تحتلني تلك اللحظة التي يغرد فيها "الرهيب ".. وتشدني صحوته الدائمة فلا تغيب شمس نهاره ولا قمر ليله .. ويدخلني عرسه في فضاء الذهول .. فلا أعرف لم يتحول فرحه .. أنشودة يتغنى بها كل هلالي ومحايد ..!! سألت نفسي لماذا ؟ وحضرت في مخيلتي كومة من الأجوبة ..!! لم أكن أستطيع التراجع .. عنادا ممزوجا بالرغبة الملحة .. لفك لغز الزعيم .. الذي جمع الخطين اللذين لا يلتقيان أبدا .. ونجح كحالة فريدة في احتضان ما هو شعبي .. وما هو رسمي .. كان محطة عشق للبدوي المتمسك بتقاليده .. وللمتحضر الذي يفتخر بانفتاحه .. يا لها من معادلة .. تحتاج لإنشتاين لفك طلاسمها .. ولدالي لرسم لوحتها .. ولنزار لتفجير مكنون حروفها .. ولحنجرة الساهر للتغني بقصيدتها ..!! توقفت لبرهة بدون وعي .. قبل أن أطلق العنان لمحبرتي .. طرقت الباب عدة مرات .. وأناملي بها رعشة تسري بين أطرافها .. حركت أصابعي .. لملمت لعابي .. وارتميت بأسئلتي في حضن التاريخ .. فالهلال عبق الكرة السعودية .. ومهد نجومها .. والجميع تفتحت أعينهم على شموخ النعيمة ومهارة الثنيان وأهداف الجابر .. ولم نكن نسمع عن الكرة ونحن صبية في ملاعب الحواري .. والمجالس .. وأيام تلفاز الأبيض والأسود إلا عن الموج الأزرق ..!! الهلال يا سادة .. علامة فارقة .. وماركة مسجلة .. لشخصيات فكرية ورياضية وأدبية .. وأصبحت رموزا مبدعين في مجالات الحياة مرتبطين بهذا الأزرق فكرا وقلبا .. !! أعود للزعيم .. الذي كان هالة من الضوء في كل موسم وكل مناسبة .. لملم الوقت قبل اندثاره .. وتشكل وردة .. وقذفها نحو جماهيره الهادرة .. !! للهلال سحر لا يقاوم .. هكذا شعرت عندما فرح الصغار في الحارات الشعبية .. وقلدوا نجومه بالحركات والأرقام .. ورسم التلاميذ على دفاترهم وكتبهم صورة قلب بداخله " هلال " الكبار وحدهم من يصنعون التغيير عندما يفرحون .. والهلال صنع هذا التغيير .. لم تنم الرياض في ليالي كثيرة لإنجازاته وبطولاته وألقابه .. في ليلة عرسه .. وما أكثرها تغطي العاصمة وغيرها من المدن الكبيرة بالأنوار .. فهو فرح الماضي والحاضر .. فالهلاليون مولعون بالتاريخ .. كيف لا وهم من صناعه ..!! وفي حضرة قاعة الهلال الكبرى .. لا بد من استحضار الذاكرة .. فهو النادي المؤسساتي الوحيد .. التي لا تختلف استراتجيتة بتعاقب رؤسائه .. !! ويبدو أن ما ينطبق على الهلال وإنجازاته وألقابه .. وتربعه على القمة في المستطيل الأخضر .. ينطبق على أولئك الساسة والوزراء والسفراء الذين تهافتوا " عليه من كل حدب وصوب .. وأعلنوا ميولهم له .. لهذا قلت عنه إنه النادي الذي جمع بين الشعبية والرسمية .. فالأساس عشق الزعيم من الصغر .. يكبر حلمهم .. وتتحقق أهدافهم .. وكأن هذا الهلال مدرسة للإبداع .. ليس في المستطيل الأخضر فقط .. بل في كافة جوانب الحياة..!! هو الهلال يا سادة .. علامة فارقة .. وماركة مسجلة .. لشخصيات فكرية ورياضية وأدبية .. وأصبحت رموزا مبدعين في مجالات الحياة مرتبطين بهذا الأزرق فكرا وقلبا .. !! الهلال يا سادة .. أكاديمية عشق .. وكتاب من ذاكرة الوقت .. يتوهج الحرف في تتبع مسيرته .. وتتوالد الجمل والحكايات بلغة بريئة في سرد مناقبه .. هو نادي الطبقات المتفاوتة .. وحبيب الناس .. وعشق الشيوخ والأمراء .. فأعطوني ناديا بهذه المواصفات .. حتى لا نغبط عشاقه .. ؟!