لم تجد الأسرة السعودية طريقة للتعبير عن مدى حزنها وبالغ ألمها في مصاب الوطن بفقده نايف الأمن إلا من خلال الدموع والصمت التي ربما تكون هنا أبلغ من أن يتحدث المكلوم بما في نفسه, فالجميع حزين، حيث الأب يعدد لزوجته وأطفاله مناقب الراحل العظيم بعد أن تابعوا مراسم الصلاة والعزاء عبر وسائل الاعلام في جو خيّم عليه الحزن. الأطفال هم كذلك يشاركون الجميع الحزن وإن كانت مشاركتهم التعبير عن فقد نايفنا الغالي لا تتعدى تقليد الآباء والكبار، المواطن عبدالله العمري يقول: «لا شك أن فقد الوطن لمثل شخصية الامير نايف بن عبدالعزيز يعد خسارة كبيرة لاسيما في المجال الأمني الذي أثراه الأمير «طيب الله ثراه» بعظيم تجاربه وخلاصة فكره السياسي المحنّك وفي هذا المقام الحزين لا يسعني إلا أن أرفع أحر التعازي لمقام والد الجميع ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي المخلص في وفاة رمز من رموز الإخلاص والتفاني في خدمة الدين والوطن والشعب». وذكر العمري أن قائداً أمنياً بحجم الأمير نايف هو بمثابة مدرسة تتعلم من تجاربه الأجيال القادمة. وأضاف العمري: «الامير نايف يعتبر اكثر من شخص في شخصية واحدة، فهو عضيد الملك الأيمن في وقت العسر واللين، ورجل الأمن الأول في التصدي للإرهاب والمجرمين، والسياسي المحنك في الازمات، فهو على الرغم من ثقل ملف الإرهاب، إلاّ أن ذلك لم يشغله عن حمل حقيبة الأمن في محاربة الجريمة والمخدرات، كذلك القوة والصرامة والانسانية في شخصيته فهو رجل الدولة والأمن والفكر والثقافة والأدب، وهو راعي الحملات الإنسانية والاغاثية للشعوب المنكوبة، كذلك كان يسعى لتنمية الجوانب المعرفية والمهارية، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية والإسلامية والصديقة في إطار تعزيز مفهوم الأمن الشامل، وحماية المجتمعات من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية المحيطة بها. أما عامر الشهري فقال: يسألني طفلي ذو العشر سنوات عن هذا الرجل العظيم ولماذا تتناول القنوات الفضائية خبر وفاته بهذا الشكل الكبير فقلت له إن هذا هو الأمير نايف بن عبدالعزيز أخو والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وهو رجل عظيم له قدره في بلادنا وجميع دول العالم فهو رحمه الله الذي سعى إلى القضاء على الإرهاب والارهابيين الذين عثوا في بلادنا، وعمل طوال حياته على بناء نظام أمني قوي يدافع عن الوطن ويحمي المواطن والمقيم من أيدي العابثين والإرهابيين. ويشير قائلاً لعل طفلي لم يفهم بعض ما أقول ولكن سؤاله عن وفاة نايف الأمن يدلّ على شعوره بما يحدث حوله وشيءٍ من انتمائه كونه أحب هذا الرمز من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام عن مآثره الطيبة وخدماته الجليلة لا سيما في أمور الأمن في هذه الأرض المباركة. أما أم أصيل فتقول: في الواقع أن فقد رمز العدل والأمن ووزير الداخلية يعد صدمة لكل مواطن ومواطنة غيورين على وطنهم ومنتمين له ومصابنا في نايف الأمن مصاب كبير ولكن نسأل الله العظيم أن ينزله منازل الشهداء نظير ما قدمه لدينه ووطنه وشعبه ونحن واثقون بولاة أمرنا حفظهم الله ففيهم الكفء القادر على أن يسدّ ثغرة الأمن بعد فقيدنا نايف ونحن معهم في المنشط والمكره وهذا مصداقا لمقولة فقيدنا الغالي الشهيرة عندما قال «المواطن هو رجل الأمن الأول» لذلك نحن في خدمة وطننا بالغالي والنفيس. وتضيف أم أصيل: «نحن شعب مغبوط على نعمة الامن والامان الذي نعيشه في هذا الوطن الكبير، وهذه النعمة في الواقع نستمدها من شخصية الامير نايف «رحمه الله» فهذه الشخصية قيادية بمنعى الكلمة، والانجازات التي تحققت في قطاعات وزارة الداخلية هي دليل على حنكته وبصيرته في قيادة هذه القطاعات المهمة في الوطن، ولكن عزاءنا الوحيد هو أن يغفر له الله ويرحمه ويسكنه واسع جناته وأن يلهم أبناءه وأحفاده الصبر والسلوان انه القادر على كل شيء».