من يظن أن الهلال ينطبق عليه ما ينطبق على الآخرين فهو واهم .. من راهن على سقوط الزعيم بعد إخفاق الدوري .. تأكد أنه واهم .. من حاول أن يصوّر الهلال بأنه جسدٌ منهار هذا الموسم .. بصم بالعشرة بأنه شخص غير فاهم ..!! هو هكذا لا يحتاج لشفقة من أحد .. يكبو لكنه لا يتخذ السقوط أرضا ولا سماء ولا مستقرا .. سرعان ما يعود نجمة في أفق أوسع .. لا تحدّه بطولة .. ولا يغيّره لقب .. ولا تكتب نهايته بتعثرٍ عابر .. ولا يستكين ويهدأ بتحقيق لقبٍ هنا أو هناك !! هو الوحيد من بين أقرانه الذي لا يحتاج لمرحلة بناء لاكتشاف نجوم جدد .. ولا إلى زمن للعودة مجدداً للمنصات .. ولا إلى اجتماعات لترتيب الأوراق .. فقد تعوّد منذ نعومة أظفاره وهو يتربى في حضن شيخه بن سعيد أن يقفز إلى الأعلى في كل مكان وعِبرَ أيِّ زمان .. والبطولات والنجوم والشعبية تتناقل من جيل إلى جيل بكل سلاسة وسهولة .. فالمجد بركان ثائر في منظومة الهلال ..لا يتوقف إلا لالتقاط الأنفاس ..!! من يجرؤ على التأويل بانتكاسة مستمرة له مهما كان حجم معاناته وإخفاقه .. سيجد نفسه مضطراً للاعتذار مرات ومرات عن سوء فهمه لواقع هذه المنظومة الزرقاء ..!! حتى شاعره الذي يكتب قوافيه باللون الأزرق لا يرتضي إلا القمة مهما كانت حالة الحزن التي تعتريه، لذلك نجده يصِرّ على القمر ولا يفكّر بالنجوم في رائعته «قالوا ترى» .. ألم يقل «ما بدل قمر بنجوم» .. مسكون هذا الأزرق بسحر الانتصارات .. لا يموت ولا يمرض لكنه يصاب برعشة زكام لا أكثر .. وحتى يعود .. فهو ليس بحاجة لا إلى طبيب ولا إلى روشتة .. يعود بقوته وجبروته ليعتلي القمة .. وكأن شيئا لم يكن ..!! وموقعة بيروزي أثبتت .. بأن الهلال لا يستمرئ الركون لمحطات الفشل .. ولا إلى طول المسافة في تذبذب مستواه .. فقد أعلن من طهران إنه شامخ .. يستطيع النهوض بعد السقوط بأسرع وقت ..!! يعيش في كبرياء ولا يمارس الانحناء أثناء سقوطه .. لا يتململ .. ويطرد من حوله الضجر سريعاً .. فأناسه لا يحبون المكوث في أرض قاحلة.. !! يرمي خلف ظهره تعثرا عابرا .. لا يستسيغ سماع الموال الحزين .. فلم تعرف أذنه إلا اللحن الفرائحي .. ولا يشم أنفه إلا رائحة العطر التي تنساب في سروره وبهجته .. فقد تعوّد منذ أيامه الأولى مطاردة الأعين له «بدرا وهلالا» ..!! حتى شاعره الذي يكتب قوافيه باللون الأزرق لا يرتضي إلا القمة مهما كانت حالة الحزن التي تعتريه، لذلك نجده يصِرّ على القمر ولا يفكّر بالنجوم في رائعته «قالوا ترى» .. ألم يقل «ما بدل قمر بنجوم» .. هو الهلال يا سادتي الكرام الذي إن أخفق في بطولة يعوضها قبل أن تجف دموع محبيه .. !! هو الهلال يا سادتي الكرام .. الذي لا يجعل الحزن وِسادته الدائمة وإن حدث فهي سحابة صيف ..!! هذا هو الفرق يا سادتي الكرام بين الهلال وغيره .. لذلك فهو مختلف عن غيره .. وما يجري لغيره لا يمكن أن يجري عليه ..!!