قبل عدة اسابيع، غالبية المتابعين والمهتمين بالشئون الاقتصادية المحلية كانت تتابع وتشارك في القضايا الناتجة عن وضع سوق العقار في المملكة ، وكان ذلك يتم عبر عدة وسائل ومن عدة اطراف سواء كانوا العقاريين او المستهلكين او الذين يتطلعون الى امتلاك عقار او اصحاب المصلحة في إصلاح هيكلة السوق العقاري وملكيته، ناهيك عن مزادات هنا وهناك وكذلك إعلانات بيع المساكن تنتشر ومشاريع الإسكان الحكومية تتقدم خطوات الى الامام، وكذلك وضع القروض بين التسهيلات الممنوحة والفوائد القاتلة ويبدو ان هذا العنصر هو المشترك بين كل الاحتمالات التي تؤدي الى امتلاك عقار ، وسوف يأتي يوما نحتاج فيه الى معلومة (من يمتلك مسكن دون رهن او قرض). ووسط زحام العقارات وبين الواقع والأحلام ، استيقظ المارد الآخر في حراك السوق، ليكون حديث الشارع والوسط الاجتماعي خلال فترة بسيطة جداً ، تذكرنا بما كان يحدث قبل عدة اعوام ، والغريبة انني اسمع نفس اللغة وهي ان (ضخامة مبالغ التداول في سوق الأسهم ناتجة عن استثمار السيولة المخصصة للعقار) ، كذلك دعما لهذا الموقف فأصحاب الأمنيات يتوقع ان السوق العقاري يشهد تراجعا وتباطؤا خلال الفترة القادمة نتيجة توجه سيولة السوق العقارية الى سوق الأسهم ، فكما يعلم الجميع ان غالبية المتداولين هم من قليلي الخبرة ويفضلون ان يكونوا مع الجماعة !!!. فالمطلوب عاجلا هو ايجاد وإيضاح قراءة لما يحدث من تغيرات في السوق لكي لا يتعرض المجتمع الى ضربة اخرى ، قد تفقد ما تبقى من توازن ، قد يطيح بهم للابد. في واقع الامر ، لا اريد ان اذكر بما حدث من كوارث اجتماعية بالدرجة الاولى، نتيجة انهيار سوق الأسهم في فترات سابقة، وهذا لا يعني انني احذر من الاستثمار بسوق الأسهم السعودي او ان السوق ضعيف او الافضل هو بالاستمرار في الاستثمار في السوق العقاري ، بل ما اعنيه هو الوعي والادراك والتخصص من قبل المستثمرين، ومستوى معقول من الشفافية والوضوح بسير حركة السوق بشكل واضح ودون ترغيب او ترهيب من المسئولين والإعلام بشكل خاص ، وبدون مساعدة مباشرة او غير مباشرة سواء كان هذا بحسن نية او لا ، فالمطلوب عاجلا هو ايجاد وإيضاح قراءة لما يحدث من تغيرات في السوق لكيلا يتعرض المجتمع الى ضربة اخرى ، قد تفقد ما تبقى من توازن ، قد يطيح بهم للابد. وبالتأكيد اننا ليس الوحيدين في العالم من يتعرض لهذه الاحداث فالعالم مليء بالاحداث والقصص المشابهة ، ولكن ما يهمني هو ان ندرك اننا تعلمنا من دروس سابقة وان لا ننسي انها كانت قاسية ، وان تغيرا في المنهجية من قبل المستثمرين ان حدث سيخلق توازنا ومهنية في المعاملات والأداء ستنعكس إيجابا بكل تأكيد على الوضع الاقتصادي وقبله الاجتماعي، اذا الجميع مسئول ان يبحث عن المعلومة السليمة والصحيحة والتي تؤثر في قراره الاستثماري ، وكذلك الجهات المسئولة مطالبة ان تعمل على مبادئ الإفصاح ليس على مستوى سهم الشركة بل على مستوى ما يجري من احداث في السوق. [email protected]