تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 في العاصمة المصرية القاهرة، وتعتبر أقدم منظمة دولية أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، وتكونت قبل منظمة الأممالمتحدة بشهور، وهي بمثابة «بيت العرب» الحافل بتاريخ طويل أخوي ممتد، مزج بالدماء الطاهرة التي ارتوى بها التراب العربي بنضال شعوبه ضد الاستعمار. والدول الأعضاء المؤسسة هي: «المملكة ومصر وسوريا ولبنان والعراق وإمارة شرق الأردن واليمن»، أما الدول الأعضاء الأخرى فهي: السودان وليبيا وتونس والمغرب والكويت والجزائر والبحرين وعمان وقطر والإمارات وموريتانيا والصومال ومنظمة التحرير الفلسطينية وجيبوتي وجزر القمر، وعندما كانت اليمن بلداً منقسماً في الفترة الممتدة بين عامي 1967 و1990 مُثل النظامان بشكل منفصل، ولكل عضو في مجلس الجامعة صوت واحد. تعزيز الرفاهية وتهدف الجامعة العربية لتوثيق التعاون بين أعضائها وتنسيق سياساتها نحو هدف مشترك، كما أنها تسهّل الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، التي صُمّمت لتعزيز رفاهية الدول الأعضاء، وتؤدي مهامها من خلال بعض منظماتها مثل، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومجلس الوحدة الاقتصادية. وتتكون من 22 دولة، بما فيها فلسطين التي اعترف بها دولة مستقلة، فيما علقت مشاركة سوريا في أنشطة المنظمة منذ نوفمبر 2011 بسبب حرب الإبادة لنظام الأسد ضد الشعب السوري، وعلقت عضوية مصر من 1979 إلى 1991 بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل ونُقل المقر حينذاك إلى تونس. ودعمت الجامعة سوريا ولبنان في نزاعاتهما مع فرنسا، وطالبت باستقلال ليبيا في 1945، كما أنّها دعمت تونس في صراعها مع فرنسا في 1961، وأعلنت عن معارضتها تشكيل دولة يهودية في فلسطين، وطالبت باستقلالها بالكامل، وعندما أُنشئت دولة إسرائيل في 1948 هاجمتها دول المنظمة ثم قاطعتها. مبادرة السلام# أسست مؤتمرات القمة، التي عُقدت من 1964-1965 قيادة عسكرية عربية مشتركة، ولكنها فشلت في تنفيذ استراتيجية موحدة لتحرير فلسطين، وفي 1988 أيدت الجامعة خطة «منظمة التحرير الفلسطينية» للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض مع إسرائيل، وفي 2002 أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- مبادرة السلام العربية بين الفلسطينيين وإسرائيل في قمة بيروت، وتهدف لقيام دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الاسرائيليين من هضبة الجولان المحتلة، ونالت تلك المبادرة تأييدًا عربيًا واسعًا. مرحلة التأسيس اقترحت سوريا اسم «التحالف العربي»، أما العراق فأراد تسميتها ب«الاتحاد العربي»، إلا أن الوفد المصري رأى أن اسم «الجامعة العربية»، الذي تقدم به أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية، ومتوافقا مع أهداف الدول العربية، ووافق الأعضاء على التسمية بعد تغييرها من الجامعة العربية إلى «جامعة الدول العربية»، وأصدر المندوبون العرب الذين حضروا اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام بالإسكندرية ما يعرف ب»بروتوكول الإسكندرية» الناص بإنشائها. فكرة الإنشاء وتعود فكرة إنشائها إلى 29 مايو 1941 عندما ألقى وزير خارجية بريطانيا، أنتوني إيدن؛ خطاباً ذكر فيه: إن العالم العربي قد خطى خطوات عظيمة منذ التسوية، التي تمت عقب الحرب العالمية الماضية، وفي 24 فبراير 1943 صرح إيدن في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين «العطف» إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.وبعد عام من خطاب إيدن، دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك، ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري، للتباحث في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها، وكانت هذه المرة الأولى التي تثار فيها الفكرة بمثل هذا الوضوح، حيث أكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة، وإثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات واجتمعت لجنة تحضيرية في الفترة من 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944 ثم بدأت مرحلة التأسيس. ميثاق الجامعة أقرت الوثيقة الرئيسة، التي وضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية، بقصر الزعفران بالقاهرة في 19 مارس 1945 وتألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة وثلاثة ملاحق خاصة، الأول خاص بفلسطين، والثاني بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة، أما الثالث فهو خاص بتعيين السيد عبدالرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين، وفي 22 مارس 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من مندوبي الدول الأعضاء. توثيق الصلات وترعى الجامعة ما تبرمه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقيات وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقاً للتعاون فيما بينها والحفاظ على استقلالها وسيادتها من كل اعتداء، وقرارات المجلس ملزمة لمَنْ يقبلها فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة ويلجأ الطرفان إلى المجلس لفض النزاع بينهما، في هذه الأحوال تكون قرارات المجلس ملزمة ونافذة، ولا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة كما لا يجوز اتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أي دولة من دولها.