بعد الأداء الإيجابي لسوق الأسهم السعودي خلال الأسبوع الماضي والذي من خلاله استطاع أن يكسب ما يربو على مائة نقطة نلاحظ عودة روح التفاؤل تدريجيًا بين المتداولين، وقد اتضح لنا ذلك من خلال ارتفاع في قيم التداولات بنحو نصف مليار ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله، كما شهدت السوق عودة روح المضاربات وذلك من خلال الارتفاعات الملحوظة على الأسهم الصغيرة وثبات على الأسهم القيادية مما يفسّر حالة ارتفاع أحجام التداول في القطاعات المضاربية كالتأمين والزراعة والإعلام والنشر. لكن شهدت الأسواق العالمية نهاية الأسبوع المنصرم هزة عنيفة تراجعت على إثرها أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية بما يزيد على 2%، أما أسعار النفط فقد كسرت دعومًا مهمة قد تؤثر على أدائها خلال الأسابيع القادمة بشكل سلبي، وكان خام وست تكساس - الذي يُعدّ أهم منتج مؤثر على أداء السوق السعودي قد كسر حاجز الدعم الأول عند 80 دولارًا ولم يبق له كملاذ أخير إلا مستوى 75 دولارًا، فكسر هذا الأخير يعني تسارع وتيرة النزول مما يعزز سيناريو الأداء السلبي عليه لبقية العام. أما الذهب فلم يكن أحسن حالًا من سابقيه، فقد خسر يوم الخميس أكثر من 40 دولارًا في جلسة واحدة كأسوأ ثاني أداء له خلال عام واحد. من ناحية التحليل الفني فنجد أن المؤشر العام استطاع الإغلاق نهاية الأسبوع فوق مقاومة 6800 لكن يجب عليه أن يحافظ على هذا الإغلاق نهاية هذا الأسبوع لكي يستهدف بعد ذلك مناطق 6928 – 7100، وقد كان هذا الأداء السلبي مخيّمًا على الأسواق العالمية بسبب قرار الفيدرالي الأمريكي بعدم إقرار خطة تيسير كمي جديدة، بمعنى عدم ضخ سيولة جديدة في البنوك و الأسواق، و الاستمرار في شراء سندات الخزانة الأمريكية من الدائنين حتى تُخفّض الالتزامات بعيدة المدى عن كاهل الحكومة. ولا شك في أن أكبر قطاع متأثر بهذه العوامل في سوق الأسهم السعودي هو قطاع الصناعات البتروكيماوية، فانخفاض أسعار النفط تعني تراجعًا في أسعار المنتجات البتروكيماوية عالميًا مما يعني انخفاضًا في ربحية الشركات و تراجعًا في معدلات النمو. أيضًا نجد أن هذه الأمور قد ترفع درجة الحذر عند شركات قطاع المصارف لما لهذه الأمور من تأثير على تخفيض معدلات الإقراض للشركات وارتفاع معدل الودائع نتيجة احتفاظ المستثمرين بأموالهم لعدم ثقتهم بأحوال الأسواق وتقلباتها غير المتوقعة خلال الأشهر القليلة القادمة. أما من ناحية التحليل الفني فنجد أن المؤشر العام استطاع الإغلاق نهاية الأسبوع فوق مقاومة 6800 لكن يجب عليه أن يحافظ على هذا الإغلاق نهاية هذا الأسبوع لكي يستهدف بعد ذلك مناطق 6928 – 7100، لكن في جميع الأحوال، وحتى تكون الأمور ضمن نطاق السيطرة، يجب عدم كسر دعم 6600 لأن كسر هذا الدعم يعني تأكيد المسار الهابط للمؤشر . أما من ناحية تحليل القطاعات فنجد أن السلبية لا تزال مسيطرة على قطاع الصناعات البتروكيماوية خاصةً سهم سابك وعدم قدرته على تغيير اتجاهه صعودًا حتى الآن. كذلك نجد السلبية ظاهرة على قطاعات المصارف و الاتصالات والاسمنت. في المقابل نجد أن المؤشرات الفنية إيجابية على قطاعات الاستثمار الصناعي والتطوير العقاري وشركات الاستثمار المتعدد.