في كتاب” الكأس المقدسة وحد السكين” للكاتبة ريان ايسلر , تتساءل ريان: لماذا يقتل الإنسان أخاه الإنسان ويضطهد البعض البعض الآخر؟ لماذا يمتلئ العالم بأعمال يرتكبها الإنسان ضد الإنسان، سواء كان رجلاً أم امرأة؟ كيف يمكن للإنسان أن يتصرف بمثل هذه الوحشية ضد إنسان من جنسه؟ ما الذي يجعل بني البشر يميلون تاريخياً نحو القسوة بدلاً من الرحمة ؟هل تعلمين يا ريان أنني كنت أتساءل مثل هذه التساؤلات وأكثر..؟ كنت أبحث عن شكل آخر للإنسان , أبحث عن الصدق المفقود , عن وفاء ارتحل , عن ممكن ومستحيل في بيادر العقول الإنسانية إليك يا ريان قصة نُسجت خيوطها من الواقع ونحن في عام 2011م والعالم يعيش تحديات عظيمة , والثورة العلمية والتكنولوجية في أوجها وحقوق الإنسان انفتحت قنواتها على كل شيء , و»أمل» ذات الأربعة عشر ربيعا لا تستطيع أن تدخل المدرسة ؟؟ ألف سؤال لف رأسي عندما سمعت قصتها , ما بال الجهل والغلظة والتخلي عن المسؤولية يتكاثر كفيروس الأنفلونزا ؟ وماذا يبقى لنا لو فقدنا إنسانيتنا ؟ لماذا لم نعد نتقن دورنا الإنساني الذي فطرنا الله عليه؟. «أمل» عندما تتحدث معها تخبّئ وجهها بين يديها , أو تشيح بوجهها عن المتحدث معها لأنها كانت ضحية عنف والدها الذي كان يطفئ سجائره في وجهها الغض ,حتى أصبحت تحتاج لعملية تجميل تمحو أثر التعذيب الذي واجهته في طفولتها , وخطيئتها أنها ولدت لأب قاس وأم تجهل كيف تتعامل معها ..!! لم يكتف هذا الأب بتعذيبها جسديا بل حرمها التعليم وأخرجها من المدرسة وحبس أوراقها الرسمية لديه , لا أعلم كيف يفكر , أو بماذا يشعر ..! ل ماذا يبقى لنا لو فقدنا إنسانيتنا ؟ لماذا لم نعد نتقن دورنا الإنساني الذي فطرنا الله عليه؟. «أمل» عندما تتحدث معها تخبئ وجهها بين يديها , أو تشيح بوجهها عن المتحدث معها لأنها كانت ضحية عنف والدهان أتحدث عن حقوق الطفل التي نص عليها ميثاق الأممالمتحدة , إلا أنني لا بد وأن أتحدث بمنطق الأبوة والأمومة وحجم الأمانة التي يحملها كل منهما , وأي قانون أو شريعة تجيز التصرف بحياة هؤلاء الأطفال بدون أدنى احترام أو محافظة على حقوقهم , لن أشير بإصبع الاتهام للأب أو الأم بل سوف تكون أصابع الاتهام إلى النظام الذي أباح للأب التصرف بأطفاله بمنتهى الحرية دون مراعاة لإنسانية الأبناء , تعلمون يا معشر القراء ماهو الحل , وأعلم أنكم مذهولون مثلي وكأننا في كابوس يجثم على أنفاسنا ويأبى أن يرحل ؟؟ فنفرك أعيننا من هول الصدمة إلا أن سناها لازال باقيا, هذا ما يسمى «بالظلم» ألم يناضل ذاك الرمز الذي أعشق تفاصيله تشي غيفارا ” الثائر على الظلم , وقال كلماته المأثورة: “إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ,فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني ”ما أجمل قضيتك النبيلة يا تشي غيفارا ..!