يقضي الشاب سنواته الاولى من عمره في التعليم الاساسي ليحقق افضل الدرجات لدخول الجامعات المرموقة، ثم يتخرج ذلك الشاب اليافع ليلتحق باحدى الشركات الكبيرة التي تستهلك طاقته وحماسه في تطور هذه الشركة ونجاحها. يندمج ذلك الشاب المميز تلقاءيا مع الشركة ويطمح للارتقاء الوظيفي بها، لتمضي به سنين عمره ما بين دراسة وتعليم ووظيفة واجتهاد، ولا يكون هناك وقت كاف لتجربة العمل الحر وتأسيس تجارته الخاصة. ان هذه الدوامة المستمرة تجعل من الصعب على الشاب او الشابة بدء تجارتهم الخاصة، اذ ان الوظيفة يتبعها زواج والعمل التجاري يتطلب رأس مال ووقت وهو ما يتعارض غالبا مع ساعات العمل الوظيفية. يجب الانتباه إلى أن الوظيفة دائماً ما تستهلك الشخص ، ومن هنا يجدر بالشاب مساءلة نفسه دائماً هل ما يريده حقاً هو الوظيفة مهما كان موقعه منها أم أنه يريد العمل الحر . ان النتيجة التي اود الوصول اليها هي ان دورة الحياة الطبيعية لا تخول للشاب بدء عمله التجاري بسهولة، ولذلك عليه ان يقدم جهدا مضاعفا في سنوات عمله او دراسته الاولى لتكوين عمله الخاص به. كذلك يجب الانتباه إلى أن الوظيفة دائماً ما تستهلك الشخص، ومن هنا يجدر بالشاب مساءلة نفسه دائماً هل ما يريده حقاً هو الوظيفة مهما كان موقعه منها أم أنه يريد العمل الحر ويفضله عما سواه. ان المميز من الشباب هم دائما في المواقع المتقدمة بالشركات والمنظمات، وهم قادرون بنظري الى ان يكونوا بالمواقع المتقدمة في عالم المال وريادة الاعمال. ان ما يحتاجونه لتحقيق ذلك هو فقط عبور جسر من التعب والجهد المضاعف ينتقلون به من شاطئ العمل الوظيفي الى شاطئ العمل الحر، لتتضاعف الانتاجية والنقلة النوعية. ان الصعوبة التي نقصدها بالتحول من الوظيفة للعمل الحر هي تلك المتعلقة بعدم وجود التمويل الكافي، وعدم اتساع الوقت، وقلة الخبرة. وحتى يتم التغلب على ذلك فانه يجب معالجة موضوع التمويل عبر وضع خطة توفير مالي اضافة الى تصغير المشروع قدر الامكان حتى يتمكن الشاب من تأسيس عمله الخاص، واما الخبرة فانه يمكن تحصيلها عبر البدء بعمل مصغر للمشروع بصورة جدا مبسطة لاكتساب الخبرة من دون التعرض للمخاطر. وختاما فان الوقت هو العامل الرئيسي الذي يجب على الشاب ان يضاعف منه خلال سنوات عمله الاولى حتى يتمكن من الانتقال من عالم الوظيفة الى فضاء التجارة!