شكل عنوان صحيفة مصرية بالأمس، تعليقاً على التشكيل المعاون الذي اختاره الرئيس محمد مرسي الاثنين والذي جاء عنوانها «فريق مرسي الرئاسي إسلامي .. إلا قليلاً» أوضح تعبير عن حالة الجدل التي تسود مصر، ما بين مرحب، ومعارض ومتحفظ. رغم اتفاق الجميع على أن الرئيس له كامل الحرية في اختيار معاونيه منتقدين قلة عدد اليساريين والشباب في الفريق الرئاسي. بالإضافة إلى غياب بعض الشخصيات البارزة مثل الدكتور محمد البرادعي والعالم الكبير احمد زويل وفاروق الباز. (اليوم) استطلعت بعض الآراء حول الفريق، وسجلت وجهات نظرهم التي ننقلها في هذا التقرير .. لا يقدم ولا يؤخر في البداية قال نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن الفريق الرئاسى الذى أعلنته رئاسة الجمهورية «لا يقدم ولا يؤخر» وليس له دور حقيقى، لافتاً إلى أنه جاء لترضية بعض العناصر، لأن مهام هذا المجلس استشارية خلف الأبواب المغلقة، ويبقى صاحب القرار هو الرئيس، ومن هم وراءه من جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد. وأضاف زكى فى تصريحات ل»اليوم «، أن الفريق الرئاسى مجرد عدد من الشخصيات، وهم مجرد أناس يؤخذ برأيهم أو لا يؤخذ، فهم مجرد واجهة بلا سلطات أو صلاحيات، وليس لهم دور حقيقى، فقد يكلف الرئيس أحدهم بدراسة ملف معين، وفى النهاية لا يأخذ بنتائج هذه الدراسة. وأوضح أن الرئيس يمكنه أن يستشير ما يريد أيضاً من خارج هذه المجموعة، ويأخذ برأيها ويترك ما انتهى إليه الفريق الرئاسى، ولذلك لا يجب أن نعطى لهذا التشكيل أهمية لا يستحقها. ومن جانبه قال السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة، إنه يتمنى التوفيق للفريق الرئاسى، وأن يقوم بأداء عمله على أكمل وجه، إلا أنه يتعجب من عدم تحديد مهام محددة، فمثلاً لا يوجد مستشار للشئون الاقتصادية ولا يوجد مستشار مسئول عن تنفيذ مشروع النهضة، وهو برنامج الدكتور محمد مرسى. حركة 6 ابريل أصدرت بيانا حصلت «اليوم» على نسخة منه تؤكد فيه أنها لا تعترض على الأسماء الموجودة في الفريق الرئاسي فكلهم من رموز الحركة الوطنية المصرية عدا طنطاوى والجنزورى، ونتمنى لهم كل التوفيق.وأضاف أن التشكيل يميل إلى المناصب الشرفية، ويغلب عليه الطابع السياسى لتمثيل أطياف المجتمع، لكن كنا نرغب فى أن نفهم من خلاله رؤية الرئيس للمرحلة القادمة .. وانتقد «كامل» غياب شخصيات مؤثرة ولها باع طويل من الخبرة عن التشكيل الرئاسى مثل الدكتور أحمد زويل، فهو تقريباً يعمل مستشاراً للرئيس أوباما فكيف لا يتم الاستفادة به لصالح مصر، إلى جانب الدكتور فاروق الباز العالم الكبير، وإذا قصدنا العالم السياسى، فإن غياب الدكتور محمد البرادعى عن التشكيل خسارة فادحة. وأعرب عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى، والقيادى السابق بحزب التجمع، عن احترامه لجميع الشخصيات التى تم اختيارهم ضمن الفريق الرئاسى المعاون للرئيس محمد مرسى، مشدداً على أهمية أن تكون هيئة لها نظام عمل، بالإضافة إلى احترام توجهاتهم. وأشار شكر إلى أن التشكيل لا يعبر عن كل فئات المجتمع المصرى بجميع تياراته، سواء على مستوى الشباب والمرأة، لافتا إلى خلو القائمة من اليساريين والناصرين، قائلا : أمر طبيعى أن تضم القائمة عدداً من الإخوان ومعظم المحيطين بالدكتور مرسى إخوان، منتقداً وجود شخصيات تنتمى إلى هذين التيارين مساندين للدكتور مرسى. وأكد شكر على أحقية الرئيس فى اختيار الطاقم الاستشارى المعاون له، مشيرا إلى أن السياسات التى يتبعها الدكتور مرسى ستكون الفيصل بينه وبين الشعب، مؤكداً على تأييده للقرارات التى ستتخذ لصالح الشعب، ومعارضته للقرارات التى ستتعارض مع المصالح والحريات العامة. ومن جانبه أوضح النائب السابق بمجلس الشعب مصطفى النجار أن الرئيس محمد مرسي سيتحمل مسؤولية اختياره للفريق الرئاسي ، وكتب عبر تغريدة له على «توتير»، «إلى الساخطين على اختيارات الرئيس دعوا الرجل يختار من يريد لأن هذا حق له وسيتحمل مسئولية اختياراته وهذه وجهة نظره فلنحترمها مهما اختلفنا معها». وأصدرت حركة 6 ابريل بيانا حصلت «اليوم» على نسخة منه تؤكد فيه أنها لا تعترض على الأسماء الموجودة في الفريق الرئاسي فكلهم من رموز الحركة الوطنية المصرية عدا طنطاوى والجنزورى، ونتمنى لهم كل التوفيق خصوصاً أن الفريق يضم مجموعة من قامات مصر السياسية ولكننا نعتب على الرئيس مرسى قلة نسبة الشباب بالفريق على عكس المتوقع، مؤكدة على دعمها للرئيس وفريقه فى أى قرار يصب فى مصلحة البلاد والوقوف كمعارضة قوية فى أى قرار يعيد البلاد خطوة للوراء. جدل بين الأقباط من ناحية أخرى سادت حالة من الجدل بين النشطاء الأقباط بعد أن قام الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بتعيين كل من المفكر والكاتب سمير مرقص ليشغل منصب مساعد الرئيس للتحول الديمقراطى، وكذلك رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسة لجماعة الإخوان المسلمين ضمن الهيئة الاستشارية للرئيس. ووصف كمال زاخر، المفكر القطبى، والعضو المؤسس بالمجلس الاستشارى القبطي، تعيين «حبيب» و»مرقص» ب»موظفين فى دائرة الرئاسة» لتنفيذ التعليمات، نافياً أن يكون لهم أى صلاحيات وتم تفريغ الموقع من مسئولية حقيقية تقع على عاتقهم. وأشار زاخر في تصريحات ل»اليوم» إلى أن «مرسى» قد نكث بوعوده لأنه وعد بتعيين نائب قبطى ولكن تعيين القبطيين هنا ضمن فريق معاونين ومساعدين، لذا فهم مجرد سكرتارية، فهناك فرق بين المساعد والمستشار والنائب. وقال «زاخر» : لا نستطيع أن نمنع الرئيس من أن يختار مساعديه أو أن نفرض عليه رؤية معينة، كما لا نريد أن يمثل الأقباط على أرضية دينية فى الرئاسة بمعنى، الهدف من تعيين القبطى لتكون رسالة لتفعيل مشاركة الأقباط فى القرار السياسى وليس المشهد السياسى. من جهتها أكدت جورجيت قللينى، عضو مجلس الشعب السابق، أن تعيين رفيق حبيب لهذا المنصب ليمثل جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، وليس لتمثيل الأقباط، مضيفة أن اختيار سمير مرقص موفق، خاصة أن له باعا فى الفكر والعمل الميدانى عندما شغل نائب محافظ القاهرة. وأعربت «قللينى» عن استيائها من عدم وجود اختصاصات واضحة للفريق الرئاسى، ولا معايير واضحة للتعيين، متسائلة عن جدوى اختيار السلفى عماد عبد الغفور، ليشغل منصب مساعد الرئيس للتواصل المجتمعى، فهذا المنصب يحتاج لشخصية عليها قبول اجتماعى لتستطيع التواصل مع كل تيارات وأطراف المجتمع، وليست شخصية من فصيل معين.