تأخر حفل اعتزال فؤاد كثيرا؛ لكنه لم يتأخر او يغب يوما عن فؤاد المنتخب وماضيه. مضى واعتزل المستديرة منذ سنوات ولم يعتزله التاريخ ولم تعتزله المسيرة المرصعة بالذهب والأولويات. رسم لنا اول فرحة وأول لوحة في المونديال امام طواحين هولندا، كانت حينها دقائق تلك المباراة الطاحنة بالفعل تقترب من العشرين وهو في مستهل العشرين وفي اولى محطات النجومية لم يفوت لحظة كتابة التاريخ. نعم تاريخ فؤاد الاخضر بدأ منذ تلك اللحظة واللقطة، التي مازالت عالقة بالاذهان. فؤاد الاخضر كان بمثابة القلب والفؤاد النابض للمنتخب في كل فئاته العمرية، تجد اسم فؤاد حاضرا. تدرج بشكل مثالي ابتداء من منتخب الناشئين 89 مرورا بمنتخب الشباب وبالمنتخب الاولمبي في اتلانتا، حيث ترك له ومضة وهدف هناك. فؤاد الاخضر لم يترك محفلا الا ووضع له بصمة ومن اهمها واغلاها اول لقب للأخضر في كأس الخليج في بطولة استعصت وانتظرت حتى مجيء فؤاد انور لتفتح النور لباقي الألقاب حتى آسيا لم تنس نصيبها من فؤاد، كل هذا كان في فترة التسعينيات، التي اتسعت معها رقعة الإنجازات. فؤاد الاخضر صاحب القلب الأبيض في تلك الفترة ومع فريقه الليث الأبيض كان ناصع البياض كان معه الشباب في ريعان الشباب. فؤاد الاخضر عندما تستعرض تاريخه وارقامه تظن انه مهاجم لكنه كان يفُوق الهجوم، كان محورا مهما على صعيد المنتخب والنادي رغم كثرة النجوم في حقبته وجيله الا انه كان لافتا وجادا وقائدا، لا يهدأ ولا يستكين كان بمثابة الروح، التي تدفع رفقاءه للانتصار. فؤاد الاخضر من طينة الكبار، الذين لا يتكررون وقد اكون مبالغا ان قلت انه من اهم النجوم، الذين زادوا من شعبية وجماهيرية الشباب الفريق العريق والركن والرافد المهم في الكرة السعودية، الذي كان لا ينقصه سوى جمهور. واليوم جمهوره ومدرجه حاضر وبقوة لتؤكد البطولات والنجوم مقدرتها على صناعة الماضي والحاضر. فؤاد الاخضر ربما لم يأخذ نصيبه من الاعلام، لكنه أخذ نصيبه من الملاعب وكان ايضا حاضرا في عالم الاحتراف ومن اول الاسماء، التي احترفت خارجيا كان محط إعجاب في الداخل والخارج. طوال مسيرته لم يخرج يوما عن الروح الرياضية، بل كان ومازال نجما في خُلقه وتعامله لم ينل منه الغرور، الذي يعتري عادةً نجوم الشهرة، بل ظلّ عفوياً ومتسامحاً وصادقاً مع الجميع. فؤاد الاخضر نجم اسطوري يستحق التكريم كبقية النجوم، التي رحلت وتركت لها مكانة خاصة. ولا أخفيكم سراً، للحظة شككت ان حفل اعتزال فؤاد أُقيم منذ زمن بعيد! لأن مثل هذه الظاهرة يفترض ان يتم تكريمه من اول لحظة ودع فيها الملاعب.