بعد أقل من شهر، وتحديداً في 26 ربيع الأول الجاري، تنطلق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، ويعد أهم تظاهرة ثقافية في المملكة، حيث يزوره أكثر من مليون زائر سنوياً. جانب من إحدى الندوات في برنامج معرض الرياض الدولي للكتاب 2008 (اليوم) ويتطلع مثقفون أن تكون الدورة المقبلة من المعرض أفضل من سابقاتها، متمنين رفع سقف الحرية فيه، والحد من ظاهرة ارتفاع أسعار الكتب، إضافة إلى تنظيم فعاليات مصاحبة نوعية وكمية. وتمنى عضو نادي المنطقة الشرقية الأدبي حسن الشيخ أن يرتفع سقف الحرية في المعرض، وأن تأخذ وزارة الثقافة والإعلام «زمام المبادرة في الإشراف الفعلي على فعاليات المعرض.. حتى لا يكون هناك تداخل في الصلاحيات بين الوزارة وجهات أخرى». وقال: «مازال الكتاب الوسيلة الأهم والأبرز في عالم الفكر والثقافة والمعرفة، برغم وجود وسائل الاتصال الأخرى، حيث ظل محافظاً على ثقله العلمي والثقافي». متمنياً أن يتنقل المعرض بين مدن المملكة الرئيسة حتى يتسنى للجميع الاستفادة منه بحكم اتساع الرقعة الجغرافية للمملكة. ورأت الكاتبة سالمة الموشي في وجود المعرض تأثيراً ذا حراك، وقالت: «إننا أحوج ما نكون إلى متاح للحراك الثقافي أو صيغة للانخراط في أكبر قدر ممكن من الخلق الإبداعي»، موضحة أن «المعرض بمثابة تحرك مؤثر، كونه محركا للتنمية الثقافية المحلية». مرتادو المعرض يجدون صعوبة كبيرة في البحث عن الكتب المعروضة، فعدد أجهزة البحث قليل جداً.. وأسعار الكتب شكوى لا تنتهي، فلا توجد صرامة في حسم الموضوع وقالت: «من الجميل أن تكون الهند هذا العام ضيف شرف معرض الكتاب»، متطلعة أن تعرف الاستضافة بالثقافة الهندية، وعدم الاكتفاء بشرفية الحضور. وتمنت أن يكون برنامج الفعاليات الثقافية بالمعرض فعلا ثقافيا مثمرا يساهم في الارتقاء بالوعي المجتمعي، يظهر استيعاب الثقافة كإنتاج اجتماعي تبث للمجتمع، وأن يخرج من كون الثقافة فعلا نخبويا ينتجه النخبة. وقال الكاتب والروائي سعيد الوهابي: «اطلعت على برنامج الفعاليات المصاحبة للمعرض ووجدته مقنعاً إلى حد ما.. أعلم أن مجموعة ما لديهم شغف في حضور ندوة ملامح الثقافة الهندية أو جهود الترجمة لكن محصلة التنوع هذا العام جيدة». وعن مطالب رواد المعرض، قال الوهابي إن مرتادي المعرض يجدون صعوبة كبيرة في البحث عن الكتب المعروضة، فعدد أجهزة البحث قليل جداً.. وأسعار الكتب شكوى لا تنتهي، فلا توجد صرامة في حسم الموضوع وبآلية سريعة». كما طالب الوزارة «بغض الطرف عن بعض الكتب التي لن نجدها إلا خلال عشرة أيام من السنة فقط». من جانبه، يتطلع القاص عبد الله النصر لأن يرتفع سقف الحرية في المعرض، ببيع كتب ممنوعة من دخول المملكة منذ سنين، متمنياً أن ينظم معرض مشابه لمعرض الرياض في المنطقة الشرقية، «لأن المسافة والظروف كثيراً ما تحول عن الاستفادة من معرض الرياض». وقال النصر «نأمل أن تلقى دور النشر السعودية الرائدة حظها الأوفر في هذا المعرض.. وأن ينظر إلى الكتاب على أنه قيمة ثقافية فكرية توعوية وليس سلعة تجارية.. وأن يتم تخصيص أماكن للأندية الأدبية في واجهة المعرض وليس في زاوية ميتة كما حدث في الدورة الماضية من المعرض».