تقص الكاتبة اللبنانية نرمين الحنسا أمورا عادية بسرد سلس وبتشويق يجعل القارىء يغفل عن عادية الموضوع وعادية الكلام. والمقصود بالعادي هنا الكلام المأخوذ من سير الحياة بعيدا الى حد ما عن الانتقائية التي تميز العمل الفني حتى حين يتناول الواقع بتفاصيله. وربما صح القول في عمل الخنسا الأخير انه يروي ويسرد بسلاسة، لكن القاريء قد يفتقد الرواية بمعنى الرواية المكثفة التي تقرع أمام القارىء أبواب الاحتمالات العديدة. ومع المتعة التي يأخذها القارىء من كتاب نرمين الخنسا هذا ومع السرد الناعم السلس الذي تقدمه له يبقى هناك شعور مسيطر عليه وهو ان هذا العمل ربما كان أصلح لقصة قصيرة منه لرواية وان الكاتبة استطاعت بقدرتها ان تخفف أثر ذلك. وقد جاءت الرواية في 133 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت. تبدأ الرواية من النهاية .. والبطلة في الطائرة متوجهة الى باريس بعد تجربة حب مرة. والحنين.. وفي الطائرة كان يجلس بقربها شاب حاول جهده لفتح حديث معها. وفي وصف ظريف لادعاء الرجل وكذبه تروي لنا انها كانت تحمل نسخة من روايتها الأخيرة حين سألها عن الكاتبة فلم تخبره بأنها هي. ادعى انه يعرف الكاتبة وله معها علاقات ومغامرات. القصة الحقيقية تبدأ مع عامر الذي كانت تلتقي به البطلة. شخصية قوية وثقافة واسعة والمهنة محام. كان قد فقد زوجته قبل سنوات ثلاث وبدا انه يهتم بالبطلة التي كانت تشعر بأنها في سن لم تعد فيها احتمالات الحب واردة خاصة انها أشرفت على الخمسين. لعامر وهو اسم الرجل وآراؤه وتصرفاته ولقاءاتهما القسم الأعظم من الرواية. ركز عامر على البطلة ولاحقها باهتمامه وباعجابه وتعلقت «ريان» بعامر واستيقظت عواطفها بعد ان كانت في شبه رقاد. بعد التفاصيل الطويلة عن علاقتهما وحبهما جاءت النهاية سريعة.. لقد تخلى عنها. ظنت في البداية انه تركها من أجل حسناء سويسرية ليخبرها في النهاية انه لو أراد الزواج لما تزوج غيرها، لكنه لا يستطيع الزواج، لانه لم يتخلص من حب زوجته بعد.