لا توجد طريقة لترويج كتاب أفضل من التصريح أو حتى التلميح بأنه لم ينشر أو لم يوزع في الداخل؛ لأن الرقابة اعترضت طريقه إلى المطبعة أو إلى المكتبات بعدم فسحه. لهذا يوحي صدور أي كتاب في الخارج باحتمال هروبه من الرقيب، وهذا الهروب كفيل بأن يكون جاذبا ومغريا لاقتنائه. وعندما تُثارُ ضجة حول أي كتاب استنكارا وشجبا لنشره أو عرضه في معرض كتاب، فعلى مؤلفه أن يقدم أكواما من الشكر لأولئك المستنكرين الشاجبين المطالبين بتدخل الرقيب أو إدارة أي معرض لكنسه من الرفوف وتعقيمها بعده، فقد قُيِض لكتابه حملة ترويج ٍهائلة بالمجان، سيجني بسرعةٍ عوائدها وفوائدها. هذا في رأيي ما حصل وسيحصل لكتاب عبدالرحمن القحطاني المُكنى ب«أبوجفين»، ما يعني أن المتناقضين لعبوا في يديه، وإن استمرار اعتراضهم على تواجده وكتابه في معرض الكتاب هو استمرار للعبهم في يديه ولصالحه. لقد ربح صاحب الكتاب الموصوم بالتفاهة. فإن يكن الكتاب تافها كما يقولون، فإنهم بالضجةِ التي أثاروها بشأنه، قد روجوه، وذلك الضجيج أفضل حملة إعلانية يحلم بها صاحب أية سلعة. أتوقع أن عددا كبيرا ممن لم يسمعوا به ولم يقرأوا عنه سيعلمون بوجوده، ومن هؤلاء أنا، إذ علمت به صدفة من مقطع فيديو من المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة معرض الرياض. وصدفة علمت أن الطالب الذي يجلس أمامي مرتيِن في الأسبوع هو أحد نجوم التواصل الاجتماعي. كان يجلس أمامي لأسابيع عندما سألني ابناي مازن وفارس: صحيح..أنك تدرس «أبوجفين»؟ فكان جوابي تساؤلا عمن هو أبوجفين؟ وتعرفت عليه من وصفهما له. لم أسمع به من قبل، ولم أره في أي من وسائط التواصل الاجتماعي. ولم أهتم بمتابعته أو التحدث معه عن عالمه الآخر بعد ذلك. وبقي في نظري عبدالرحمن القحطاني الطالب الهادىء، الخلوق والمهذب. لكنني سألته عن كتابه بعد المؤتمر الصحفي، لقد فعلت الحملة المضادة فعلها في، كما في آخرين.