كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل عن وجود مطالبات لوزارة الثقافة لتنظيم الصالونات والمنتديات الثقافية، وضمان استمرارها إلى جنب مع الأندية الأدبية الرسمية، مشيراً إلى أهمية إنشاء المزيد منها في المحافظات والمدن الصغيرة، التي لا تتوافر بها أندية أدبية، موضحاً أن هذا هو الحل الوحيد الذي يضمن انتشار العمل الثقافي في أرجاء المملكة. جاء ذلك في مستهل محاضرة وندوة عقدت مساء الجمعة الماضي، على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب، حول المنتديات والصالونات الأدبية، شارك فيها رئيس نادي جدة الأدبي عبدالمحسن القحطاني، فيما قدم الدكتور مرزوق بن تنباك ومحمد محفوظ وجميل المغربي قراءات في تجارب أحدية راشد المبارك ومنتدى الثلثاء الثقافي (جعفر الشايب) وإثنينية عبدالمقصود خوجة على التوالي، وختم سهم الدعجاني باستعراض سريع لكتابه حول الصالونات والمنتديات الثقافية. وهاجم القحطاني في محاضرته، كثرة وفردانية هذه الصالونات والمنتديات الثقافية في المشهد الثقافي السعودي، التي أوردها كتاب سهم الدعجاني، لافتاً إلى أن هذه المنتديات لم تقدم «إنجازاً حقيقياً» وقال: «كثير من هذه الصالونات لم تظهر للنور على رغم انشائها بشكل فردي قبل 35 عاماً وهي إما توقفت وماتت رضيعة، أو في فطامها وبعضها الآخر لم يُقِم سوى مناسبة وحيدة، كما أن كثيراً منها لم يطبع أي كتاب في مقابل أن بعضها إنما أسست لأصحابها وكرست لطباعة كتبهم، بدليل أن أحدها طبع حوالى 24 كتاباً لمؤسسها من أصل 33 كتاباً». من جانبه، أكد مرزوق بن تنباك، في ندوة الشهادات والتجارب، أن أحدية المبارك «انتقلت عبر مراحلها إلى شيء من التنظيم الداخلي الخاص، منذ إنشائها قبل 30 عاماً». وذكر أنها عنيت في محاضراتها «التي يديرها أكاديميون في بيئة مكاشفات علمية، بين الإنسانيات والعلوم الطبيعية»، مشيراً إلى استضافتها عدداً كبيراً من الساسة والمثقفين العرب. وتحدث محفوظ عن الدور الكبير الذي تقوم به المنتديات الثقافية، داعياً إلى تكوين رابطة وطنية تضم جميع المنتديات والثقافية، مستعرضاً في شهادته منجزات منتدى الثلثاء الثقافي منذ إنشائه عام 2000، وتعميقه قيم المواطنة والتواصل بين مكونات المجتمع السعودي، وتعرضه لعدد من المواضيع الثقافية وإصداراته الكثيرة. قال الدكتور مغربي إن الإمكانات لدى إثنينية خوجة «تفوق ما لدى الأندية الأدبية مجتمعة». وفصّل بإسهاب آلية عمل الحوارات المفتوحة وبرامج التكريم، التي شملت مئات العلماء والمفكرين والمثقفين رجالاً ونساءً، إضافة إلى الجانب التوثيقي الذي عنيت به الإثنينية، من خلال 159 مجلداً كبيراً. وعبر الدعجاني عن ندمه في سرد منتديات وصوالين لا تستحق الذكر في كتابه. وقال إن «تكريم وزارة الثقافة لأربع منتديات من أصل 60 منتدى وصالوناً أدبياً، دليل على وجود منتديات فاعلة ومؤثرة»، مستعرضاً بعضاً من النقاط حول الحاجة لإنشاء هذه الصوالين، «ما بين تكوين خطاب للرأي أو الوجاهة الاجتماعية».