أوضح عدد من الأدباء والمثقفين أن النادي الأدبي في الرياض يعد الأبرز حاليا من بين 16 ناديا أدبيا في المملكة.وأرجع بعض ممن فضلوا «أدبي الرياض» على غيره من الأندية إلى أن تميز هذا النادي يعود إلى نجاحه في مد جسور التواصل مع مختلف أطياف المجتمع، وإقامته فعاليات أدبية وثقافية متعددة ومتنوعة، ومشاركته بصورة بارزة في مناسبات مختلفة، إلى جانب نجاحه في إقامة بعض الفعاليات بالتعاون مع جهات خاصة وحكومية.ورأى عدد، ممن استطلعت (اليوم) آراءهم حول النادي الأدبي الأبرز في المملكة، أن ناديي جدة وحائل هما الأبرز، أو يأتيان بعد «أدبي الرياض»، فيما أوضح البعض تراجع نادي المنطقة الشرقية الأدبي إلى دراجات متأخرة في سلم أفضل ناد أدبي في المملكة، رغم أنه كان من بين الأفضل في سنوات سابقة، بينما لم يأت ذكر نادي الأحساء الأدبي لديهم. اعتبر إبراهيم الوافي أن نادي الرياض الأدبي هو الأبرز بين الأندية الأدبية في المملكة، «لنجاحه وبشكل كبير في مد جسور التواصل، خاصة تواصله مع مجموعة كانت غائبة عن ارتياد النادي، والبحث عن أطياف جديدة».وقال إن النادي «حقق التواصل النوعي مع مختلف الفئات والتيارات الأدبية، ولديه تنوع في الأنشطة الثقافية والأدبية، واهتمام بنوعية النشاط الذي ينتمي إليه الأدباء»، مؤكدا أن هذا دليل على نجاح العلاقات، ومعتبرا اختياره ل»أدبي الرياض» لأنه تجربة مميزة قد تتكرر مع ناد آخر.وأضاف إن الأندية الكبيرة مازالت مميزة بحضورها الإعلامي، حيث تسلط عليها الأضواء، إلا أن ناديا مثل «أدبي حائل» يتميز بالإصدارات والكتب، فيما يتميز النادي الأدبي الثقافي في جدة بنوعية الأنشطة التي يتبناها، ويجتهد نادي نجران الأدبي في إصدار مجلة ذات قيمة، معربا عن عدم استطاعته تمييز الأفضل. وأكد الروائي محمد المزيني أن النادي الأدبي في الرياض هو أبرز وأنشط ناد حاضر بأنشطته المتنوعة والمتعددة، وإن كانت تتزامن مع المناسبات، في ظل غياب مشروع لدى إدارة النادي. وأوضح أن النادي يظل الأبرز، مقارنة مع الأندية الأخرى، «فلا يوجد ناد يعمل كما يعمل النادي الأدبي في الرياض، على الرغم من اشتغاله على الجاهز، ولم يستطع كسر حالة التمنع أو الصدود. متمنيا أن يخصص النادي أسابيع للشعر والقصة مستقبلا».وقال المزيني إن «النادي الأدبي بمنطقة الجوف بدأ يعمل، أما نادي المنطقة الشرقية الأدبي فيبدو أنه مشغول بأشياء أخرى، فحتى الآن لم يقدم شيء، ففي السابق كان عنده فعاليات، لكنها توقفت حسب متابعتي».وحول جذب الأندية لوسائل الإعلام، أوضح المزيني أنها لم تنجح في جذب وسائل الإعلام بشكل جيد، ف»أدبي الرياض» يقدم رسائل لمثقفين عن فعالياته، دون أن نجد لها حضورا إعلامي مرئيا ومسموعا.وأضاف: «أقترح أن يعاد النظر في الفعاليات المنبرية، حيث أصبح هناك فضاءات أخرى، مثل إقامة ورش عمل، والتعاون مع مراكز تدريبية».واتفق القاص عبدالحفيظ الشمري مع الوافي والمزيني في أن النادي الأدبي بالرياض يعد الأبرز بين الأندية الأدبية في المملكة، وقال إن هذا النادي «يتميز إلى حد ما في فعالياته بالتعاون مع الجهات الأهلية والحكومية، وأعطى مجالا للتنوع في الفعاليات والنشر والفعاليات المنبرية، وله إسهامات في المهرجانات الوطنية مثل الجنادرية ومعرض الرياض الدولي للكتاب».وتساءل الشمري عن دور الأندية الأخرى طالما أن جميعها تنفذ فعاليات حسب ميزانية مالية موحدة، لكن بعض الأندية تقيم أنشطة لمجرد قيام الأنشطة بغض النظر عن نوع الفعالية وقيمتها. متمنيا أن تكون الأندية اجتماعية وتستهدف فئات المجتمع ولا تنحصر في الأدباء فقط.كما أكد القاص طاهر الزارعي أن النادي الأدبي بالرياض كان الأكثر تميزا بين أقرانه، من خلال الفعاليات المتنوعة الكثيرة التي يقدمها، وحضوره البارز في المناسبات الوطنية مثل معرض الرياض الدولي للكتاب وتقديم العديد من الفعاليات والتواصل مع مختلف المثقفين والأدباء. أما على مستوى الأندية المتراجعة للوراء، فقال الزارعي: إن النادي الأدبي بمنطقة حائل تراجع عن مستواه في طباعة الكتب، ولم نعد نر تلك الإصدارات التي تميز بها النادي منذ تغيير رئيسه. النادي الأدبي بالرياض كان الأكثر تميزا بين أقرانه، من خلال الفعاليات المتنوعة الكثيرة التي يقدمها، وحضوره البارز في المناسبات الوطنية مثل معرض الرياض الدولي للكتاب ولم يخف الزارعي رأيه بتراجع نادي المنطقة الشرقية الأدبي منذ تقديم الإدارة السابقة لاستقالتها، وقال: «ربما لم تأخذ الإدارة الحالية الوقت الكافي»، مؤكدا أن المراهنة تظل على النادي الأدبي بالرياض.ويختلف رأي الناقد سحمي الهاجري عن آراء سابقيه، حيث قال: «أعتقد أن النادي الأدبي الثقافي بجدة هو في الصدارة، إذا أردنا أن نكون منصفين في الزمن، فنادي جدة له وزنه في الأوساط الثقافية، وكذلك في الملتقيات والفعاليات، وإصدارته المتميزة على مستوى المملكة والعالم العربي».وأضاف: هناك أيضا النادي الأدبي بالرياض، فلديه نشاطات كثيرة، ويديره رئيس نشيط جعل منه ناديا فعالا ومتنوعا في الفعاليات والأنشطة، وكذلك النادي الأدبي بمنطقة حائل، خاصة في النشر وإصدار الكتب المتميزة وبأعداد كثيرة، موضحا أن «أدبي حائل» نجح في فترة أن يكون متميزا عن باقي الأندية.وأوضح أن نادي المنطقة الشرقية الأدبي كان جيدا، خاصة الإدارة السابقة، التي أدخلت فنونا كثيرة ضمن فعاليات النادي، وكانت متميزة في أعضائه ومدى عطائهم وعملهم على تنشيط الحراك الثقافي في المنطقة.من جانبه أوضح الشاعر يوسف العارف أن النادي الأدبي بالرياض هو المتميز حاليا في فعالياته اليومية والأسبوعية والفرعية، ويأتي بعده النادي الأدبي الثقافي في جدة عبر إصداراته، والنادي الأدبي بمنطقة حائل، خاصة في ظل وجود الإدارة السابقة، إذ كان حريصا على أن تكون إصداراته نوعية وكمية متميزة سواء في الشعر أو القصة أو الفكر ونادي الجوف بعدهم في فترة قصيرة جدا.من جانبه، أشار الروائي أحمد الدويحي إلى أن الموضوع يختلف من ناد لآخر، فهناك أندية تتميز في الإصدارات، وأخرى تتميز في الفعاليات والأنشطة، وأندية تهتم وتبدل جهدا في الملتقيات الثقافية.وقال: «في السابق كان نادي حائل الأدبي، خاصة أيام الإدارة السابقة التي كانت تمتلك رؤية وتعمل بعقلية قريبة من المثقف، يقيم فعاليات ثقافية متميزة، واستطاع سد ثغرات كثيرة».وأضاف إن النادي الأدبي الثقافي بجدة كان في أيام عبدالفتاح أبو مدين في أوج عطائه، سواء من جانب الإصدارات الدورية أو إصداراته للمثقفين من قاصين وشعراء وغيرهم.ويحصر الشاعر مهدي الحكمي البروز في ناديي الرياضوجدة، موضحا أنهما الناديان اللذان مازالا يقدمان المتميز عن الأندية الأخرى.وقال إن نادي حائل الأدبي كان في فترة متميزة، ولكنه أصبح ناديا عاديا جدا، موضحا أن السبب يعود ربما إلى عدم الاستقرار الإداري.وأيد القاص والناقد د. أحمد عسيري الأقوال بأن النادي الأدبي في الرياض يعد من أنشط الأندية الأدبية في الفترة الحالية، إن لم يكن الأنشط فعلا، مرجعا ذلك إلى وجود المثقف والأكاديمي، الذي يرى كل الأبعاد الثقافية في الرياض، بالإضافة إلى نوعية الفعاليات والأنشطة التي يعقدها النادي.ويعتقد عسيري أن نادي حائل الأدبي يأتي بعد ذلك، خاصة في وجود الإدارة السابقة، التي كانت تعمل على التميز وإضافة كل جديد في الحركة الثقافية في حائل، حسب رأيه.وقال عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي في هذه الأيام نشيط، في ظل إدارته الجديدة، موضحا أن هناك حراكا ثقافيا في المنطقة، بوجود مجموعة من المثقفين والمفكرين فيها، واعتماد النادي على أبناء المنطقة، الذين يمتلكون رؤية ثقافية حديثة، في فعالياته وأنشطته.بدوره، أوضح الناقد حسين بافقيه أفضلية أندية حائل والرياض على مستوى الإصدارات. وقال إن ما أخرجه النادي الأدبي بمنطقة حائل، رغم سني عمره القليلة، سبق بها الكثير من الأندية، وأصدر إبداعات وأعمالا لكل الأطياف، وتبنى جيل الشباب، وأعطى الاهتمام بالأعمال الشعرية والنقدية، وأخرج أعمالا شعرية مسموعة للشاعرين الراحل محمد الثبيتي ومحمد العلي. وأضاف إن نادي الرياض بدأ يظهر يوما بعد يوم في حالة من التميز سواء في الفعاليات أو الإصدارات. أما نادي الأدبي الثقافي بجدة فكان متميزا أيام عبدالفتاح أبو مدين، بشهادة المثقفين والأدباء، ولا أنسى كذلك نادي جازان الأدبي، الذي يركز على الأجيال الشابة في المنطقة التي تهدي الوطن وردا وشعرا وأدبا، متمنيا أن يكون هناك اهتمام إعلامي بجازان والحركة الثقافية هناك.