عنوان مغر بالقراءة..! خاصة إذا عرفنا بأن هذا العنوان هو نتيجة دراسة بريطانية، أجريت في جامعة الملكة ماري بلندن.تقول الدراسة بأن الزواج ربما يكون سيئاً على الرجل في حين أنه أمر جيد وطيب بالنسبة للمرأة..! وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين يتزوجون أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية من أولئك الذين يعيشون غير متزوجين في حين أن الوضع معكوس بالنسبة للمرأة..! لكن ثمة خبر أكثر ازعاجاً، وهو أن الرجل الذي يعيش أعزبَ ووحيداً يتعرض للاصابة بالاكتئاب. شملت هذه الدراسة أربعة آلاف رجل وامرأة في أنحاء بريطانيا. ووصلت الدراسة إلى ان الرجال والنساء الذين تصمد علاقتهم في البداية يتلقون الجائزة فيما بعد، حيث إنهم يصبحون أقل عرضة لمشاكل الصحة العقلية. هل فكر أحد في مجتمعاتنا في تأثير الزواج على الصحة العقلية أو النفسية للرجل أو للمرأة؟ وهل سيكون الناتج، كما هو في بريطانيا؟ اشك في ذلك كثيراً.. ولا أريد أن اكون متشائماً، واقول بأن معظم الزواجات عندنا تقوم على اشياء اخرى غير الحب والتناسب الفكري والثقافي بين الزوجين..! إن الزواج في مجتمعاتنا عملية مُعقدة، ففي الوقت الذي خطا فيه المجتمع خطوات ملموسة من الناحية التعليمية وأيضاً الثقافية، فالمجتمع السعودي، لا أبالغ إذا قلت بأنه واحد من أكثر المجتمعات العربية قراءة وثقافة في الوقت الحاضر..! إن هذا ليس مبالغة ولكن سمعته من كثير من الزملاء والزميلات العرب خارج الوطن العربي، حيث يستغربون المستوى الثقافي الذي وصل إليه المجتمع السعودي خلال فترة وجيزة..! لقد استغرب الكثيرون مثلاً ظهور أعمال أدبية جيدة لمواطنين سعوديين، سواء كانت شعراً أو قصة قصيرة أو رواية.. فأعتقد أن هذا الوقت هو الوقت الذي اصبح فيه المثقف السعودي يستطيع أن يبز فيه زملاءه في بقية بلدان العالم العربي. فبعد أن كان السعودي فقط هو القارئ النهم والذي يشتري الكتب بكميات كبيرة، والحريص على حضور معارض الكتب العربية، ربما يشكل القارئ السعودي المشتري الاول بين أوساط الفئات العربية الاخرى..! في مجتمعاتنا الزواجات تقوم على أمور أشبه بالصفقات بين العائلات، وليس بين زوجين مُحبين، وخلال عملي، كدت أن اصل إلى استنتاج بأن الزواج عندنا، ما هو الا صورة تكميلية للفتاة والرجل.. فهذا يريد مطالب محددة، وتلك تريد أموراً معروفة..! حتى وصلت ظاهرة الطلاق في مراحل معينة إلى نسبة مُخيفة، نتيجة عدم الانسجام بين الازواج.. والمجاملات العائلية، والفروقات القبلية والطبقية التي تفرض على الاشخاص التزاوج من شريحة معينة، حتى أنه بعد كل هذه السنين لم تزل الاقليمية تفرض نفسها بقوة في موضوع الزواج، حتى ولو كان الزوجان لا يتناسبان في أغلب الأمور الحياتية.. فهناك حدود وسقف لكل شريحة وطبقة يجب ان يفصل بين المحبين والعشاق وبين اكمال ذلك بالزواج.. لذلك لا يستغرب تفشي ظاهرة البرود العاطفي والملل الزوجي بين الازواج في سن الشباب، وتفضيل الشباب المتزوجين السفر مع اصدقائهم حيث يكون هناك الانسجام والبهجة، وكذلك تفضل الزوجة السفر مع صديقاتها - إذا كان المحيط العائلي يسمح لها بذلك - فيما تفضل بعض المتزوجات الذهاب مع اهاليهن في رحلاتهم الصيفية.. ويبقى هناك حاجز خفي.. صعب.. لا أعرف ماذا يمكن تسميته يفصل بين كثير من الازواج والزوجات..! نعود إلى الدراسة البريطانية والتي تقول بأن المخاطر تزداد في حالة انهيار تلك العلاقات وعادة ما تكون المرأة عرضة لمشاكل الصحة العقلية في هذه الحالة..! أو في حالة تكرار الفشل في علاقات عاطفية متعددة. وتقول الدراسة إن المتزوجة أقل عرضة للمشاكل العقلية من تلك التي تعيش مع رجل، وتشير الدراسة إلى أن ذلك ربما يكون راجعاً إلى أن المتزوجة تتمتع بحقوق أكبر وتقول الدراسة إن المرأة يمكنها ان تعيش في حالة أفضل بدون علاقة، فالمرأة التي لم ترتبط بعلاقة قط أقل عرضة للمشاكل العقلية من تلك التي تعيش مع رجل أو تتزوج..! تقول بولا هول، مستشارة العلاقات الأسرية لبي بي سي: «إن نتيجة هذه الدراسة تكشف اختلاف احتياجات المرأة عن الرجل». وتوضح انه بالنسبة للنساء فإن الشعور بالأمان هو أهم شيء. وتردف قائلة: «وأما الوضع بالنسبة للرجل فانه مختلف حيث إن مسألة الشعور بالأمان أقل أهمية في حين أن احساسه بالوقوع في المصيدة يمثل مشكلة أكبر». وبالرغم من ذلك، فقد أشارت دراسة في العام الماضي إلى ان كلاً من النساء والرجال يشعرون بالسعادة إذا تزوجوا..!