من الطبيعي والبديهي أن هناك فروقاً واضحة وجليّة بين الجنسين الذكر والأنثى، هذه الفروق لا تعني تفضيل جنس على آخر بقدر ما تعني أن كلا الجنسين له مكوناته الخُلُقِيَّة والنفسية التي تؤهله للقيام ببعض الأعمال أفضل من الجنس الآخر. يتحدث كتاب»الفرق بين الجنسين»لمؤلفه الدكتور صلاح بن صالح الراشد، والصادر عن مركز الراشد للتنمية الاجتماعية و النفسية، بطبعته الثانية، عن هذه الفروق فيقدّم الكاتب رؤيته لكلا الجنسين لمحاولة فهم كلٍّ منهما الآخر بلغة مبسّطة، وبلغت صفحاته إحدى وثمانين صفحة. ويعتبر الكتاب من النوع الصغير وليس فيه لا أبواب و لا فصول إنما بعض المحاول الأساسية في نظر الكتاب التي من المفترض معرفتها من قبل الجنسين. ثم يتساءل: لماذا هذا الموضع؟ مجيباً، إن كلاً من الذكر و المرأة يحملان فروقاً قد يتسبب عدم إدراكها في مصاعب و مشاكل كثيرة كان بالإمكان تحاشيها لو علم الجنسان بها, فثمرة معرفة هذه الفروقات منها محاولة تقبل الطرف الثاني ثم التعاطف معه نواياه و ثم سيادة روح المحبة و الطمأنينة و بالتالي انتشار الصفات النفسية الحميدة في المجتمع و تربية الأجيال القادمة في أجواء أكثر سعادة. هذه الفروق لا تعني تفضيل جنس على آخر بقدر ما تعني أن كلا الجنسين له مكوّناته الخُلُقِيَّة والنفسية التي تؤهله للقيام ببعض الأعمال أفضل من الجنس الآخر. بعدها ينتقل الكاتب لاختبار معرفة القارئ بالفروق بين الرجل والمرأة ،وفيه تناول الكاتب ثلاثين عبارة ،على القارئ الإجابة عليها بصح أو خطأ ثم تحليل الإجابات ليستطيع القارئ متابعة القراءة للكتاب. بعدها يتحدث عن الفروق الجسمانية و البيولوجية بين الجنسين والتي من أهمها، اختلاف الكروموسومات, واختلاف الدماغ, واختلاف الهرمونات, واختلاف البنية الجسدية، ثم يتحدث عن الفروق السيكولوجية، حيث يؤكد أن الرجال والنساء مختلفون دون وعي منهما، وبالتالي فإن العلاقة بين الجنسين معرّضة لإشكالات كثيرة قد نصاب بالتوتر أو الغضب تجاه الطرف الثاني لأننا ننسى هذه الحقائق المهمة. بعدها يؤكد الراشد أن الفشل خوف الرجل الأول والرفض خوف المرأة الأول، فالرجل يريد أن يكون ناجحاً ويريد أن يشعر بالحاجة إليه فهو يعيش وراء هذا الهدف الرئيس, ويصاب الرجل بالإحباط والعزلة التامة بل الموت ببطء عندما يفشل فشلاً ذريعاً أو عندما يصل إلى مرحلة عدم احتياج الناس له، في المقابل فإن المرأة تريد أن تكون مرغوبة فهي تعيش في هذا المفهوم و تحب أن تشعر بأنها مهمة ،و إن زوجها بحاجة إليها و تصاب بالقلق أو الاكتئاب أو الغضب الداخلي عندما تشعر أنها مرفوضة و غير مرغوب بها. ثم يعدِّد الكتاب كيفية تخلص الرجل من الخوف والفشل بالنسبة للرجل، وكيفيّة تخلّص المرأة من الخوف من الرفض. بعدها يتحدث الكتاب عن الوقت التي يتحول فيه الرجل والمرأة لمشكلة تزداد يوماً بعد يوم في الحجم، ثم يذكر أكثر أسباب المشاكل بين المتزوجين. ينتقل بعدها لكيفية مساعدة المرأة للرجل بأسلوب يحترم كينونته ونفسيته، وكيفية مساعدة الرجل للمرأة بأسلوب يحتوي كينوتها وخصائصها النفسية، وذلك بتقبل محاولات الرجل من خلال تفهّم نواياه لإسعاد أسرته، وكذلك تقبل شكوى المرأة والاستماع لها دون تقديم أي حلول, فالمرأة قد لا تريد حلاً بقدر ما تريد الاحتواء والحنان. بعدها يتحدث المؤلف عن الاحتياجات الرئيسة للرجل، والاحتياجات الرئيسة للمرأة، متناولاً الأخطاء الثلاثة الشائعة لكل من الرجل و المرأة في الاتصال تجاه الطرف الثاني.