بكل مشاعر المحبة أقول لكم كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأدعو رب العباد ان يتقبل صيام وقيام جميع المسلمين وأن يحفظ لهذا البلد مليكه وأمنه من كل شر ، وعودة الى الموضوع القديم الجديد وهو ، لماذا لا تتوجه المملكة الى الاستحواذ على استثمارات خارجية في ظل الفرص المتاحة في العديد من الدول أو دعونا نسميها الأسواق الواعدة ؟ وطرح هذا الموضوع ليس هو الاستثمار لمجرد حب الاستثمار بالخارج او هنا وهناك ، ولكن في واقع الأمر وفي هذه الفترة تحديدا ، قد تكون الفرص مهيأة تماماً للمملكة لمثل هذا النوع من الاستثمار وهذا يرجع إلى عدة أسباب أهمها ، ان المملكة تملك احتياطيا نقديا هائلا يعتبر الثالث عالميا بعد الصين وألمانيا ، وثانيا ان نوعية الفرص المتاحة ممكن تصنيفها الى انها نوعية او إستراتيجية وبالتالي فعوائد الاستثمار ستكون عالية ومخاطر الاستثمار ستكون قليلة ، وثالثا ان توجه المملكة نحو هذه الإستراتيجية ، يفتح آفاقا اخرى اضافة الى إمكانية توظيف الموارد البشرية السعودية في هذه الاستثمارات ، وبالتالي سيكتسب الموظفون السعوديون الخبرة والمعرفة من خلال عملهم في اسواق دولية او خارجية ، شخصيا ، أتطلع للاستثمار بالخارج لمنح المواطنين السعوديين المؤهلين الاحتكاك الخارجي واكتساب مهارات العمل في الاسواق الدولية وكسب المعرفة ، وهذا في واقع الامر ليس بالتجربة الاولى لنا في هذا المجالورابعا ان العديد من الدول تطلب مساعدات مادية من المملكة لإقامة مشاريع أساسية او إستراتيجية في بلدانهم ، و عادة ما تقوم المملكة بمنح هذه الدول القروض المطلوبة والتي ممكن ان يطلق عليها انها دون عوائد اقتصادية ملموسة ويغلب تأثيرها الايجابي السياسي على الاقتصادي . الاسبوع الماضي تداولت الصحف الإعلامية عن مجموعة من الاستثمارات الخارجية التي قامت بها دولتا قطر والإمارات ، وان كانت هذه الاستثمارات ليست بمستغربة ولن تكون الاخيرة، فهذه الاستثمارات هي امتداد لسلسلة كبيرة من الاستثمارات التي قامت بها تلك الدول في السنوات الاخيرة ، وقبل دولة قطر والإمارات كانت قد سبقتهم دولة الكويت منذ عدة عقود ويوجد لديها تراكم خبرة كبير في هذا المجال ، ونتساءل احيانا ، لماذا لا نستثمر خارجيا ولدينا كافة المقومات والأسباب والظروف المناسبة ، وقد ينتقد البعض الاستثمار خارجيا بما حدث لقيمة الصناديق السيادية للدول التي اشرنا اليها من انخفاض عال اثناء بداية الأزمة المالية العالمية بداية العام 2008 ، ولنفس السبب قد يكون الحافز للاستثمار عاليا جدا، حيث القيمة السوقية مشجعة للاستثمار في الوقت الحالي ، نتيجة الانخفاض الذي اشرنا اليه. شخصيا ، أتطلع للاستثمار بالخارج لمنح المواطنين السعوديين المؤهلين الاحتكاك الخارجي واكتساب مهارات العمل في الاسواق الدولية وكسب المعرفة ، وهذا في واقع الامر ليس بالتجربة الاولى لنا في هذا المجال فشركة أرامكو السعودية أرسلت موظفيها السعوديين للعمل بمكاتبها الدولية في الولاياتالمتحدة وغيرها وكذلك شركة سابك ونشاهد الان الاتصالات السعودية عبر ذراعها الخارجية شركة فيفا ، وبكل تأكيد هناك شركات سعودية اخرى تنتهج نفس النهج ، ولكن نتطلع الى ان يكون هذا التوجه ممنهجا وتحت مظلة الحكومة في منح الفرص الوظيفية للسعوديين في شركات تستحوذ الدولة على جزء منها. [email protected]