشعب العراق.. رأينا تشجيع الطائفية والمناطقية والعنصرية في أبشع صورها ولكننا لم نر ديمقراطية .. رأينا السلب والنهب لخيرات البلاد والفساد والتعذيب في السجون السرية ولم ير الشعب العراقي منهم ديمقراطية ولا سلاما ابدا .. وأزهي الحضارات الإنسانية في الدنيا وقد تحول على يدهم الى أقليات دينية ومحاصصة طائفية ومذهبية على مقاس المصالح الغربية والطامعين في خيرات العراق وأرضه منذ زمن بعيد .. رأينا كل شيء بشع وغريب في سياساتهم ضدنا وضد شعوبنا في المنطقة زادنا سوءا ومظلمة على أيديهم ولم نر نصرة للحق ولا للعدالة لا في مجلس الأمن الذي رفضوا فيه قبل أسابيع فقط حتى حق الفلسطينيين في منع استعمار واحتلال وسرقة المزيد من أراضيهم .. ولا حتى في الجمعيات والبرلمانات المنتخبة لديهم .. والآن تريد السياسة البرغماتية الغربية والأمريكية بالتحديد ان تغفر الشعوب العربية لها خطاياها .. ان تسامحها عن كل شيء من دون اعتذار .. ان تقبل من جديد إعادة صياغة علاقاتها وحضورها العربي حتى لا تخسر مصالحها التي بنيت اصلا على الاستحواذ والاستثناء والخاص في علاقتها بتلك الأنظمة الدكتاتورية على حساب حقوق الشعوب وخيراتها .. مصالحها التي يحلو لها فيها دائما ان تبتز الأنظمة والحكومات المستبدة بالمليارات التي لا إرادة لشعبها في قراراتهم مثل حادثة لوكربي .. او من خلال صفقات التسلح المشبوهة دائما منهم .. وبعد .. ألا يحق للشعب العربي الآن ان يقول للغرب لا للمرة الأولى .. ألا يحق للعرب أن يضعوا اليوم معيار العدالة الغربية على المحك في فلسطين اولا وحتى عاشرا قبل الحديث عن اية نصائح وعلاقات جديدة ؟؟ ألا يحق للشعب العربي اليوم ان يصرخ بملء فيه ليقول لكم ايها الغرب العجيب الغريب .. اننا رغم حضارتكم وتفوقكم نخاف منكم ومن تدخلكم أكثر من أي شيء آخر منكم ؟؟