ناشرو ومُطلقو الإشاعات والشائعات لهم أهداف خبيثة، الهدف منها الإساءة للحكومات أو للأشخاص ونشر الفوضى في المجتمعات وتأليب الرأي العام، فالإشاعة تضخيم للأخبار الصغيرة، وإظهارها بصورة تختلف عن صورتها الحقيقية، فهي إذن أخبار موجودة، ولكن بإظهارها بصورة مختلفة عن حقيقتها بالتهويل والتعظيم فتصبح «إشاعة». أمّا «الشائعة» فهي أقوال أو أخبار أو أحاديث يختلقها البعض لأغراض خبيثة، ويتناقلها الناس بحسن نية، دون التثبت في صحتها، ودون التحقق من صدقها. إذاً الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظناً منهم بصحتها ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار، وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها. في إحصائية تقول إن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلنا من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من مُتواتري المعلومة! لإثارة الإشاعات أهداف ومآرب تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيريها، بالأمس روّجت حسابات مشبوهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لكمية كبيرة من الخمور قالوا إنها خاصة بالسوق الحرة في مطار الملك فهد بالدمام، وهو ما فنّده بيان رسمي لجمرك جسر الملك فهد، مؤكدا أنها ضمن ضبطية تم كشفها قبل دخولها للمملكة وتم مصادرتها. للشائعات آثار نفسية وحسية بالغة فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة إذا لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد إسعار نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها، فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صوابا، وقد يدعمها أحياناً بعض مشاهير الغفلة والسذج في وسائل التواصل، وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشرب المجتمع لها. مطلقو الإشاعات سماهم القرآن الكريم مرجفين، والإرجاف في اللغة هو الاضطراب الشديد، ويطلق على الخوض في الأخبار السيئة وذكر الفتن، ومروج الإشاعة لئيم الطبع، دنيء الهمة، عديم المروءة، ضعيف الديانة، والإشاعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته، مثير للاضطراب والفوضى في الأمة، وللأسف فهناك من يتلقى الإشاعات المغرضة، وكأنها حقائق مسلّمة فيلطخ سمعه وبصره من الإشاعات الباطلة، فالحذر كل الحذر من أن تكون مروجاً لهذه الإشاعات، فإذا ما سمعت بخبر ما سواء سمعته في مجلس عام أو خاص، أو قرأته في وسائل التواصل الاجتماعي، أو شاهدته في قناة فضائية أو سمعته في إذاعة، وكان ما سمعته فيه تنقص أو تهمة أو إساءة لوطنك أو لحكامك أو لمجتمعك، فلا تستعجل في تقبل الإشاعة من دون استفهام أو اعتراض، واحذر ترديد الإشاعة لأن في ترديدها زيادة انتشار لها مع إضفاء بعض بل كثير من الكذب عليها وفي المثل: الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها!