غيب الموت صباح أمس بمحافظة جدة الملحن السعودي الكبير «سامي إحسان» عن عمر يناهز ال «75» عاما، والذي كان قد أصيب بجلطة في يده اليسرى وانتقل على أثرها إلى أحد المستشفيات القريبة من منزله في وقت سابق، وقد صلي عليه عصراً في مسجد الفيصلية بجدة وسط جمع غفير من أهل الفن والإعلام ومحبي الفقيد، يتقدمهم الفنان محمد عبده ، عبد المجيد عبد الله، عبادي الجوهر، إضافة إلى رفاق دربه في مشوار التلحين. وللملحن «سامي إحسان» مسيرة فنية امتدت «50» عاما ، فهو أحد المساهمين في تأسيس فرقة موسيقية و كان عازفا فيها على «آلة الكمان» قبل أن يرأسها، حيث تعد هذه الفرقة أول فرقة موسيقية سعودية . كما قدم الموسيقار المعروف عددا كبيرا من الأعمال الشهيرة مع نخبة من نجوم الغناء في الخليج والوطن العربي منها أغنية «مالي ومال الناس» و «أنت محبوبي» مع فنان العرب محمد عبده ومع الراحل طلال مداح أغنية «مرت» ، «مري علي» و «تعالي نقسم الشكوى» وكذلك الفنان عبادي الجوهر ، علي عبد الكريم ، عبد المجيد عبد الله ، محمد عمر وعباس إبراهيم، في مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة، إلى جانب الفنانة الراحلة وردة الجزائرية في أغنية «بسمة قدر» والسورية أصالة نصري التي غنت من ألحانه «توأم الروح». ويعد «سامي إحسان» أحد أهم مكتشفي المواهب السعودية والعربية، حيث قدم العديد من الأسماء الفنية العربية للساحة الفنية، ومن أهم هذه الأسماء، الفنانة المغربية الراحلة رجاء بالمليح، سمية قيصر ، ماجدة عبد الوهاب، إلى جانب نجوم الأغنية السعودية الذين قدمهم للساحة الغنائية وهم: عبد المجيد عبد الله، عباس إبراهيم وغيرهما من المواهب. وحول هذا الموضوع تحدث ل «اليوم» نجل الموسيقار الفنان «محمد سامي إحسان» قائلا : الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قدر الله وما شاء فعل. إن فقد الوالد أمر عظيم ومصاب جلل، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين، وأضاف «إحسان» خبر وفاة والدي نزل علي كالصاعقة لكنها إرادة الله وسنة الله في خلقه والفقيد قدم طوال مشواره الفني خدمة كبيرة للفن وأهله سواء من ناحية الألحان التي تغنى بها كبار نجوم الأغنية في الوطن العربي أو من ناحية المواهب الشابة التي قدمها للساحة التي وضعت لها موطئ قدم وحققت نجاحات عدة. وأشار إلى أن والده رحمه الله قدم أكثر من 600 عمل فني. كما أنه يصنف من عمالقة التلحين في العالم العربي، وله ألحان خالدة سواء وطنية أو عاطفية، فهو مدرسة فنية تخرج فيها العديد من النجوم. كما قدم «إحسان» شكره وتقديره لكل من واساه وأسرته في فقيدهم من كل أبناء الوطن ومن الخليج والعرب الذين قدموا تعازيهم سواء حضوريا أو هاتفيا، داعين العلي القدير لوالده بالرحمة وللجميع بالتوفيق وألا يريهم الله أي مكروه. من جانبه قدم الفنان عبادي الجوهر التعازي والمواساة لأبناء الفقيد ودعا الله أن يسكنه الجنة وأن يجبر عزاء أسرته ويلهمهم الصبر والسلوان، وبين الجوهر أن «سامي إحسان» قامة فنية كبيرة ورحيله خسارة لكنه قدر الله في عباده. من جهته عبر الفنان علي عبد الكريم عن حزنه العميق على وفاة الموسيقار «سامي إحسان» ، فإن كان الفن قد فقد أحد أعمدته في التلحين فنحن قد فقدنا الأخ الكبير وصانع النجوم، حيث خدم فنه بكل إخلاص وقدم أروع الألحان والأعمال التي يتردد صداها حتى وقتنا الحاضر، وبين عبد الكريم أن الملحن الشهير كان ذا خلق رفيع ومحبوبا من الجميع، وكان حريصا كل الحرص على أن يظهر الفن السعودي في أبهى صوره، وختاما أدعو الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يربط على قلب أهله وذويه وينزل السكينة عليهم .. و «إنا لله وإنا إليه راجعون».