انتشرت ظاهرة المنتديات الخاصة والصوالين الأدبية في كل مدن المملكة تقريبا وتفوقت على بعض المؤسسات الثقافية.. واصبح بعضها يمتلك من الشهرة ما يفوق العديد من الاندية الادبية التي تراجع دورها كما يرى البعض.. حول هذه الظاهرة كان لنا هذا الاستطلاع مع بعض اصحاب هذه المنتديات والصوالين الادبية. ظاهرة صحية حماد السالمي (صاحب منتدى السالمي الثقافي في الطائف) ذكر أن المنتديات الثقافية والصوالين الأدبية الخاصة، كانت موجودة قبل تأسيس الأندية الأدبية الرسمية، وحاجة المجتمع تدعو إليها لأنها في عملها الثقافي مجردة من الأهداف والأغراض، وبعيدة عن التنازع والتشاجر الذي ينشب عادة في أوساط الأندية الأدبية فصاحب المنتدى الثقافي يدير عملاً ثقافياً مميزاً بجهود ذاتية، لا ينتظر دعماً من أحد، ويفرح إذا سد فراغاً، وهو متحرر من كل القيود الرسمية والإدارية التي عادة ما تكبل الأندية.. إن وجود هذه المنتديات والصوالين ظاهرة صحية، وهذا هو سبب نجاحها وتفوقها..النوايا تختلف وكذلك الآليات. إن عدد المنتديات الثقافية والصوالين الأدبية الخاصة في مدينة واحدة مثل الأحساء -على سبيل المثال- يفوق عدد الأندية الأدبية في عموم المملكة، فكيف إذا أحصيناها في كل المدن، وهذا مؤشر على أهمية هذه المنتديات والصوالين. حراك ثقافي دنيا حسن الجبر صاحبة (صالون الدنيا الثقافي) ذكرت أن الصوالين الأدبية حراك ثقافي صحي وظاهرة جيدة تتمتع بحرية الطرح بعيدا عن البيروقراطية والروتين الذي تخضع له الأندية الأدبية كما أنها تنم عن وعي بأهمية الثقافة وتؤثث لجيل راق يتفاعل مع الأحداث المحيطة ويقف بجانبها ممتلئا دراية وخبرة كما اعتقد أن الصوالين الخاصة خارج دائرة المنافسة مع الأندية الأدبية لأننا شعب لا يعترف إلا بالأشياء الرسمية ويتوجس خوفا من أي منشط غير رسمي ولكن اجزم أن مجرد وجود مناشط ثقافية متنوعة يمنح الحياة طعما مختلفا. اثنينية خوجة الدكتور نبيل المحيش صاحب (منتدى المحيش الثقافي) ذكر أن الصوالين الأدبية استطاعت أن تتفوق على كثير من المؤسسات الثقافية والأدبية لأسباب مختلفة بعضها يتعلق بالصوالين نفسها التي استطاعت أن تستقطب صفوة الأدباء والمثقفين في لقاءات حميمية بعيداً عن روتين المؤسسات الرسمية. وهناك أسباب تتعلق بالمؤسسات الرسمية ومنها الأندية الأدبية حيث استطاعت بعض الصوالين الأدبية أن تتفوق على كثير من الأندية الأدبية من حيث الحضور المتميز ومن حيث استقطابها للأسماء الأدبية اللامعة. ولعل من أسباب ضعف الأندية الأدبية هو الأزمة التي تعيشها الأندية الأدبية بعد الانتخابات التي جرت حيث جاءت في بعض الأندية الأدبية بأشخاص هم بعيدون عن الأدب والثقافة وهناك أمر آخر إيجابي لصالح الصوالين الأدبية حيث ان عدداً من الأدباء الذين خسرتهم الأندية الأدبية فتحوا صوالين أدبية في بيوتهم ومنهم د. عبدالمحسن القحطاني في جدة، وحماد السالمي في الطائف، ود. مسعد العطوي في تبوك ويحضرها صفوة الأدباء والمثقفين. ولا بد لي من الإشارة إلى واحد من أهم المنتديات الأدبية في بلادنا وهي اثنينية عبدالمقصود خوجة التي دأبت على تكريم واستقطاب الأدباء والنقاد العرب والأجانب. خصوصية وحميمية عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي سابقا وصاحب (أسبوعية عبدالمحسن) ذكر أن الساحة الأدبية واسعة ومتاحة لكل إبداع ولن تضيق ذرعا بوجود أي منشط ثقافي سواء الأندية الأدبية التابعة لوزارة الثقافة او المؤسسات الخاصة كالصوالين والمنتديات فلكل شيء رائحته للنادي الأدبي والمنتديات لها رائحتها لما فيها من خصوصية وحميمية والصوالين مهما بلغت لن تستطيع أن تنافس قامات كبيرة كالأندية الأدبية لها عمرها وتجربتها ودعمها. كما أن صاحب المنتدى متكفل بكل التكاليف واعتقد أن الزمن عائق للتنفيذ والانجاز السريع في الأندية, كنت رئيس ناد واعرف دهاليزه.. الأندية لا تموت ولكن تمرض. فروق كبيرة حسين العلي المشرف على (ملتقى السرد) ذكر أنه لا غرابة أن تكون هناك فروق كبيرة بين الأندية وبين المنتديات الخاصة أو الأهلية لكن الغرابة أن تكون تلك الفروق لصالح المنتديات الأهلية رغم محدودية الإمكانيات. فالمتابع عن كثب يتساءل كيف يمكن تغيير حالة الأندية الأدبية والتي تتردى حالتها كل يوم. فالأندية الأدبية تعاني فمعظم الأندية بالمملكة في حالة عدم وضوح رؤية لما يجب أن تقوم به فهي مقصرة لأنها منحت كامل الصلاحيات والحرية في اداء مهامها.. بعض الأندية صارت نشاطاتها تصب في العلاقات العامة وكأن المنتمين لها ممن وجب عليهم حمل الأمانة وخدمة الثقافة صار همهم توظيف مناصبهم لما يخدم مصالحهم.. الدولة قدمت ما لا يقدمه أي كان لتقوم النوادي برسالتها وبالتالي علينا أن نقولها بكل وضوح: النوادي الأدبية يجب عليها إن ارادت أن تتجاوز ازمتها أن تستعين وتفتح ابوابها لأصحاب الخبرات في المنتديات الأهلية الذين لديهم خبرة وهم ثقافي ومشروع فاعل في جميع الأنشطة الثقافية. ظاهرة صحية خليفة بن عبدالرحمن المبارك منسق الندوة في (احدية المبارك) ذكر أن ظاهرة الصوالين الأدبية الخاصة من العلامات الصحية التي تبين الحراك الفكري ومستوى الوعي العالي وخاصة أن أعمدتها مجموعة مرموقة من الأدباء والمثقفين والأكاديميين ونعتقد أن الندوات جميعها مكملة وداعمة لبعضها البعض.