لو كان العرف الرياضي يسمح بتقسيم كأس بطولة ما إلى قسمين لحق لنا أن نقسم كأس سمو ولي العهد الذي حققه الهلال إلى نصفين ونمنح كل من الهلال والاتفاق نصف . أقول هذه المعادلة مستحيلة التحقق لما قدمه أفضل فريقين سعوديين إلى جانب الأهلي والشباب في المباراة النهائية . إن ما قدمه فريقا الهلال والاتفاق في النهائي يعكس بالفعل شخصية كل منهما الفنية وقد اتفق الهلال والاتفاق على التجديد من خلال الزج بمجموعة من اللاعبين الصاعدين الذين يخوضون مباراتهم النهائية الأولى وجاء الحسم هلاليا لتمرس لاعبيه في مثل تلك المباريات حتى وإن كانوا من اللاعبين الصاعدين فقد جرت العادة بأن يبزغ النجم الهلالي في الفئات السنية متوجا بالبطولات . وإذا كان فريق الاتفاق قد خسر الكأس الذهبية فإنه كسب مجموعة لاعبين موهوبين في بداية مشوارهم الرياضي باتوا قريبين جدا من منصات التتويج ويكفي إدارة نادي الاتفاق شرفا أنها خرجت جيلا جديدا منسجما ومتفاهما سيكون لهم شأن عظيم في سماء البطولات القادمة . ويبقى الهلال الفريق الكبير والمتمرس وصاحب الشخصية البطولية المتميزة والظاهرة الحقيقية في النهائيات يبقى الرقم الصعب في حصد البطولات والتكويش عليها . الفوز بكأس سمو ولي العهد هو أول ثمرة يقطفها الهلال هذا الموسم وأمامه ثمرتان يانعتان الأولى ليست في متناول يديه بعد أن أصبح مصيره بيد الغير والثانية يمتلك فيها نفس الحظوظ التي تمتلكها الفرق الأخرى وستكشف الأيام القادمة مصير الزعيم فيما تبقى من بطولات الموسملقد أعطى الفريق الهلالي صورة حقيقية للعمل الإداري المقنن والعمل الفني الراقي والجهد المضاعف من جانب نجومه فقد سيطر وهاجم وسجل عندما كان الأمر يقتضي السيطرة والهجوم والتسجيل . تحصن ودافع بشراسة عندما كان الأمر يقتضي الدفاع واقتناص النتيجة . حملات التشكيك المتواصلة والمستمرة التي تصاحب كل بطولة هلالية وإنجاز هلالي وبصورة موسمية باتت اسطوانة مشروخة وعلى من يشكك في بطولات الهلال البحث عن وسائل تطويرية لفريقه ليصل إلى ما وصل إليه الهلال كفريق مقيم في منصات التتويج . لقد أفرزت لنا المباراة النهائية حقا حلاوة الأداء الفني من جانب الفريقين وأعتقد أن مدرب الاتفاق كان أكثر فطنة من نظيره الهلالي على الرغم من خسارة الأول وفوز الثاني فالأول تعرف على علة فريقه منذ الوهلة الأولى فقام باستبدال حسن مظفر الذي كشفت جبهته الدفاعية وسجل الهلال من خلالها هدفيه ولعب الموهبة العظمي أحمد عكاش وبنزول هذه الموهبة الفذة قتلت خطورة الهلال عبر الطرف الأيسر بل وأصبح هذا الطرف يشكل خطورة بسبب الحملات الهجومية التي كان يقوم بها اللاعب وتلك هي الجرأة التي لم يمتلكها هاسيك مدرب الهلال الذي زج باللاعب أحمد الفريدي فكان وبالا على الفريق وعندما أراد أن يشرك القرني سحب محمد الشلهوب وترك الفريدي يتلاعب بأعصاب جماهيره . قبل الوداع .. الفوز بكأس سمو ولي العهد هو أول ثمرة يقطفها الهلال هذا الموسم وأمامه ثمرتان يانعتان الأولى ليست في متناول يديه بعد أن أصبح مصيره بيد الغير والثانية يمتلك فيها نفس الحظوظ التي تمتلكها الفرق الأخرى وستكشف الأيام القادمة مصير الزعيم فيما تبقى من بطولات الموسم . خاطرة الوداع .. موعدنا مع لقاءات الرعب يتجدد . كن مستعدا A_ [email protected]